د. محمد جمال كفافى يكتب: "قمة" هنيَّة تكفى 100

السبت، 26 مايو 2012 11:08 ص
د. محمد جمال كفافى يكتب: "قمة" هنيَّة تكفى 100 أوباما

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عند زيارتك الموقع الرسمى للرئيس باراك أوباما ستجد أحد شعارات حملته الانتخابية لفترة رئاسة ثانية هو: "Same-sex couples should be able to get married".. وبالتالى أصبح الرئيس باراك أوباما أول رئيس أمريكى يدعم زواج الشواذ (المثليين). وبالرغم من هذا التطرف الفكرى لم يقم الإعلام أو الكنائس أو المرشحون الجدد للرئاسة بتشويه صورته. ونتذكر أيضًا قيام الرئيس أوباما بعد توليه منصب الرئاسة عام 2009 بتعيين هيلارى كلينتون وزيرة للخارجية والتى كانت منافسة أوباما الرئيسية فى هذه الانتخابات.

لكن على النقيض تمامًا فى مصر نجد أن الرئيس السابق مبارك أطاح بأهم المرشحين المنافسين له فى انتخابات الرئاسة عام 2005، وبعد اندلاع ثورة يناير 2011 تسارع الأحزاب السياسية إلى تشويه كل حزب آخر لاستقطاب الجماهير واستعطافهم من أجل ربح مزيد من الأصوات لكل حزب.. ومن الواضح أيضًا عند فوز أحد المرشحين فى انتخابات الرئاسة عام 2012 لم ولن تتم الاستعانة بأحد المرشحين المنافسين الآخرين فى أى منصب سياسى فى مصر، بل سيتم التخطيط للإطاحة بهم...لأننا فى مصر للأسف الشديد نغير الأسماء والوجوه، أما العقول والثقافات فلا تتغير.. إن تأليه الحاكم والقمة الفردية(1)، هما أهم عنصرين أساسيين متأصلين فى الثقافة العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص.. وهذه الثقافة غير قاصرة على رئاسة الجمهورية فقط، لكنها ممتدة ومتوغلة فى مختلف الأنشطة الحياتية سواء اجتماعية أو اقتصادية أو أمنية أو سياسية... كما لو أننا لا نعرف غير رقمين فقط هما (1) و(صفر).

فعلى سبيل المثال - لا الحصر - يربى الآباء أبناءهم على أن يكونوا الأفضل من أقاربهم، أى يجب أن يكونوا رقم (1)، وإذا أصبحوا رقم (2) أو أقل مقارنة بأقاربهم، فإن آباءهم يعتبرونهم فشلة (صفر).. وكذلك يتناحر ويتسارع الجميع داخل منظومات العمل للوصول إلى أعلى المناصب والمزايا منفردًا (1)، ويسعى الكثير منا جاهدين فى تشويه الآخر سواء منافس له فى العمل أو غير منافس بمن فيهم أصحاب الأعمال والقيادات المختلفة.. من أجل الوصول للقمة والحصول على رقم (1) منفردًا.. سواء يستحق ذلك أو لا دون النظر للصالح العام.. وكذا فى باقى الأنشطة الحياتية الأخرى.

وفى أجواء الحدث التاريخى الذى يتوج رئيس مصر القادم فى ظل أول انتخابات تجرى فى مناخ ديمقراطى حر والتى تمثل «طفرة ديمقراطية» ونقطة تحول حقيقية بالنسبة للمصريين، وإلى أم الدنيا (مصر) التى لم تختر رئيسًا لها بنزاهة وشفافية وحرية «منذ 5 آلاف عام».. يجب علينا جميعًا أن نفكر بنفس الطريقة التى تفكر بها الشعوب المتقدمة، بمعنى أوضح بنفس الطريقة التى أخرجت شعوبًا عديدة من ظلمات التخلف والاستبداد إلى نور التقدم والحرية، وهى أن القمة تسع الجميع، وأن نتعاون جميعًا من أجل الوصول إلى أفضل (10) أو أفضل (100).. وقتها تصبح القضيه كيف نكون أفضل (10) على المستوى الإقليمى أو أفضل (100) على المستوى العالمى.. لا أن نكون أفضل (1) على المستوى المحل (الداخلى) الذى لا يعنى شيئًا تمامًا مثل حصولنا على صفر المونديال، وصفر فى ترتيب أفضل 300 جامعة فى العالم، وصفر فى مجالات عديدة لا داعىَ لذكرها.

وكما نؤمن جميعًا بالمثل القائل: "لقمة هنية تكفى 100"، فيجب علينا جميعًا أن نؤمن أيضًا بأن: "قمة هنية تكفى 100".

ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدًا.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

صـفـوت صـالـح الـكـاشف / الـقــــــاهـرة

////////////// بئس المثال ماينادى به الأوباما //////////////

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة