"كارنيجى" يرصد تجربة الأحزاب الإسلامية فى السلطة بالعالم العربى.. تتطور بشكل سريع واستكمال تطورها يعتمد على رد فعل العلمانيين والغرب.. ومعتدلة لأنها لا تروج للعنف لكنها تثير القلق بسبب مرجعيتها

السبت، 26 مايو 2012 03:17 م
"كارنيجى" يرصد تجربة الأحزاب الإسلامية فى السلطة بالعالم العربى.. تتطور بشكل سريع واستكمال تطورها يعتمد على رد فعل العلمانيين والغرب.. ومعتدلة لأنها لا تروج للعنف لكنها تثير القلق بسبب مرجعيتها جانب من الانتخابات المصرية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت مؤسسة "كارنيجى" الأمريكية للسلام الدولى تقريراً عن تجربة الأحزاب الإسلامية فى السلطة فى العالم العربى، قالت فيه إن نجاح تلك الأحزاب فى الدول التى تمر بمرحلة انتقالية يثير القلق بين كثير من العلمانيين فى تلك الدول والمراقبين الغربيين، حيث يطرح هؤلاء تساءلات صارخة مثل: هل يوجد ما يسمى بالحزب الإسلامى المعتدل، وهل تسعى تلك الأحزاب جميعا فى النهاية إلى إقامة دولة إسلامية كاملة؟ وهل تقبل قيم الديمقراطية، وليس الانتخابات فقط باعتبارها وسيلة الوصول إلى السلطة. وهل لو خسرت تلك الأحزاب الانتخابات فيما بعد ستقوم بتسليم السلطة؟ وهل ستدافع عن الحقوق الشخصية أم أنها ستحاول تشكيل المجتمع وفقا لقيمها الخاصة.

ويشير التقرير الذى أعده كل من مارينا أوتاوى ومروان المعشر إلى أن الدراسات المختلفة لم تتوصل إلى إجابات واضحة على هذه الأسئلة، لكن يبدو أن الأحزاب الإسلامية المعتدلة تتطور سريعا فيما يتعلق بتعلمها كيفية اللعب فى السياسة والعملية الديمقراطية الملتبسة فى بلدانها، ونظراً لأن تلك العملية لم تكتمل بعد، فإن تطور تلك الأحزاب سيتأثر برد فعل العلمانيين، وكذلك رد فعل المجتمع الدولى عليها.

ورأى التقرير أن العزلة القسرية التى فُرضت على الأحزاب الإسلامية فى الماضى تجعل من الصعب تفسير ما إذا كانت بعض المواقف التى تزعج العلمانيين والأطراف الخارجية، هى تصريحات متطرفة ينبغى أن تؤخذ على محمل الجد، أم أنها نتيجة السذاجة حول الكيفية التى تجد فيها تصريحات معينة صدىً لها خارج حدود المجتمع الإسلامى.

ودعا كارنيجى المجتمع الدولى والعلمانيين فى الدول العربية إلى بذل كل الجهود الممكنة لفقء الفقاعة التى مازالت تغشى جزءًا من القيادات الإسلامية، وقال إن الإسلاميين فى حاجة إلى الاندماج قدر الإمكان فى جميع المحافل المحلية والدولية لفهم ما هو مقبول أو غير مقبول فى الأماكن الأخرى، ورأى أن القضية لا تتعلق بتعليم الإسلاميين إخفاء آرائهم الحقيقية، بل بمساعدتهم على مواجهة حقيقة الخيارات المطروحة عليهم، وأيضاً مواجهة واقع العمل كأحزاب سياسية فى العالم الحقيقى، قد يختارون تحدى الأفكار السائدة عن عمد، وعلى سبيل المبدأ، لكن عملية المشاركة هذه ستوفر على الأقل قدراً أكبر من الوضوح فى شأن خياراتهم.

من ناحية أخرى، قال تقرير كارنيجى إن الأحزاب الإسلامية تختلف عن بعضها البعض ليس عقائديا، ولكن من حيث العوامل التى تميزها عن بعضها، فهذه الأحزاب تتأثر بالظروف التى تعمل فى سياقها: كالدعم الذى تحظى به، ورد فعل الأحزاب السياسية العلمانية تجاهها، وما إذا كانت لديهم مسئوليات حكومية.

وأوضح أن الأحزاب الإسلامية فى كل من مصر وتونس والمغرب، الحرية والعدالة، والنهضة، والعدالة والتنمية، متشابهة على المستوى العقائدى، وقد رفضت جميعا صراحة فكرة استخدام القوة للوصول إلى السلطة، وتؤكد التزامها الآن بالمشاركة السياسية. والنتيجة الطبيعية للمشاركة السياسية هى قبول التعددية والعملية الديمقراطية مع أن النقاد يؤكدون أن هذا القبول يمثّل انتهازيّة بحتة، وأن الإسلاميين سيتراجعون عن التعدّدية والديمقراطية عندما يصلون إلى السلطة.

