قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن نتائج الانتخابات لا تمثل ببساطة عودة إلى النظام القائم، ورأت أن المشهد السياسى الذى يتصارع فيه السلطويون العلمانيون ضد الإسلاميين، يبدو مألوفًا لكن الصورة الكاملة أكثر تعقيدًا.
وتحدثت الصحيفة عن المفاجآت التى حملتها الانتخابات، مثلا فى الإسكندرية التى تعد معقل الإسلاميين، لكن لم يحصل فيها المرشحون الإسلاميون محمد مرسى وعبد المنعم أبو الفتوح إلا على 37% معا.
وفى مناطق الدلتا التى تعد قاعدة كبيرة للإخوان، حل مرسى فى المركز الثانى أو الثالث وربما الرابع، وفى إمبابة، التى كانت تعرف بإمارة إمبابة الإسلامية فى أوائل التسعينيات، حقق حمدين صباحى انتصارا، فبدا أن هناك اتجاهات متناقضة أصبحت واضحة فى السياسات الانتخابية المصرية، أيا منها لا يمثل عودة إلى واقع لا يمحوه الزمن.
ونقلت الصحيفة عن ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون الأمريكية والمراقب للشأن المصرى قوله إن الأمر المذهل بالنسبة له هو مدى التنوع فيها، فالمجتمع يتحدث بألف صوت مختلف. ويتفق معه المحلل الأمريكى جوشوا ستاكر، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، ويقول إن من يسيطرون على أجهزة الدولة سعوا إلى خلق نقاش حول فكرة "إما هم أو نحن"، وما نراه فى هذه الانتخابات هو انعكاس مؤسسى لهذا الشعور، فهناك إعادة تشكيل للنخب التى لا تكترث لما يريده العمال أو الشباب. لكن الشرق الأوسط أكثر تنوعا عن كون الناس تريد أشياء مختلفة. والسؤال هو هل الناس الآخرون لديهم القدرة على التنظيم؟.
ويشير المحللون إلى أن القدرة على التنظيم وسط مناخ من القمع هو المجال الذى برع فيه الإسلاميون فى جميع أنحاء الشرق الأوسط على مدار 20 عاما مضت.
وتمضى الصحيفة فى القول إن الإحساس بأن الإسلاميين لا يحظون بشعبية كبيرة كما يقال تولد بمقارنة نتائج الانتخابات البرلمانية الرئاسية. ففى محافظة الغربية على سبيل المثال، فقد حزب الحرية والعدالة حوالى 400 ألف صوت، كان ذلك مؤشرا بأن الكثير من المصريين الراغبين فى من منح الإسلاميين فرصة فى العمل الرسمى لم يعجبهم أداؤهم حتى الآن، وفى ظل غياب البدائل قرروا ببساطة البقاء فى منازلهم.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الإعادة بين محمد مرسى وأحمد شفيق سيكون بمثابة ضربة قاسية لأولئك الذين يعتقدون أن هذه الانتخابات التاريجية ربما ترمز لمجموعة جديدة من الديناميات السياسية عبر العالم العربى. لكن بعيدا من المرشحين، فإن تكيف الحركات الإسلامية مع المجتمع فى مصر وخارجها يظل أكثر تعقيدا مما يمكن أن يشير إليه نجاح مرسى، وتلك التعقيدات هى التى ستساعد على تحديد الاتجاه المستقبلى لمنطقة لا تزال تتغير.
الجارديان: المشهد السياسى المصرى يبدو مألوفًا لكن الصورة أكثر تعقيدًا
السبت، 26 مايو 2012 11:50 ص