قال الشيخ محمد حسان الداعية السلفى: "إن الرئاسة أمانة فهى إما كرامة وإما أمانة، فكيف إذا كانت رئاسة مصر فولاية مصر كما قال فاتحها المبارك عمر بن العاص تعدل الخلافة، أى تساوى الخلافة، فمصر هى القلب وهى الرأس وما يجرى الآن على أرضها حدث تاريخى كبير قد لا يعرف كثير من أهل مصر خطره وقدره، وأنا أقدر ما عاناه أهل مصر طيلة الأشهر الماضية فقد أصيب كثير من أهلنا بنوع من الإحباط والخوف والقلق، ولم يخرج كثير منهم سلبيا بقدر ما أراه إنه اعتراضا منه على هذه الأوضاع المؤلمة، ولكن على أى حال فمصر تمر الآن بحدث تاريخى فريد".
جاء ذلك خلال خطبته التى ألقاها اليوم بمسجد الجمعية الشرعية بالمنصورة، بحضور الآلاف من محبيه، والذى تناول فيها الحديث عن رئاسة مصر وعظمتها وعن الخلافة الإسلامية وعظمتها، وتحدث حسان عن عهد خلافة عمر بن الخطاب.
وأضاف حسان قائلا: "ربما لم يجرِ على أرض مصر منذ أكثر من ألف سنه أن يختار أهل مصر رئيسهم بإرادتهم، واختيارهم الحر بلا تضليل أو تزوير أو فرض لإرادات مزيفه أخرى فالرئاسة أو الإمامة أو الولاية أو الحكم كما عرفها الإمام الموردى فى الإحكام السلطانية أن الإمامة موضوعة لخلافه النبوة فى حراسة الدين وسياسة الدنيا به، بينما الخلافة الحكم".
واستطرد حسان حديثه قائلا: "إن الإمامة موضوع لخلافة النبوة وخلافة الدين وسياسة الدنيا به هذا هو الأصل هذا هو الهدف، فما قيمة الحياة المترفة؟ بلا دين وأعلم أن الناس فى ضبط نفسى مؤلم، ولكن يجب أن أطرح هذا السؤال لا أريد الناس أن يعيشوا فى ضنك، لكن أريد أن أذكر بالأصل الأول والغاية التى خلقت من أجله الإنسانية بل خلقت من أجله الدنيا كما قال الله تعالى فى كتابه الكريم: "وما خلقت الجن والإنسان إلا ليعبدون" فالخلافة موضوعة لخلافة الدين.
وقال حسان أن الإمام الجوينى فى كتاب غيث الأمم عرف الإمامة بـ "رئاسة تامة وزعامة مختصة بالخاصة والعامة بمهمات الدين والدنيا "لذا فالإمامة أو الرئاسة واجبة باتفاق أهل السنة فواجب على الأمة أن تختار لها إماما أو حاكما أو رئيسا وجميع مقاصد الإمامة إقامة حكم الله عز وجل على الوضع الذى شرعه سبحانه وتعالى فى سورة الحج "الذين إن مكانهم فى الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الذكاه وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر".
وأضاف حسان فى خطبته قائلا: "إن كثيرا من الناس فاسقون فأبحكم الجاهلية طالبون، أى أن هناك من يقاتل من أجل الرئاسة والإمارة، وهناك من ينتهكون العرض والدماء ليحصل على هذا الكرسى الذائل، فلو إنكم ستحرصون على الإمارة ستكون هناك ندامة يوم القيامة فنعم المرضعة وبأس الفاطمة.
وأضاف حسان قائلا إننى أتمنى من رئيس مصر أن يقرأ خطبة عمر بن الخطاب التى ألقاها بعد توليه الخلافة، فمشكلة مصر فى أسطر قليلة وليس فى برامج كثيرة".
وأضاف: "أقول لرئيس مصر القادم الذى اختاره شعب مصر بإرادته وحريته بلا تضليل أو تزوير أو إكراه مسئوليتك كبيرة وعظيمة، فلقد تعب الناس جميعا وسئموا ويريدوا أن يشعروا بالأمن والأمان والرخاء والسعادة والبركة والأمر يتطلب الكثير من التوبة والعودة لله والتسامح والتصالح مع كل الأطياف، ولا أريد أن تكون البداية انتقامية مع كل الأعداء والخصوم، فعلينا أن تكون بداية عودة لله جل وعلى ولمنهج النبى ولا سعادة لنا إلا بامتثال أمره والوقوف عند حدوده، فلابد أن نتغير جميعا من أعماقا وأن ننظف قلوبنا من الحقد والغل والشرك والشهوات ويجب أن تطهر أيدينا من الرشاوى".
ومن ناحية أخرى تواجد فى المسجد عدد من أبناء الشعب السورى جاءوا لطلب المساعدة والإغاثة، حيث طلب الشيخ محمد حسان فى نهاية خطبته من المصلين الانتظار بعد الصلاة وعدم الانصراف، وأن يساعدوا إخوانهم فى سوريا بما يستطيعون.
"حسان" بالدقهلية: "مشكلة مصر فى أسطر قليلة وليس فى برامج كثيرة"
الجمعة، 25 مايو 2012 04:02 م