د. عبدالجواد حجاب يكتب: مصر اليوم فى عيد

الخميس، 24 مايو 2012 11:01 ص
د. عبدالجواد حجاب يكتب: مصر اليوم فى عيد صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم.. نعم.. مصر اليوم فى عيد وعرس كبير لديمقراطيتها الناشئة.

هى ديمقراطية فعلاً ناشئة ولكنها تأخرت بالنسبة لشعب كشعب مصر الذى كون أول مجتمعات على ضفاف النيل منذ آلاف السنين، الشعب الذى عرف الدولة قبل العالم والتاريخ، الشعب الذى عرف حدود بلاده وحماها بجيوش لم يعرفها العالم إلا بعد آلاف السنين، الشعب الى أبدع وبنى معجزاته على ضفاف النيل منذ آلاف السنين.

مصر اليوم كالعروس التى ارتدت زى الفرح والفرحة الكبرى وتنتظر فارس أحلامها ورئيسها المنتخب ليأتى ويأخذها على ظهر فرسه الأبيض إلى عالم المجد والنهضة والرقى والحرية. مصر اليوم عروس جميلة وفستانها أبيض وتختار عريسها وهو يرتدى ثوب الحرية والديمقراطية ويمتطى جواده الأبيض ليأخذها إلى عالم جديد لأول مرة، عالم الحرية والعدالة والكرامة.

نعم.. المصريون جميعًا يغنون أغنية العيد ويقولون فى صوت واحد أهلاً بالعيد أهلاً بالرئيس المنتخب يغنون أغنية تقول العيد جانا والرئيس المنتخب جانا. كم انتظرنا هذا اليوم! كم حلمنا بهذا العرس الانتخابى المهيب! لم لا والشعب المصرى أهل سياسة، والدليل هذا الخروج الهائل والكبير للتصويت ليسجل أكبر نسبة حضور إلى الصناديق فى العالم كله. لم لا والشعب المصرى أهل دين، والدليل أنه عرف الله والتوحيد قبل الرسل واستمر على عهده وتدينه بعد الرسل.

لأول مرة فى التاريخ نأخذ حقنا كمصريين فى اختيار رئيسنا واختيار من سيحكمنا فى انتخابات حرة ونزيهة، لم لا ومصر تملك القضاء العادل والقوات المسلحة الشريفة والباسلة والشعب الواعى المولع بالسياسة والمحب لهويته الإسلامية؟ لم لا والشعب المصرى صانع لأول ثورة سلمية لا عنيفة فى تاريخ الأمم. لم لا ورب العزة سبحانه وتعالى أهدانا نجاح ثورتنا بعد أن صنعها على يديه وألقى الرعب فى قلوب الذى ظلموا وأفسدوا لأن الله لا يحب الظالمين لأن الله لا يحب المفسدين. فئة مسالمة لا تملك إلا إرادتها الحرة وصدورها العارية انتصرت بفضل الله على الفئة الضالة المضلة الفئة الفاسدة المستبدة.

لأول مرة سيكون لدى مصر المحروسة رئيس يشارك فى اختياره الفلاح والعامل والفقير والمهمش والعاطل والمظلوم والمحروم إلى جوار فئات الشعب الأخرى كلها.. كل من يحمل هوية مصرية يشاركون فى الاختيار الحر السرى المباشر تحت إشراف قضاء عادل ومراقبة كل العالم وتحت حماية رجال قواته المسلحة البواسل والشرفاء. لأول مرة سيختار رئيسه فى اقتراع سرى مباشر وبمعايير أكثر من دولية وبضمانات قوية لا يمكن معها التزوير مهما كانت براعة المزورين.

لا أبالغ إذا قلت إن أبرز إنجازات الجيش المصرى والشعب المصرى معًا فى القرن العشرين كانت ثورة يوليو 1952 وحرب أكتوبر رمضان 1973 وأبرز إنجازات الشعب المصرى والجيش المصرى فى القرن الواحد والعشرين ثورة 25 يناير المباركة والانتخابات الرئاسية الحرة 2012. لا أبالغ إذا قلت إن جيش مصر الباسل منح مصر نصرين، أحدهما فى أكتوبر رمضان 1973 والآخر فى مايو ويونيو 2012م.
التاريخ لن ينسى أبدًا المجلس الأعلى للقوات المسلحة وهو يخطط لنصر أكتوبر العظيم وأيضا وهو يخطط لتحقيق أهداف ثورة يناير وعلى قمتها الانتخابات الرئاسية الحرة كما وعد ووفَّى.
لا أبالغ إذا قلت يكفينا هذا وعشنا ورأينا الطعيان يختفى خلف أسوار السجون والشعب يختار فى حرية ونرى تنصيب أول رئيس نختاره بإرادتنا الحرة هنا تحديدًا نموت أحرارًا مطمئنين وتعيش مصر لأولادنا حرة وديمقراطية.

الرئيس المنتخب وحريتنا هما الأهم ومن بعد ذلك سيأتى كل الخير العدالة والمساواة والمواطنة والكرامة إن شاء الله.

رئيس منتخب لا يهم ما اسمه، المهم أنه منتخب حسب نظام ديمقراطى يسمح بتداول السلطة. رئيس منتخب ليس مهمًّا أن يكون إسلاميًّا أو ليبراليًّا أو يساريًّا أو قوميًّا ومش ممكن أبدًا هيكون من الفلول الضالة، هذا أكيد إن شاء الله.
رئيس منتخب يعنى عيدًا وأول عيد حقيقى وأكبر عيد للمصريين. أخيرًا أقول: مصر اليوم فى عيد، وربنا يسترها مع مصر فى هذا العرس الكبير. وكفى الله المصريين شر الفلول الضالة الجارحة والفاسدة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة