لاقت مذبحة الحولة التى وقعت فى ريف حمص والتى راح ضحيتها نحو 110 من المدنيين من بينهم حوالى 50 طفلا نتيجة للقصف الصاروخى والمدفعى للمدينة أول أمس إدانات دولية وعلى أثرها استدعت وزارة الخارجية البريطانية اليوم الأحد القائم بالأعمال السورى فى لندن وذلك للاحتجاج على المذبحة.
وقال المتحدث باسم الوزارة إن وزير الخارجية وليام هيج قد أعطى تعليمات للمدير السياسى فى الوزارة جيفرى أدامز باستدعاء القائم بالأعمال السورى غدا الاثنين للتعبير عن إدانة بريطانيا لتصرفات النظام السورى.
وكان هيج قد أدان المذبحة أمس مشيرا إلى تقارير مؤكدة عن وقوع عدد كبير من الضحايا من بينهم أطفال فى المذبحة التى وقعت على أيدى النظام السورى فى مدينة الحولة، وأضاف إن الأولوية الآن هى الوصول إلى تفاصيل واضحة لهذه الجريمة ومن يقف وراءها والتأكد من المسئولين عنها وتقديمهم للمحاكمة.
من جهتها أكدت تركيا أن مجزرة "الحولة" هى جريمة شنعاء ضد الإنسانية تستهدف العقاب الجماعى للشعب السورى ولا تفرق بين الأطفال والنساء وكبار السن، وهى دليل دامغ آخر على وحشية وقسوة وانعدام شرعية النظام السورى.
جاء ذلك فى بيان لوزارة الخارجية التركية الليلة الماضية، ونقلته اليوم الأحد الفضائيات التركية، حيث وصف البيان قصف قوات الأمن الحكومية لأى بلد لمدنها يمثل أكبر دليل ملموس على أن حكومة هذا البلد فقدت شرعيتها تماما، وأن هذا التصرف من جانب الإدارة السورية يؤكد مرة أخرى أنها لاتحترم التعهدات التى قطعتها.
على نفسها بتطبيق خطة المبعوث الأممى كوفى أنان فضلا عن الالتزامات المترتبة على قرارى 2042 و2043 بالأمم المتحدة والتى تدعو إلى التطبيق الكامل والتام لتلك الخطة.
ودعا البيان بعثة المراقبة الدولية فى سوريا إلى معاينة الأوضاع على الأرض بأسرع وقت ممكن لإطلاع الرأى العام العالمى على حقيقة المجزرة التى ارتكبت هناك، كما حمل البيان المجتمع الدولى المسؤولية المشتركة لضمان أن الجرائم وعمليات القتل الجماعى التى ترتكب بحق المدنيين العزل لن تمر بدون عقاب، وأكد مواصلة تركيا تضامنها مع الشعب السورى والمجتمع الدولى لفتح طريق أمام عملية التحول الديمقراطى على أساس المطالب المشروعة للشعب ووضع حد للمأساة الإنسانية فى هناك قبل سقوط المزيد من أرواح المدنيين الأبرياء.
كما استنكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الأعمال الإرهابية التى ترتكبها المجموعات المسلحة فى سوريا معتبرة أنها رد يائس من هذه المجموعات ومن يقف وراءهم على التماسك الوطنى الذى يتحلى به الشعب السورى، ودعت الشبكة فى بيان المجموعات المسلحة إلى الكف عن أعمال القتل والتفجير، مطالبة منظمات حقوق الإنسان العربية والعالمية بمراجعة قراءتها للمشهد السورى ورفع الصوت استنكارا وشجبا لأعمال العنف التى تعتبر إرهابا منظما موجها لزعزعة الأمن والاستقرار فى سوريا.
وطالبت الشبكة، مجلس حقوق الإنسان فى جنيف وهيئة الأمم المتحدة وعلى رأسها الأمين العام بان كى مون باتخاذ المسألة على محمل الجد كى لاتسهم أكثر فى انهيار منظومة حقوق الإنسان مع الأخذ بعين الاعتبار أن رؤساء دول وحكومات صرحوا علانية بدعمهم للمجموعات المسلحة فى سوريا وهو ما يعد بذاته خرقا لخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفى أنان الذى سيزور دمشق غدا.
وبحث وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس مع المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفى أنان تطورات الأوضاع فى سوريا وتقييمه فى أعقاب مجزرة الحولة التى ارتكبت أول أمس الجمعة وراح ضحيتها العشرات من بينهم العديد من الأطفال، جاء ذلك خلال الاتصال الهاتفى الذى أجراه وزير الخارجية الفرنسى اليوم الأحد مع كوفى أنان.
وقال برنار فاليرو المتحدث الرسمى باسم الخارجية الفرنسية فى تصريحات له إن الجانبين اتفقا خلال الاتصال على مواصلة الاتصالات بشكل وثيق بينهما وخاصة من فيما يتعلق بالإعداد للاجتماع المقبل لمجموعة "أصدقاء الشعب السورى" المقرر انعقاده بباريس ولم يتم تحديده موعده بعد.
وقام اليوم الأحد وفد من المراقبين الدوليين بزيارة إلى مدينة "الزبدانى" بريف دمشق فى إطار المهمة التى يقوم بها فى سوريا دون أى مرافقة إعلامية، وعلم مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط فى دمشق أن الوفد كان قد قام أمس بجولة فى مدينة "كسوة" بريف دمشق، فيما قام وفد آخر بجولة فى دوار السباهى وحى الأربعين بمحافظة حماة وبلدة مورك فى ريف المحافظة، وقام وفد ثالث من المراقبين الدوليين أمس بجولة فى حى السلطانية وجوبر وفرع منظمة الهلال الأحمر بمحافظة حمص وبلدة الحولة بريف المحافظة.
من جانبه دعا رئيس البرلمان الأوروبى مارتن شولز إلى ضرورة تقديم مرتكبى المجزرة التى شهدتها مدينة حولة السورية إلى المحاكمة، وقال شولز إن ما حدث فى مدينة "حولة" من أحداث دامية ترقى إلى جرائم الحرب، معربا عن مواساته وتعازيه لجميع عائلات الضحايا، وأكد شولز دعم البرلمان الأوروبى لخطة المبعوث الأممى كوفى أنان، داعيا الأسرة الدولية إلى تبنى رد فعل قوى وموحد إزاء هذه المجزرة.
كما أدانت الحكومة الأردنية بشدة المجزرة التى أودت بحياة العشرات داعية إلى إيجاد "حل سياسي" فى هذا البلد "يوقف نزيف الدم".
وقال سميح المعايطة وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمى باسم الحكومة أن الحكومة تعرب عن إدانتها الشديدة للمجزرة التى أودت بحياة الضحايا المدنيين الأبرياء، وتحديدا الأطفال والنساء وعشرات المدنيين الأبرياء فى مدينة الحولة بمحافظة حمص السورية".
وأكد رفض حكومة بلاده "المطلق لاستخدام القوة والعنف ضد المدنيين العزل"، كما شدد المعايطة على موقف الحكومة الثابت الداعى إلى ضرورة أيجاد حل سياسى يوقف نزيف الدم فى سوريا ويحافظ على وحدتها ويضمن سلامة شعبها.
وأدان رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى المجزرة داعيا إلى "إنجاز التحول" فى سوريا.
وقال فى بيان نشره مكتبه الإعلامى أثارت مجزرة الحولة فى الشقيقة سوريا التى راح ضحيتها عشرات الأبرياء من المواطنين السوريين وخصوصا الأطفال مشاعر الألم والتأثر العميق لما وصل إليه الإرهاب من مديات مخيفة".
وأضاف أننا إذ ندين بشدة هذه الجريمة البشعة، نؤكد مرة أخرى ضرورة العمل على إيقاف العنف وانتهاج الحوار المسئول، والاستعداد التام لتحمل مسؤولية إنجاز التحول الذى يحقق الأهداف المشروعة للشعب السورى".
وأعلنت بعثة مراقبى الأمم المتحدة فى سوريا السبت العثور على 92 جثة بينها 32 عائدة لأطفال دون العاشرة من العمر فى قرية الحولة السورية الواقعة على بعد 25 كيلومترا شمال غرب مدينة حمص.
كما أدان رئيس مجلس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى المجزرة واعتبر فى تصريح له أن قتل الأطفال جريمة بحق الإنسانية لا يجوز السكوت عنها كما أن المشاهد المؤلمة التى وثقت هذه المجزرة تشكل وصمة عار على جبين الإنسانية، ويجب أن تكون حافزا لتضافر كل الجهود العربية والدولية لإنهاء النزاع فى سوريا ووقف دوامة العنف التى تضرب هذا البلد الشقيق.
ومن جهته، استنكر رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة مجزرة (الحولة).. قائلا "لقد آن الأوان للعالم أن يستفيق ويوقف هذه المذابح اليومية المتمادية بحق الشعب السورى الأعزل"، وشدد على أن صور جثث الأطفال والشيوخ والنساء فى هذه المجزرة الرهيبة التى ارتكبها النظام السورى ضد هذه البلدة الآمنة بمدفعية الدبابات حسب تأكيد المراقبين الدوليين، لا يمكن أن يتحملها إلا من فقد إحساسه وضميره الإنسانى.. قائلا: "نخشى أن يكون الرأى العام العالمى قد استكان لوجود المراقبين الدوليين فيما استغل النظام السورى ذلك للاستمرار فى عملية القتل".
وأشار السنيورة إلى أن هذا النظام مازال يستعمل العنف على الرغم من أنه حل أثبت فشله فيما تشهد المنطقة متغيرات عديدة على أكثر من صعيد، مما يعنى أن هذا النظام فقد صلته بالواقع وبأبسط المعايير الإنسانية والخلقية.
على الصعيد ذاته أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عن "استيائها" حيال المجزرة التى ارتكبت فى مدينة الحولة السورية بمحافظة حمص والتى قضى فيها نحو مئة مدنى بينهم 32 طفلا على الأقل دون العاشرة.
وقالت سارة كرو المتحدثة باسم المدير العام لليونيسف انطونى ليك إن "هذه الجريمة الوحشية ضد أطفال صغار لا شأن لهم بهذه المعارك تظهر مجددا أهمية إيجاد حل عاجل للنزاع فى سوريا"، وأضافت فى بيان نشر على موقع المنظمة الأممية أن "مجزرة كهذه لا يمكن أن تمر من دون عقاب".
الخارجية البريطانية تستدعى القائم بالأعمال السورى للاحتجاج على مذبحة الحولة.. وتركيا تصفها بالجريمة الشنعاء.. والشبكة السورية لحقوق الإنسان تدعو الجماعات المسلحة للكف عن أعمال القتل
الأحد، 27 مايو 2012 05:23 م