تابعت صحيفة "الجارديان" البريطانية تغطيتها للانتخابات المصرية، ونشرت تقرير لمراسلها بالقاهرة إيان بلاك عن التوقعات الكبيرة للرئيس الجديد، وقالت إن هذا الرئيس يجب أن يوجه مسارا صعبا بين البرلمان والمجلس العسكرى والبيروقراطية غير المتحولة ومطالب الناخبين غير الواقعية.
وتضيف الصحيفة أن هذا الرئيس أيا كان من هو سيكون فى موقف غريب من حيث عدم معرفة صلاحياته، وقد تبين حتى الآن أنه من كتابة دستور دائم فى عصر ما بعد مبارك مسألة شديدة الصعوبة ومثيرة للانقسامات.
ومع تنحية الإثارة الخاصة بالانتخابات جانبا، فإنه من الواضح أن اختيار الرئيس الجديد ليس فقط عملية إصلاح نتيجتها بعيدة تماما عن الوضوح، فهى فى حد ذاتها لن تعيد الاستقرار والأمن ولن تحقق الازدهار الذى يتوق إليه المصريون منذ الثورة، كما أنها لن تنهى تدخل الجيش فى السياسة، ناهيك عن الدخول فى عصر ذهبى جديد للعدالة الاجتماعية.
فالمفتاح لمستقبل البلاد، كما تقول الصحيفة، هو مسألة العلاقة بين الرئيس والبرلمان الذى يهيمن عليه الإسلاميون بأغلبية كبيرة. فوفقا للإعلان الدستورى الحالى، الذى يفترض أنه مؤقت، يمكن أن يقوم الرئيس بتعيينات أساسية لكن لا يمكنه أن يصدق على سياسات كميزانية الدولة التى لا تزال حكرا للبرلمان وحده، ولا يمكن تمرير قانون دون موافقة كل من الرئيس والبرلمان.
ويحذر المحللون من أنه فى حال عدم تغيير هذه القواعد، فإن الرئيس يخاطر بجعل نفسه ضعيفا وخاضعا. وكان محمد البرادعى، قد قال إن غياب الوضوح يعنى زرع بذور النزاع. وتلفت الصحيفة إلى اختلاف المناهج الخاصة بالمرشحين فى الانتخابات، فعمرو موسى على سبيل المثال ليس له قاعدة قوة طبيعية وربما يسعى على الأرجح إلى تعزيز سلطة الرئاسة ضد اتجاه المطالب الثورية. لكن لو فاز إسلامى بالرئاسة سيكون أسهل بالنسبة له لعمل مع البرلمان. ويخشى الكثيرون من أن التوقعات العامة بالتغيير مرتفعة بشكل خطير.
ونقلت الصحيفة عن محللين بريطانيين قولهم إنه نظرا لقائمة القضايا المهمة التى ستواجه الرئيس الجديد فى أول يوم له فى الحكم، والتى تشمل العلاقة مع البرلمان ووضع الجيش والإصلاح الدستورى والاقتصاد والعلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة، وتراجع مكانة مصر فى العالم العربى والأزمة فى سوريا والمشكلات المستمرة لبرنامج إيران النووى، فإن المشكلة الأكبر التى ستواجه مصر هى التوقعات الشعبية غير الواقعية بما ستسفر عنه الانتخابات وتسليم العسكر للسلطة. فربما تمثل الانتخابات نهاية لفترة صادمة فى التاريخ المصرى الحديث، لكنها بطرق كثيرة، فإن العمل الصعب قد بدأ لتوه.
الجارديان: العلاقة بين الرئيس والبرلمان هى مفتاح مستقبل مصر
الخميس، 24 مايو 2012 12:15 م