قالت مجلة فورين بوليسى، إن حلم الديمقراطية الحقيقة قد يتحقق فى مصر عام 2016 أو 2017، إذا ما أجريت انتخابات حرة وسلمية فى نهاية فترة الرئيس الذى يجرى انتخابه حالياً.
وقال إيليا زوران، الباحث المختص بالشئون المصرية فى مجلس العلاقات الخارجية الأوروبى، إن بعض نتائج الانتخابات بالتأكيد ستكون أكثر استقطابا، وبالتالى ستكون أكثر خطورة، فغالبا ينزعج الضباط من فكرة تلقى الأوامر من السياسيين المدنيين الذين ينظرون إليهم بازدراء، وقدم أحمد شفيق، أحد رجال الجيش، نفسه بصفته وجه الاستقرار ومرشح الجيش.
ومع ذلك فإن الجيش قد لا يحتاج إلى الانخراط فى تزوير واسع فى الأصوات حتى يبقى مستقلا ويحتفظ بالحصانة من الملاحقات القضائية المدنية، فلقد حدد قضاة عهد مبارك ملامح المنافسة الانتخابية وتبقى الآلة الإعلامية الرسمية دون إصلاح، وأغلبية المصريين الذين لم ينزلوا الميدان خوفا من الفوضى والمصاعب الاقتصادية وسفك الدماء جلسوا يشاهدون تليفزيون الدولة خلال الثورة. وأكد سياسى مصرى بارز أن أغلبية المصريين على استعداد لدعم الجيش والإسلاميين بسهولة.
لكن هذه الأغلبية تعيش حاليا صراع مع توتر العلاقة بين الجيش والإخوان، فإن الولاء الأكبر لدى المصريين هو للجيش والدولة والاستقرار، ويشير الباحث إلى أن أقرب منافس غير إسلامى لشفيق هو عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق، والذى يتمتع بسجل دبلوماسى جيد، غير أنه يشير إلى أن رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير طنطاوى يحمل ضغينة ضد موسى. كما أن مراد موافى، مدير المخابرات العامة، والذى يزعم الباحث الغربى أنه ينظر لنفسه على أنه خليفة طنطاوى، ينظر غالبا بنوع من الارتياب للأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، لأنه يخشى أن يسحب محفظة السياسية الخارجية الحيوية من المخابرات ويوليها لوزارة الخارجية، ولكن فى الوقت نفسه يمكن للجيش أن يعول على موسى عقد اتفاق مقبول بشأن الرقابة المدنية على الجيش.
من جانب آخر، أشار زوران إلى أن هذه الانتخابات تختبر فعالية الآلات السياسية للنظام والإسلاميين، تلك القوتان اللتان شكلتا الحياة السياسية فى مصر لعقود، ويستبعد الباحث فوز محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان بالرئاسة، مشيرا إلى أنه حتى لو دخل جولة إعادة بناء على تقسيم أصوات غير الإسلاميين بين شفيق وموسى وغيرهم من مرشحى المعارضة، فإن هذا ليس كافيا لأن يصل مرسى للقصر الرئاسى.
وعموما يؤكد الباحث أنه من المؤسف لرئيس مصر الجديد أن يأتى فى هذه الأوقات الصعبة لأنه شهر العسل سيكون قصير جدا، فإنه مضطر أنه يتعامل حالا مع الأزمة الاقتصادية الشائكة والمشكلات المؤسسية التى أسهمت فى اندلاع الثورة، بالإضافة على المشكلات الأمنية التى خلقتها الثورة.
فورين بوليسى: حلم المصريين فى الديمقراطية الحقيقة يكتمل فى 2017
الخميس، 24 مايو 2012 03:21 م