أعتقد جازمًا أن المصريين قد تشبعوا من كثرة ما ألقى على مسامعهم من مواعظ وحكم تشدو بمحاسن ومناقب الفرسان الـ13، الذين يتنافسون على لقب أول رئيس لمصر، بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير. بناء عليه سوف أدخل مباشرة فى صلب الموضوع أو الرسالة البسيطة التى أود إيصالها لكل مصرى ومصرية، وهى أن الناخبين سيحرصون بالتأكيد على الإدلاء بأصواتهم، وحينما يستقرون خلف الستارة فى لجانهم الانتخابية أرجوهم رجاءً حارًا نسيان ما شاهدوه وسمعوه من تحليلات جهابذة الخبراء ومراكز الأبحاث والكتاب، وأن يتذكروا فقط مصر الواضعة أمالها وأحلامه على عاتقهم، وتنتظر منا أن نكون على قدر المسئولية.
بعدها صوت لمَن شئت طالما أنك مقتنع به وببرنامجه وتراه يلبى طموحك وتطلعك فى غد أفضل، ولا تلقى بالاً لفتاوى وآراء نفر جعلوا هدفهم الأسمى فى الحياة تخويف الناس وبث الرعب فى نفوسهم المتشوقة للحرية والعدالة، والزعم بأن تصويتك لهذا المرشح سيجعلك عبدًا صالحًا، فى حين إذا تجرأت واختارت غيره فإنك بلا ريب ستكون من العاصين الذين سيعاقبون أشد العقاب على فعلتهم النكراء.
أريدك أيضا أن تتذكر أن صوتك أضحى له قيمة عظمى فى تحديد مصير البلد واختيار قياداته ابتداء من الرئيس والبرلمان وانتهاء بعمد القرى والنجوع، وأننا ما زلنا فى طور التجريب على طريق الديمقراطية، والخطأ فى الاختيار لن يكون نهاية العالم، فلكى نتعلم علينا أن نخطئ، فقد أصبحنا قادرين على تصحيح الأخطاء بمشاركتنا الفاعلة فى الحياة السياسية والحزبية، وباتنا نستطيع تغيير نواب مجلس الشعب باختيارنا الحر فى الانتخابات المقبلة، إذا لم ينفذوا ما وعدوا به خلال حملاتهم الانتخابية. فالرئيس لم يعد ذلك البعبع الذى يخشاه الجميع، ولا يمكنهم الاقتراب منه، ولو بالهمس، فهو سيكون فى مقتبل الأيام بدرجة موظف لدى الشعب المصرى، الذى سيصبح صاحب الكلمة العليا عليه، غير أن هذا لا يعنى الحط من قدر المنصب والاستخفاف به، مثلما يصبو البعض، فتقديره واحترامه فى الحدود المعقولة من الواجبات المحتم علينا الالتزام بها ومراعاتها.
أتمنى كذلك أن تتذكر أننا تخلصنا من عقدة الخوف، وأزيلت كافة الحواجز المقامة بين ضلوعنا وحكمت مسارات تصرفاتنا وردود أفعالنا طويلا، وأن هذه الميزة يجب أن تفسح مساحات أرحب وأوسع لإخراج أحسن وأرقى ما لدينا من عمل وعطاء، وليس للانفلات ومخالفة القوانين بدعوى الانتقام من عهود الظلم والطغيان والكبت. فانتخابنا الرئيس لن يكون نهاية المشوار ولا قمته، فتلك خطوة مهمة على سبيل توحيد كلمتنا وموقفنا باتجاه العمل لما فيه صالح الوطن والمواطن، لنهجر الكسل والإضرابات والاعتصامات غير الضرورية والوقفات الفئوية وتعطيل الطرق، لنمنح أنفسنا فرصة لاستعادة روح 25 يناير للبناء والارتقاء وإنكار الذات.
نود أن تكون الشهور المقبلة نسخة ناصعة من 18 يومًا مجيدة للثورة المصرية، لنزيل ما التصق بثوبها الأبيض من تشوهات، وبقع سوداء دفعت بالكثيرين للكفر بها، وبأنها كانت وبالاً ونقمة على مصرنا. بنى وطنى لنذهب جميعا على قلب رجل واحد للتصويت فى الانتخابات الرئاسية، ولنختار من نريده بلا خوف وبدون اعتراض من جحافل الأمن المركزى، كما كان فى الماضى، ولنحافظ على الثورة فهى أمانة بين أيدينا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
wmohs834
يجب ان نتذكر شيء واحد
عدد الردود 0
بواسطة:
د.حسام عبده
كن فاعلا أحمى البسطاء من معارفك وجيرانك من أستغلال الأخوان لهم أثناء الأنتخابات.مصر شفيق.