قال عدد من الاقتصاديين إن إجمالى حجم تكلفة الدعاية الانتخابية فى الانتخابات الرئاسية فى مرحلتها الأولى تجاوز حاجز الـ 2 مليار جنيه، كواحدة من أكبر الميزانيات، التى تم صرفها فى تاريخ مصر، مضيفين أن الأزمة الاقتصادية وتراجع مؤشرات أداء الاقتصاد المصرى لم يؤثرا على تكاليف الدعاية الانتخابية للمرشحين، خاصة مع تنوع أساليب وأدوات ووسائل الدعاية منها التليفزيون والصحف والإذاعة، بالإضافة إلى الدعاية المجانية على الإنترنت فى الفيس بوك وتويتر.
الدكتور عبد المطلب عبد الحميد، الخبير الاقتصادى، قال إن عنصر "المال" لعب دوراً كبيراً فى الانتخابات الرئاسية وسيقوم بدور أكبر فى جولة الإعادة لأن كلا الطرفين يملكان من المال ما يساعدهما على إنفاق المزيد على الدعاية الانتخابية فى محاولة لاستقطاب المزيد من الأصوات وشرائها، موضحاً أن المرشح الأول أحمد شفيق وراءه جيش من رجال الأعمال الخائفين على مصالحهم ولديهم قدرة هائلة لصرف المزيد من الأموال لتحقيق أهدافهم، مضيفاً أن المرشح الآخر الدكتور محمد مرسى، يملك من التمويل ما يؤهله لذلك، والدليل ما ظهر بوضوح فى الجولة الأولى من الانتخابات.
وأشار "عبد الحميد" إلى أن إجمالى حجم تكلفة الدعاية الانتخابية فى المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية، تعدى حاجز الـ 2 مليار جنيه، ومن المتوقع أن يزيد عليه حوالى نصف مليار مثلا فى جولة الإعادة، لافتاً إلى عدم التزام أى من مرشحى المرحلة الأولى بسقف الدعاية الانتخابية والمقدر بنحو10 ملايين جنيه، من قبل اللجنة العليا للانتخابات.
من جانبه أوضح الدكتور محمد يوسف، أستاذ الاقتصاد التسويقى، أن إجمالى الميزانية التى صرفها مرشحو الرئاسة على الدعاية الانتخابية خلال الفترة الماضية بلغت حوالى مليار جنيه أو أكثر، لافتاً إلى أن التليفزيون حظى بالشريحة الكبرى من هذه الإعلانات، ليصل إجمالى ما تم صرفه على هذا النوع من الدعاية خلال نفس الفترة فقط حوالى 18 مليون جنيه، واستحوذت برامج التوك شو، بصفة خاصة فى القنوات الفضائية على 100% من الإعلانات.
وأضاف: "احتلت كل من إعلانات الشارع "الأوت دور" والصحف المرتبتين الثانية والثالثة من حجم الإعلانات، حيث بلغ إجمالى ما تم إنفاقه على الحملة الإعلانية على كل منهما فى نوفمبر 5 ملايين جنيه ومليونى جنيه على التوالى.
وقدر الخبير الاقتصادى، رشاد عبده، أستاذ التجارة والتمويل حجم الإنفاق على الدعاية الانتخابية للانتخابات الرئاسية بحوالى 2 مليار جنيه، لافتاً إلى أنها تعدت كل موازنات الانتخابات فى تاريخ مصر، موضحاً أنه من المعروف أن الانتخابات موسم مهم لقطاع كبير من مكاتب الدعاية والإعلان والمقاهى والفراشات والخطاطين واللافتات والبوسترات.
وأشار "عبده"، إلى تنوع أشكال الدعاية الانتخابية من كروت ولافتات قماش أو بلاستيك وملصقات وبوسترات ومطويات وإعلانات طرق ونشرات الكترونية وصحف غير دورية وكتيبا، بالإضافة إلى الإعلانات فى الصحف اليومية والتى تتعدى فى المرة الواحدة أكثر من 100 ألف جنيه والمقاهى والفراشات والسيارات والميكروباصات وسماسرة الأصوات 50 ألف جنيه.
ومن جانبه قال الدكتور أحمد حسام الدين، نائب رئيس غرفة صناعات الطباعة باتحاد الصناعات، إن قطاع الدعاية والإعلان بجميع وسائله شهد انتعاشاً، خاصة المطبوعات والبنارات والملصقات وغيرها خلال الفترة الأخيرة، وذلك لكثرة الدعاية التى يقبل عليها مسئولو حملات المرشحين للرئاسة لتوزيعها على الناخبين.
وأشار "حسام" إلى أن أصحاب مطابع الدعاية والإعلان شهد انتعاشة غير عادية خلال فترة ما قبل الانتخابات الرئاسية، على عكس أصحاب المطابع المتخصصة التى تعمل فى طباعة ال
الصحف والكتب المدرسية والكشكول والكراس.
وأضاف خالد عبده، رئيس غرفة صناعات الطباعة والتغليف، أن قطاع الدعاية والإعلان حدث فيه تحول كبير، حيث تحولت الدعاية الورقية إلى الدعاية "البانرات"، وذلك لما تملكه من مميزات من حيث الشكل والألوان وقدرة تحمل عوامل الجو، لافتاً إلى أن سوق الدعاية والإعلان شهد انتعاشاً خلال الأيام السابقة، مرجعاً ذلك إلى انتخابات الرئاسية والتى تحتاج دعاية وإعلانا بشكل كثيف للتأثير على الناخبين للحصول على أصواتهم.
وأوضح عبده، أن المطابع الورقية قلت بشكل كبير فى السوق المحلية وانتشرت مطابع "البانر"، كما أن أصحاب المطابع الصغيرة يعملون على طباعة الآلاف من البوسترات التى يطبعها أصحاب حملات المرشحين.
وأضاف هيثم عرفان، الأمين العام للاتحاد المصرى للإعلان وعضو شعبة الإعلان بالاتحاد، أن الدعاية على المواقع الإعلانية شهدت رواجاً بنسبة 15% خلال الـ25 يوماً الماضية منذ بداية انطلاق الانتخابات الرئاسية، لافتاً إلى أن أصحاب المواقع الإعلانية ينتظرون الإعادة التى من الممكن أن تزيد من تلك النسبة.
وأكد أحمد محمد، صحاب إحدى المطابع بمنطقة الوراق، أن تلك الفترة ينتظرها أصحاب المطابع بلهفة لكثرة الدعاية بها، لافتاً إلى أن أغلب المطابع عملت بشكل جيد خلال تلك الفترة، راغبين أن يزيد الإقبال على الدعاية خلال فترة الإعادة للانتخابات الرئاسية، وكان سوق الدعاية والإعلان فى مصر قد انتعش إثر الانتخابات الرئاسية، بأنواعها المختلفة منها الدعاية التقليدية وغيرها من أنواع المطبوعات والبنارات والملصقات، وأخيراً تأتى الدعاية الشاملة المدروسة، وهى التى يقوم فيها المرشح بإسناد الترويج لحملته الانتخابية إلى مركز متخصص، وهى أندر وأحدث أنواع الدعاية المستخدمة فى الانتخابات البرلمانية المصرية، حيث ينتظر أصحاب المطابع مواسم الانتخابات البرلمانية والشورى والرئاسية لتحقيق الأرباح.
اقتصاديون: 2 مليار جنيه إجمالى تكلفة الدعاية الانتخابية لمرشحى الرئاسة فى الجولة الأولى.. والاتحاد المصرى للإعلان: 15% ارتفاعاً فى الإنفاق الدعائى.. و500 مليون جنيه إنفاق متوقع خلال "الإعادة"
السبت، 26 مايو 2012 02:59 م