فوجئت كأى مسلم يقدر علماء الإسلام صغيرهم مع كبيرهم فضلاً على أن يكون شيخهم الأكبر إمام الجامع الأزهر بخبر فى جريدة اليوم السابع الغراء السبت 19 – 5 - 2012م بأن "هناك أحد الأعضاء فى مجلس الشعب الموقر يقدم طلب إحاطة، وكان ممن يستدعى فيه الإمام الأكبر شيخ الأزهر بحجة أنه لم يتصدَّ علميًّا ولا عمليًّا فى الأزهر لمحاولات نشر الشيعة فى مصر بعد زيارة رجل الدين الشيعى على الكورانى لمصر وفتحه حسينية". انتهى. والعضو المحترم بهذا لا يعلم أنه بطلبه يستثير الأمة ضد شيخها وعلمائها سواء شعر بذلك أو لا.
بل يجعل من نفسه فارسًا وحيدًا فى الميدان يعلم بالخطر الشيعى ويقاومه وهو فى ذلك على غير الحق. فالأزهر بقيادة شيخه وعلمائه وطلابه لم يقصر لا علميًّا ولا عمليًّا فى التصدى للمد الشيعى تجاه مصر وإذا لم يكن العضو المحترم قد علم ذلك عن الأزهر وشيخه وعلمائه فسنتطوع لإعلامه بهذا. فسيادة العضو يبدو أنه لم يتعرف على موقف فضيلة شيخ الأزهر وهو يتصدى للمد الشيعى فى مؤتمر قطر منذ بضع سنوات حيث كان فضيلته رئيسًا لجامعة الأزهر وأعلن أنه لا يمكن للشيعة أن يبشروا بمذهبهم فى مصر بل فى العالم السنى، وعليهم أن يرجعوا عن سب الصحابة ونساء النبى.
بل فى 20 – 6 - 2008م وفى قلب العاصمة باريس أعلن تصديه ومعه علماء الأزهر للتبشير الشيعى فى الدول الإسلامية، ونقلت ذلك كل وكالات الأنباء. والأسبوع الماضى أخرج بيانًا بعد زيارة الكورانى لمصر وفتحه حسينية بإدانة هذا الأمر وطلب من القائمين على البلاد حماية عقائد المسلمين من التبشير الشيعى ومنع بناء الحسينيات – وما عليه إلا البلاغ.
بل علماء الأزهر من أول يوم خطت قدما هذا الكورانى على أرض الكنانة صرخوا فى وجهه وكنت واحدًا من طلاب الأزهر الذين فعلوا ذلك ثانى يوم من أيام زيارة هذا الرجل لمصر حيث قدمت حلقة فى قناة الحافظ االفضائية الخميس 7 – 5 - 2012م نبهت فيها مجلس الشعب والمجلس العسكرى لخطورة بناء الحسينيات فى مصر، واستمرت الحلقة أكثر من ساعة ونصف الساعة وكانت سبقًا إعلاميًّا لم يسبقنا فيه أحد وقتها وتفاعل الناس معنا من خلال اتصالاتهم واستنكارهم لهذا الأمر الخطير. بل إن السيد العضو يبدو أنه لم يعرف موقف شيخ الأزهر وعلمائه من تصديهم للشيعة فى عدم احترامهم للرموز الإسلامية إذ أظهر الشيخ الجليل شيخ الأزهر غضبه العارم تجاه تصوير الشيعة لمسلسل يوسف الصديق، ومسلسل الحسن والحسين، وطالب بعدم إذاعة هذه المسلسلات الشيعية فى مصر وبلاد المسلمين، بل رفع قضايا أمام محاكم مصر تجاه القنوات التى لم تلتزم بذلك، ولا ننسى موقف الأزهر من فيلم المهاجر ببياناته القوية واعتراضاته التى تحمل البراهين على حرمة إظهار الأنبياء فى الأفلام السينمائية.
كذلك نذكر العضو المحترم بموقف الأزهر هذا الأسبوع أيضًا تجاه الفيلم الإيرانى الذى يعتزم الشيعة إخراجه وفيه تجسد لشخص النبى صلى الله عليه وسلم وغضب فضيلة الإمام من ذلك وتحذيره لعلماء الشيعة من هذا العمل المستفز الذى يظهر فيه شخص يجسد شخص النبى ثم يذهب بعد ذلك ليشرب كأس خمر ويفعل ما لا يليق. فالأنبياء أجل وأكبر من ذلك. ليس هذا فحسب بل إن الأزهر تصدى لمن يجندهم الشيعة فى بلادنا للتعدى على صحابة نبينا الأجلاء إذ لا ننسى تصدية للصحيفة التى كتبت مقالاً مفزعًا تحت عنوان: أسوأ عشر شخصيات فى الإسلام - وتهجمت على عائشة وكبار الصحابة، بل إن الأزهر يجاهد ويحافظ على شخصية المسلم ويدافع عن تصويره بالصورة غير اللائقة عند الفنانين اللامسئولين ونستشهد على ذلك بموقفه تجاه فيلم الإرهابى الذى يشوه صورة الرجل المسلم الملتزم ويخرجه فى صورة إرهابى يفزع الناس بوجهه، ومن قبل رأينا شيوخه يتصدون للمسلسلات التى تنكر عذاب القبر ونعيمه وما عرف من ثوابت ديننا، أضف إلى ما سبق أن الأزهر لم يغب عن الساحة علميًّا فهناك من الرسائل العلمية والمناهج التى تدرس لطلابنا ما يكفى لتحصين الأمة من جراثيم العقائد الشيعية وينفذها طلاب الأزهر عمليًّا بين أبناء مصر والعالم ليعطوا المسلمين مضادات حيوية ضد ما ينشره الشيعة من عقائد باطلة للأمة. فهل يليق بعد ذلك كله أن يقو عضو محترم فى البرلمان الموقر باستدعاء شيخ الأزهر وتقديمه طلب إحاطة بشأن تقصيره وعلماء جامعته فى ذلك؟ فهل يمكن أن يقدم العضو المحترم مثل هذا تجاه أصحاب أى دين آخر، بل لم نسمع فى برلمانات العالم من يقدم طلب إحاطة ضد بطريرك روما الذى برأ اليهود من دم المسيح حسب معتقده وادعى أنهم إخوته. ولم نسمع فى البرلمان الإسرائيلى من قدم طلب إحاطة لحاخام يهودى. بل لم نسمع فى إيران من قدم طلب إحاطة تجاه آية من آياتهم الكثيرة. وما ذاك إلا لأنهم يحترمون مقام علماء دينهم، أما نحن فى مصر فللأسف أمسك الاحترام بعصا ترحاله وكاد يغادر بلادنا بسبب ما يسمى بالحرية الشخصية! ولذا أقول كفى استهتارًا بمنصب شيخنا، شيخ أزهرنا، شيخ أهل السنة والجماعة، وأنتم الذين قصرتم، ولسنا نحن، أنتم كنتم الغائبين، والأزهر هو الحاضر بشيخه وعلمائه، إذ نحن دعاة موجهون ولسنا حكامًا منفذين. فاتقوا الله فى الأزهر وشيخه حتى لا ينصرف الناس عن هذا الصرح الشامخ الذى يلتزم بالوسطية الإسلامية التى أمرنا بها رب البرية وإلا فستكون فتنة فى الأرض وفساد كبير وسنرى شباب الأمة قد وقعوا آلة طيعة فى أيدى من يدعون أنهم ارتقوا فى العلم إلى نهايته وكل مؤهلاتهم فى ذلك قراءتهم لكتابين من على سور الأزبكية فحسب. فلا يليق أبدًا أن يقف بيننا من يقدم طلب إحاطة لشيخنا ليقف فى ساحة مجلس نيابى تتناوشه ألسنة حداد وما اخترناكم فى المجلس لفعل ذلك مع أكبر عالم من علماء ديننا وأزهرنا وليحذر من يتحاملون على أزهرنا وشيخه غضبة أبنائه بل غضبة المسلمين فى عالمنا الإسلامى كله، نسأل الله الهداية للجميع والله من وراء القصد.
* أستاذ العقيدة والفلسفة ووكيل كلية البنات الإسلامية