لكن من الناحية السياسية، هناك اختلافات، لاسيما فى شأن العلاقة بين حزب سياسى معين والتنظيم الدينى الذى ولد من رحمه. ففى المغرب، حزب العدالة والتنمية منفصل تماماً عن التنظيم (حركة التوحيد والإصلاح)، وقد كان كذلك لسنوات عديدة. وفى الواقع، بذل الحزب قصارى جهده ليكون تنظيماً سياسياً عادياً. فى حين أن حركة النهضة التونسية لها أصول تضرب جذورها عميقاً فى الحركة الدينية والثقافية المسمّاة "الجماعة الإسلامية"، لكن بحلول العام 1981 حاولت تشكيل حزب سياسى، من دون جدوى، هو "حركة الاتّجاه الإسلامى"، والذى تم تغيير اسمه فيما بعد إلى النهضة. وتم إحياء حركة النهضة بسرعة كبيرة بعد خلع زين العابدين بن على، وهى لا تزال كذلك كقوة سياسية. لكن الوضع فى مصر عكس ذلك، فوجود جماعة الإخوان المسلمين كحركة دينية سبق بفترة طويلة حزب الحرية والعدالة الذى تأسس فى مارس 2011، ولم يحصل حتى الآن على هوية منفصلة عن التنظيم الدينى.

وفيما يتعلق بما يقوله المعارضون بأن الأحزاب الإسلامية سوف تستخدم العملية الديمقراطية للاستيلاء على السلطة، لكنها لن تسمح بأن تجرى الانتخابات مرة أخرى: شخص واحد وصوت واحد لمرة واحدة. يقول كارنيجى إن الأحزاب الإسلامية فى تونس والمغرب ومصر تفترض أنها ستواجه الناخبين مرة أخرى، وأنها تحتاج إلى الحفاظ على دعم الناخبين، الذين أصبحوا فى ضوء الأحداث التى وقعت فى العام 2011، أكثر وعياً من الناحية السياسية وأكثر استعداداً للعمل.

ويرى كارنيجى أن الصورة فى مصر أكثر تعقيدا، لأن الإسلاميين ليس لديهم الكثير ممن القوة برغم أغلبيتهم فى البرلمان، حيث إن السلطة فى يد الجيش ومؤسسات الدولة بما فى ذلك السلطة القضائية التى يسيطر عليها أفراد من النظام القديم، وحتى لو فاز محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان، فإن الإسلاميين سيخوضون صراعات على السلطة مع الجيش.

وعما إذا كانت تلك الأحزاب معتدلة أم لا، اتفق الباحثان على أنها تعد أحزابا معتدلة وفقا لعدة معايير أنها لا تروج للعنف وتعترف بشرعية التنظيمات التى تدافع عن وجهات نظر مختلفة، وقبلت حقوق المرأة، وليس من بين هذه الأحزاب من ينادى بتطبيق الحدود، كما أنها لم تدعُ إلى فرض الزى الإسلامى على النساء، مع أنها تنظر إليه بعين العطف.

لكن، رغم أن هذه الأحزاب لم تفعل أى شىء يشير إلى وجود برنامج اجتماعى أو سياسى متطرف، إلا أن أسباب القلق لا تزال قائمة: فهذه التنظيمات إسلامية، وبالتالى فإن الإسلام هو إطارها المرجعى، وهى جزء من مجتمعات ذات تقاليد استبدادية مديدة لا تمتلك وسائل ديمقراطية راسخة. فى مصر وتونس، وإلى حد ما فى المغرب، لا تزال الحلول الاستبدادية للمشاكل هى الوضع الافتراضى بالنسبة للأحزاب الإسلامية والعلمانية على حد سواء.

وانتهى تقرير كارنيجى إلى القول إن الطريق إلى الديمقراطية لا يزال طويلاً جداً ووعراً فى هذه البلدان، وليست الأحزاب الإسلامية هى من زرع كل العقبات فى مساره. كما أن النخبة الحاكمة والأحزاب العلمانية فى الشرق الأوسط لم تلتزم بالديمقراطية أيضاً، فالأنظمة الناصرية والبعثية والقومية والملكية فى المنطقة لم تكن ديمقراطية، ولم يتجاوز حضور المرأة فى الأحزاب السياسية العلمانية فى العالم العربى حضورها فى الأحزاب الإسلامية، ولا يوجد شك فى أنه بدون الالتزام بالتعددية، لا يمكن للمجتمعات فى الشرق الأوسط أن تأمل بالتجديد المتواصل، والتنمية المستدامة، وحقوق الفرد والجماعة. ومع ذلك، ينبغى توقع هذا الالتزام من الجميع على قدم المساواة، سواء كانوا إسلاميين أو علمانيين.


موضوعات متعلقة..


"شرف" يدعو لعدم مقاطعة "الإعادة" والتصويت لصالح الثورة

"الحريرى": مرسى وشفيق أحلاهما مر والحل فى فى "عزرائيل" أو "الميدان"

قوى ثورية ترحب بدعوة "مرسى" للحوار والتوحد لمواجهة "الفلول"

شفيق: أمد يدى للجميع.. وأصوات الملايين تقول نحن مع الاستقرار

51% من القراء يتوقعون فوز مرسى فى جولة الإعادة

العوا: نتيجة الانتخابات مرضية ودعم مرشح بالإعادة سابق لأوانه

التليجراف: المصريون حائرون بين الإسلام السياسى ونظام مبارك

لوبوان الفرنسية: مرسى استفاد من الماكينة الانتخابية للجماعة

أبو العلا ماضى: سنتعاون مع القوى الثورية وسنقف ضد رموز مبارك

العشرات يتظاهرون فى طنطا للمطالبة بإسقاط شفيق

وائل غنيم يلوم صباحى وأبو الفتوح ويؤكد: الكرة فى ملعب الإخوان






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة