د. رضا عبد السلام

المخلوع وملئه وهذا اليوم المشهود!!

الجمعة، 25 مايو 2012 01:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كم نحن محظوظون كجيل يحيا هذه الأيام التاريخية فى تاريخ أم الدنيا، بل وتاريخ العرب. فرغم كونها أم الدنيا، إلا أن شعبها، ولأول مرة فى تاريخه، يخرج جماعات وأفراد لانتخاب رئيسه. وهاهو العالم بأثره - ولأول مرة فى تاريخ العرب - يترقب ويتابع ويراقب أول انتخابات رئاسية فى تاريخ أم الدنيا، ولما لا فهى أرض الكنانة وأكبر بلد عربى، يذخر بالعلماء والمفكرين فى مختلف ميادين العلم.

كما أحمد الله تعالى أنه أطال فى عمر المخلوع، وفى أعمار حاشيته ومريديه، ليروا هذا العرس والعيد الذى تحياه مصر. كنت أتمنى أن يتم تصويرهم وهم جلوس يشاهدون شعب مصر ينتفض من أجل رئيس منتخب. لأول مرة يخرج الإنسان المصرى ويقف فى طابور لاختيار رئيسه وهو على يقين تام بأن صوته له قيمة.

ها هو شعب مصر يثبت للمخلوع وزبانيته أنه قادر على صنع التاريخ من جديد. ألم يقل هو ورجاله المحشورون فى طره بأن شعب مصر غير مؤهل للديمقراطية؟! ها هو الشعب ينتفض ويقف فى طوابير تحت نار الشمس الحارقة لاختيار رئيس حقيقى وليس رئيساً مزيفاً!! الجميع يقف فى طوابير وغير معروف لأى ناخب من سيكون الفائز!! الجميع على يقين بأنه ستكون هناك إعادة، ولكن كلٌ حر فى اختيار من يراه مؤهلاً لتلبية طموحاته!!

نعم.. هناك تجاوزات، بل وهناك استغلال لجهل عامة الشعب، وهناك استغلال للدين من قبل البعض.. نحن ندرك كل هذا، فلسنا بأغبياء!! ولكن من المسئول عن تجهيل وإفقار هذا الشعب العظيم؟! مؤكد أنكم أيها المخلوع تركتم لنا تركة ثقيلة، وعبئا تنوء عن حملة العصبة أولى القوة، ولكننا – إن شاء الله - ماضون لمسح ماضيكم البغيض، وبناء مصر عصرية، ولتذهبوا أنتم وزبانيتكم، وكل من شارك فى إهانة وإذلال شعب مصر وتقزيم دور مصر، إلى مزبلة التاريخ!!

أعتقد أن المولى عز وجل لم يترك لنا شيئاً فى نفوسنا إلا ويسره لنا. فها نحن نتخيل منظركم وحالكم وأنتم تتابعون عرس شعب مصر على أنقاض إمبراطوريتكم الفاسدة!!

نرى أيضاً الفرحة والفخر فى أعين الشرفاء من الأشقاء العرب بعودة مصر الكنانة من جديد. هكذا نرى حالة الانبهار فى أعين العالم بأثره وهو يترقب تجربة أول انتخابات رئاسية فى تاريخ أرض الفراعنة!! نحن سعداء لأننا على يقين بأنك أنت وملؤك تتابعون هذا الحدث المشهود فى تاريخ مصر!! تتابعون شعب مصر يحتفل بالتخلص منكم ومن شروركم، ليبدأ بناء دولة عصرية نفاخر بها الأمم، ونثبت للعالم بأن التخلف ليس بسبب جينات فى دمائنا، ولكن بسبب أنظمة بالية وفاسدة، لم يكن يعنيها سوى إذلال العباد وتدمير البلاد وجعلنا أضحوكة للحاضر والباد!

تهنئتى لكل من شارك وأدلى بصوته فى هذا العرس، أياً كان توجه، فالمهم أنه شارك، وبمرور الوقت، وعندما يتخلص هذا الشعب العظيم من الإرث الفاسد لنظام مبارك، وعندما يختفى الجهل ويتشرذم المنافقين والمستلقين، ستكون التجربة أكثر ثراءً. المهم أننا وبفضل من الله وضعنا أولى لبنات البناء نحو المستقبل المشرق.

أما أنتم أيها الطلقاء من أذناب نظام مبارك، فأنتم ينطبق عليكم قول الحق تبارك وتعالى "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين". سيرد الله كيدكم فى نحوركم، ببساطة لأن شعب مصر أراد الحياة!! لقد أردنا الحياة بعزة وكرامة، ولن نسمح من الآن فصاعداً لحاكم أو مسئول ليغيب عقولنا. لذا، عليكم أن ترضخوا صاغرين لإرادة هذا الشعب، إذا كنتم بحق تريدون العيش معنا وبيننا فى مصر الجديدة!!

أسأل المولى عز وجل أن يتم علينا هذا العيد وهذا العرس، وأن يكفينا شر المنافقين والمقامرين بمستقبل مصر. علينا – إن شاء الله – أن نقبل بالنتيجة أياً كان الفائز وأياً كان توجهه. علينا ألا ننساق وراء دعاة الخراب من أذناب المخلوع، لنضع نصب أعيننا ما فعله ساركوزى منذ أيام عندما خسر الانتخابات. بل علينا أن نبدأ من جديد فى تعليم العالم كيف تمارس الديمقراطية. والله الموفق.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة