كنت أستمع إلى مداخلات المستمعين بالفقرة المفتوحة بإذاعة القرآن الكريم.. حتى جاءت مكالمة تليفونية من سيدة واضح من صوتها عمرها المديد.. أطال الله بقاءها.. وتحدثت بنبرة الحكمة الممزوجة بأصالة المرأة المصرية وخبرة السنين وقالت حكما وحقائق عكست بها الواقع الذى يعيشه السواد الأعظم من الشعب وآمال وطموحات المواطن البسيط.. تحدثت بحكمة السنين التى عاشت بها بحكم عبد الناصر والسادات حتى المخلوع، تحدثت بوضوع شديد وذكاء رغم أنها لم تكمل تعليمها وتوقفت عن التعليم الابتدائى فقالت ما لم يقله الكثيرون أصحاب الحسابات الخاصة والتوازنات.. وكان حديثها به رجاحة العقل وخبرة السنين ولمست فى كلامها إلى حقائق قالتها وهى متأثرة وكانت تعكس فى كل جملها نبض الشارع فأرسلت الحقائق تلو الأخرى.. فلقد أفردت أمنا الحكيمة فى كلامها أن الشعب ضايع وهى حقيقة لا عارف رايح ولا حتى جى منين.. مش عارف يعيش لا فى أمان ولا فى خير زمان أيام عبد الناصر والسادات وشافش زى الأيام التى بنعيشها الآن.. شعب مش مستقر.. خايف دايما من بكرة .
وقالت السيدة الحكيمة إنها مش عارفة الناس إللى بتتحدث عن الملايين جابتها منين؟ وفيه ناس تانية مش لاقية الملاليم عشان تعيش، وأصحاب الملايين بيعملوا بيها إيه
؟ وإزاى يبقى فيه ناس بتاخد مرتبات بالملايين ليه ؟، وناس مش لاقية ومرتباتهم مش مكفية معيشتهم ، وده مش عدل ناس تنعم بكل حاجة وناس متلقيش حقها فى الحياة الكريمة.
مفردات تحدثت بها السيدة بحكمة ممزوجة بحنية صوت الأم التى تخاف على ولادها وصدق معانيها وعندما سألها المذيع عن رئيس البلاد القادم ماذا تريد منه؟ أجابت بمنتهى الشفافية والصراحة وبعبقرية الحكماء واختصرتها فى كلمة واحدة "العدل" بأننا نريد رئيسا عادلا.. الله.. على هذه الكلمة التى جاءت من أمنا الحكيمة فهى تشمل كل شىء فى كلمة واحدة .. العدل ..الذى عانينا الأمرين من افتقاده ..حتى يأخذ كل ذى حق حقه ويرد المظالم للمظلوم ويقتص من الظالم، ليعم الأمن والأمان الذى افتقدته كثيرا ربوع البلاد والعباد.
قالت أمنا الحكيمة إنها تريد رئيسا عادلا قدوة لشعبه فى النزاهة والشفافية يقولنا كل حاجة بصراحة نعرف منه بياخذ كام من منصبه وطبعا إللى هيقول بياخد كام هيقول الباقين بياخدوا إيه. لأنها مسئولية عليه هيحسبه عليها ربنا يوم القيامة ولازم يحافظ علينا ويخلينا نعيش بكرامة زى ما كنا عايشين زمان فى بركة وخير.. كفاية إللى وصله الشعب من فقر وجوع.
انتهى كلام أمنا الحكيمة وباقى حكمتها وحقيقة كل إللى قالته فهل من مستمع ومعتبرا؟.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة