لدى جماعة الإخوان المسلمين قناعة تامة بأن برنامج النهضة، الذى يخوض به مرشحهم الدكتور محمد مرسى الانتخابات الرئاسية، سيتم تنفيذه فور وصوله لكرسى الرئاسة، وهذه القناعة لا ترتبط بمرسى فى حد ذاته، وإنما لأنهم يعلمون أن هناك شخص آخر سيعمل على تنفيذ البرنامج، هذا الشخص هو المهندس خيرت الشاطر صاحب البرنامج الأصلى الذى استبعدته لجنة الانتخابات الرئاسية من سباق الترشح لفقدان شرط من شروط الترشح، مما جعل الجماعة تدفع بمرشح احتياطى أو بالمعنى البلدى "استبن"، وهذا الاستبن كان من نصيب الدكتور مرسى، الذى يشفق عليه الكثيرون وأنا منهم، فهو بين ليلة وضحاها وجد نفسه أمام مهمة ثقيلة، فمطلوب منه أن يكون مرشحا عن الجماعة ببرنامج صديقه الشاطر.
مرسى من منطلق أنه المرشح الاحتياطى فعليه أن يستعين بالشخص الأصلى فى تنفيذ برنامجه الانتخابى حال فوزه بالرئاسة، ولن يكون أمامه فى هذه الحالة إلا الاستعانة بالنموذج البوتينى، نسبة إلى رئيس روسيا الحالى، ورئيس وزرائها السابق فلاديمير بوتين، الذى ابتدع لعبة الكراسى الموسيقية فى تبادل المناصب بينه وبين صديقه ديمترى ميدفيديف، فبوتين الذى انتخب فى 26 مارس 2000 رئيساً لروسيا، ثم أعيد انتخابه مرة أخرى للرئاسة فى 14 مارس 2004، لم يجد سوى صديقه ميدفيديف ليقوم بدور المحلل له بعدما قضى فترتين فى الرئاسة، وبالفعل تبادل مع ميدفيديف المناصب، فتولى بوتين رئاسة الوزراء وأصبح ميدفيديف مرشحاً للرئاسة وبالفعل فاز بها فى 2008، ثم عاد بوتين مرة أخرى هذا العام إلى الرئاسة بعد فترة المحلل ميدفيديف الذى تولى رئاسة الوزراء.
النموذج البوتينى هو الأقرب حالياً أمام مرسى والشاطر، فالشاطر كان يأمل فى الوصول لكرسى الرئاسة، لكن هذا الأمل اصطدم بالعقبات القانونية، فلم يكن أمامه سوى الدفع بصديقه مرسى لسباق الرئاسة الذى أن فاز سيستعين بالشاطر لتشكيل الحكومة، ومبرره فى ذلك أن الشاطر يمثل الأغلبية البرلمانية، كما أنه الأقدر على تنفيذ برنامج النهضة، وسيكون فى مقدور مرسى باعتباره رئيسا للجمهورية وقتها أن يزيل كل العقبات القانونية التى قد تعترى طريق الشاطر ومن خلفه بالطبع الأغلبية البرلمانية الإخوانية التى يحركها الدكتور سعد الكتاتنى.
خطة الشاطر للسيطرة على الحكم فى مصر ستكتمل وفقاً للنظرية البوتينية بعد تشكيله الحكومة، فمن خلال الحكومة سيسيطر على كل مقاليد الحياة فى مصر، حتى أذا ما وصلنا إلى نهاية سنوات مرسى الأربعة فى الرئاسة سيكون الشاطر هو المهيئ قانونياً وشعبياً للرئاسة، على أن يكتفى مرسى وقتها برئاسة الوزراء.