أحمد ماهر يكتب: حتى لا نعود للمربع رقم صفر

السبت، 26 مايو 2012 02:48 م
أحمد ماهر يكتب: حتى لا نعود للمربع رقم صفر أحمد ماهر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أيام قلائل دعيت لحلقة نقاش فى إحدى الفضائيات للحديث حول دور الحركات الثورية بعد انتخاب الرئيس الجديد، هل سيكون هناك تعاون أو اعتراض أم سيكون النزول للميادين من أول يوم؟ وكانت هناك آراء عديدة، فهناك من رأى أنه يجب التعاون بين الحركات الثورية والرئيس القادم أيا كان اسمه حتى لو كان من فلول نظام مبارك لأنه جاء بانتخابات نزيهة، وهناك من أيد إمكانية التعاون مع رئيس جمهورية محسوب على التيار الثورى، وقلل من فرص التعاون لو جاء رئيس محسوب على فلول النظام القديم، بالنسبة لى فأنا من مؤيدى هذا الرأى، فرئيس محسوب على الثورة سيكون التعاون معه مطلوب وأيضا الرقابة عليه مطلوبة حتى لا يتحول لفرعون جديد، ولكن رئيس محسوب على النظام القديم فكيف يكون هناك أى شكل من أشكال التعاون معه وهو قادم من نفس الفكر ونفس المنظومة الفاسدة والفاشلة ونفس السياسيات. منذ عدة أسابيع كنت فى زيارة لعائلة أحد شهداء الثورة الذين سقطوا فى أحداث محمد محمود التى جعلت الانتخابات الرئاسية فى مايو2012 وليس مايو2013 كما كان مخططا، الأم حاصلة على درجة الدكتوراه وتدرس التاريخ فى إحدى الجامعات، والأب طبيب، يعيشان فى وحدة لا متناهية، كان ابنهما هو كل حياتهما، يدرس الهندسة، وفجأة استشهد لأنه كان يطالب باستكمال تحقيق أهداف الثورة، كانت وصية الأم لنا عند زيارتنا لها أن نرجع حق ابنها عن طريق تحقيق حلمه فى تطهير البلد من النظام القديم وبناء نظام جديد يقوم على الحرية والعدالة والكرامة.

تذكرت كثيرين أعرفهم أو قابلتهم وكثيرين لم أقابلهم استشهدوا فى الثورة منذ يوم 28 يناير 2011 والأحداث التى تبعتها مثل مسرح البالون وماسبيرو ومحمد محمود وشارع القصر العينى وميدان العباسية، لم يكونوا بلطجية، كما روج المجلس العسكرى، كانوا أطباء ومهندسين وباحثين ومدرسين ومن كل الوظائف.

هل وصول أحد وزراء مبارك أو رئيس الوزراء فى وقت الثورة وتطبيقهم لنفس السياسات الفاشلة والاعتماد على نفس الأشخاص هو النتيجة التى دفع بعضنا حياتهم ثمنا لها؟، هل استشهد أكثر من 1500 شهيد وأصيب ما يقرب من 10000 مصاب وعانينا جميعا من ضيق الحال، وتعطل بعض المصالح من أجل أن نرجع لمربع الصفر ونعيد الكرة من جديد، هذا بالإضافة لكم الانتهاكات والتجاوزات اللا نهائى التى تم ارتكابها فى هذه الانتخابات، لا أعتقد أنه سيتم السماح بأن يتولى مصر رئيس من النظام السابق ونعود للمربع رقم صفر ونبدأ نفس المشوار والمعاناة التى بدأناها منذ 2005، لم تحدث ثورة من أجل أن تكون هذه هى النتيجة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة