تناولت صحف سعودية فى افتتاحياتها، اليوم السبت، بالتعليق نتائج المرحلة الأولى للانتخابات الرئاسية، مؤكدة أن "نزاهة الانتخابات وكفاءة إدارتها تشى بأن مصر تحرَّرت من إرادة التزوير السياسية، وأعادت تصويب جهازه القضائى، والبيروقراطية والإدارية التى غيّبت خلال عقود من حُكم الفرد، وتنمّ عن حيوية الشعب المصرى فى تقبل الواقع السياسى الجديد مهما كانت النتائج.
وباركت صحيفة "اليوم" لشعب مصر تجربته الراقية، وثقته فى نفسه، وقدرته على إنجاح تجربة الانتخابات دون إخلال بالأمن أو اختراق لنزاهة الانتخابات، مشيرة إلى تقدّم محمد مرسى مرشَّح الإخوان والفريق شفيق آخر رؤساء وزارات النظام السابق، وقالت إن ذلك يؤكد على حقيقة القلق الذى ينتاب الشعب المصرى وحيرته الكبرى بين المُضى فى التغيير أو الخوف منه. وأضافت أنها معادلة طبيعية تنتاب كل الثورات فى ظل توتر سياسى يجتاح المنطقة العربية والشرق الأوسط، وتدلُّ على مفارقة كبيرة يعيشها شعب متنوّع فى ثقافته وخياراته السياسية والأيديولوجية.
وتساءلت صحيفة، "الوطن" لماذا صعد نجما شفيق ومرسى وتراجع الآخرون فى السباق الرئاسى، فى وقت كانت فيه استطلاعات الرأى تسوّق لعبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى، هل هى حسابات خاطئة؟ أم أن الإعلام فشل فى إيصال من يريد إيصاله؟ أم هى تقية سياسية تخفى خلفها وجهان تم تسويقهما على أنهما غير مستساغين فى الشارع المصرى؟.
وقالت، كل ذلك، لا يمكن قراءته بمعزل عن مزاج الناخب المصرى الذى أعطى لشفيق شارة التقدم على منافسه مرسى فى محافظة الشرقية، معقل الإخوان المسلمين، وهو ذات المزاج الذى دفع بحمدين صباحى الذى كان يأتى دوما فى آخر قائمة الخمسة الكبار للتقدم على موسى وأبو الفتوح فى بعض المحافظات.
وبينت أنه كما أوصل الناخبون أحدهما إلى سدة الرئاسة فإن بيد الشارع أيضا أن يسقطه إذا لم يحقق الآمال المدعومة بحراك ديمقراطى انتظرته مصر طويلا.
ورأت صحيفة "الشرق" أن احتمالات تجدد الفوضى قائمة إذا اعتقدت قطاعات من الشعب المصرى أنها وصيَّة على مجموع الناخبين، 50 مليون ناخب، وأن رؤيتها هى التى تستحق النفاذ دوماً باعتبارها الأقرب إلى الثورة ومبادئها، وهو اعتقادٌ يجافى أهم مبادئ الثورة، وهو حرية الناخب فى اختيار مرشحه دون وصاية مسبقة من أى تيار سياسى يرى الصواب فيما يتبنى من أطروحات.
وقالت، قد لا تسفر الانتخابات بالضرورة عن فوز المرشحين الأقرب للتيارات الثورية، ولكن ينبغى على هذه التيارات الانصياع لنتيجة الصناديق والاعتراف بشرعية اختيار الناخبين، وإن لم توافق هواهم دون محاولةٍ لفرض وصاية عليهم تعيد إلى الأذهان العبارات التى كان يطلقها بعض رموز النظام السابق لتبرير بقائهم كالقول، إن المصريين غير مستعدين للديمقراطية.
وأشارت إلى أن التيارات الوطنية فى مصر تبدو مطالبة بمحاصرة هذه النغمة والوقوف فى جولة الإعادة خلف المرشح الأقرب لها وتجنب الخلافات السياسية للعبور ببلادهم من مرحلةٍ انتقالية امتلأت بالفوضى إلى مرحلة إعادة بناء الدولة، بما تتطلبه من توافقٍ على الصالح العام وإن اختلفت الرؤى.
