استمر سعر صرف اليورو بوضع سيئ الخميس عند مستويات متدنية غير مسبوقة منذ نحو عامين فى مواجهة الدولار، فى سوق يخيم عليه شبح خروج اليونان من منطقة اليورو، ولم تفلح القمة الأوروبية فى طمأنته.
وبعد تراجعها الكبير الأربعاء تراجعت العملة الأوروبية الموحدة حتى 1,2516 دولار، الخميس، نحو الساعة 08,00 تغ، وهو أدنى سعر صرف لها منذ يوليو 2010، قبل أن تعود وتقلل الخسائر وتستقر قبيل الظهر.
ولاحظ الخبير الاقتصادى ستين جاكوبسون أن القمة الأوروبية مساء الأربعاء "شكلت خيبة أمل حقيقية" حيث لم يتم رسم أى إجراء جديد بشأن النمو و"بدت ألمانيا بعيدة جدًا عن دعم المزيد من التضامن فى الميزانية" داخل منطقة اليورو.
ووجه قادة الاتحاد الأوروبى إثر اجتماعهم فى بروكسل رسالة انقسام إلى الأسواق، حيث عارض الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشأن السندات الأوروبية.
وأضاف جاكوبسون "لدينا انطباع بأن هذه القمة شكلت مجرد تحديث للملف الشخصى للاتحاد الأوروبى على فيس بوك: إليكم الرئيس الفرنسى الجديد شخص أنيق، وإليكم الصور" لكن دون أى إجراءات عملية "فى حين بدا الوقت ينفد".
وقد اتفق المشاركون فى القمة بالتأكيد على تجديد تأكيد دعمهم لعضوية اليونان فى منطقة اليورو طالما أن أثينا متمسكة بتعهداتها بإجراء إصلاح هيكلى، لكن ذلك ليس من شأنه طمأنة المستثمرين.
وقال محللون لدى مصرف "كوميرزبنك" بسخرية "إن هذه التصريحات التى كانت موقع ترقب شديدًا ليست مطمئنة على وجه الدقة، حيث من المرجح أن تطلق مثل هذه التصريحات حتى عشية الخروج الفعلى لليونان" من منطقة اليورو.
وأضاف سيمون دينهام، مدير دار كابيتل سبريدس للوساطة "شهدنا الابتذال ذاته والضربات فى الظهر (..) فى المقابل فإن القرارات الحقيقية حول سندات اليورو أو حماية معززة لمنطقة اليورو، تم تأجيلها إلى القمة القادمة فى نهاية يونيو.. غير أنه حينها قد يكون فات المعاد".
وينتظر السوق الانتخابات التشريعية الجديدة المقررة فى 17 يونيه باليونان وسط مخاوف من تواصل صعود الأحزاب المناهضة للتقشف ما قد يسرع خروج أثينا من منطقة اليورو.
وبالنسبة إلى الوسطاء فإن ذلك يشكل أسوأ سيناريو حيث يمكن أن يمتد ارتداد الهزة إلى بلدان أخرى تعانى صعوبات وأولها أسبانيا التى تعانى من هشاشة نظامها المصرفى.. ومع ذلك لاحظت جاين فولى المحللة لدى روبوبنك، إنه "حتى لو بقيت اليونان فى منطقة اليورو فإنها ستظل مصدر اضطراب كبير (..) كما أن أسبانيا من جانبها ستستمر فى تشكيل تهديد على انسجام منطقة اليورو".
وأسهمت المؤشرات الاقتصادية الكلية السلبية التى نشرت الخميس فى زيادة الضغط على السوق.
وسجل نشاط القطاع الخاص ركودًا كبيرا فى مايو فى منطقة اليورو كما تأثرت معنويات المستثمرين الألمان فى الشهر ذاته فى حين أكدت بريطانيا عودتها إلى الركود مع انكماش جاء أكثر مما كان متوقعا فى اقتصادها فى الفصل الأول من 2012.
وفى ظل هذه الظروف فإن المستثمرين يلجأون إلى الملاذات الأكثر أمانًا مثل الدولار والين، ولكن أيضًا السندات الألمانية التى تراجع عائدها الخميس، إلى أدنى مستوى لها تاريخيا.
اليورو يبقى متراجعًا بعد القمة الأوروبية (محصلة)
الخميس، 24 مايو 2012 07:15 م
اليورو
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة