علقت صحيفة "ذى ناشيونال" فى تقرير لها حول الانتخابات الرئاسية فى مصر على الوعود التى قطعها كافة المرشحين لمنصب الرئيس للمرأة خلال حملاتهم الانتخابية، كإشراكهن فى العملية السياسية وإيجاد دور أكبر لهن فى المشهد السياسى والاقتصادى فى مصر، بالإضافة إلى ضمان تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة فى المجتمع المصرى باعتبارها شريكا أساسيا فى عملية التنمية، إلا أنها عادت لتؤكد أن رؤى كافة المرشحين الرئاسيين مازالت غامضة حول قضية المرأة.
وأكدت الصحيفة أن الهدف الرئيسى من تلك الوعود هو مجرد استقطاب أصوات المرأة خلال الانتخابات القادمة، والتى تعد الأولى منذ قيام ثورة 25 يناير وتنحى الرئيس السابق حسنى مبارك عن السلطة بعد ثلاثة عقود كاملة قضاها مبارك ونظامه على سدة الحكم فى مصر.
وأكدت الصحيفة أن الكثيرين من الناشطات السياسيات قد أعربن عن قلقهن حول مستقبل المرأة المصرية خلال المرحلة المقبلة، خاصة وأن معظم السياسيين كثيرا ما يدلون بالتصريحات البراقة حول المرأة وحقوقها، ثم يعودون لممارسة السياسات التى سبق وأن مورست فى السنوات الأخيرة والتى لم تشهد أى قدر من الإنصاف للمرأة وأهميتها فى المجتمع.
المعضلة الأخرى التى أبرزها التقرير فى هذا الصدد تتمثل فى أن الأولوية لدى المجتمع المصرى فى هذه الآونة صارت للقضايا الأخرى المتعلقة بالحياة اليومية للمصريين خاصة فى ظل الحالة الأمنية المتردية التى يشهدها الشارع المصرى منذ قيام الثورة من ناحية، وكذلك الوضع الاقتصادى المتدهور.
وأضافت الصحيفة أن قضية حقوق المرأة فى مصر لابد أن تحظى باهتمام كافة المسئولين فى المرحلة المقبلة، خاصة وأن المرأة المصرية قد لعبت دورا هاما وبارزا خلال الثورة التى أسقطت النظام السابق، موضحة أنه بالرغم من هذا الدور فإن المرأة لم تحظَ باهتمام الأحزاب السياسية التى تحظى بنفوذ كبير داخل المشهد السياسى فى مصر.
من جانب آخر أشارت الصحيفة إلى أن المرأة تمثل 52 بالمائة من الأصوات التى يحق لها المشاركة فى الانتخابات فى مصر، إلا أن معظم المتابعين والمراقبين للمشهد السياسى فى مصر يرون أن معظم النساء يتجهن لتأييد المرشح الذى يحظى بتأييد رب الأسرة من الرجال بصرف النظر عن توجهاتهن وميولهن.
وأكد عدد من الناشطين السياسيين أن كلا من عمرو موسى ومحمد مرسى قد قدما وعودا بتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة فى مصر، وكذلك تنمية المستوى الاقتصادى للمرأة المصرية، إلا أنهما لم يضعا خطة واضحة المعالم حول كيفية تحقيق مثل هذه الوعود خلال المستقبل القريب، مؤكدين فى الوقت نفسه أن قضية المرأة لن تمثل أولوية للرئيس القادم.
وأوضحت إسراء عبد الفتاح، فى تصريح ذكرته الصحيفة، أن كافة المرشحين لم يعبروا عن رؤيتهم للتغلب على التحديات التى تواجه المرأة وتعوقها عن أداء دورها تجاه مجتمعها، مؤكدة أن هناك حاجة ملحة لخطة واضحة فى هذا الإطار.
وأوضحت الصحيفة أن مصر قد احتلت المركز 113 من بين 187 دولة فى تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية فيما يخص مسألة المساواة بين الجنسين لعام 2011، وهو ما يعكس الفجوة الكبيرة التى بين الرجل والمرأة فى مصر من حيث التمتع بفرض متساوية سواء فى سوق العمل أو من حيث التمكين السياسى أو حتى من الجانب الصحى.
من ناحية أخرى أعرب العديد من المتابعين عن قلقهم إذا تمكن تيار الإسلام السياسى من الوصول إلى مقعد الرئيس فى مصر، خاصة وأن البرلمان فى مصر قد بدأ فى مناقشة بعض إلغاء بعض القوانين التى كانت تحظر ختان الإناث، بالإضافة إلى بعض قوانين الأحوال الشخصية التى كانت تنصف المرأة.
وهنا أعربت دينا أبو السعود، مؤسس التحالف الثورى للمرأة، عن تخوفها من وصول أحد الإسلاميين إلى مقعد الرئيس فى مصر، مؤكدة أن هذا يعد خطرا حقيقيا على حقوق الإنسان بشكل عام.
وأوضحت الصحيفة أن العديد من المرشحين قد تناولوا قضية المرأة فى برامجهم الانتخابية، إلا أنهم قد تناولوا الأمر بشكل عام دون الخوض فى تفاصيل ربما تكون مهمة فى هذا الصدد، خاصة فى ظل اهتمام كافة المرشحين بالقضايا الأخرى الأكثر حيوية، والى تشغل الرأى العام المصرى بشكل كبير.
وأكد المرشح الرئاسى عمرو موسى أن المرأة قد لعبت دورا مهما إبان الثورة المصرية خلال العام الماضى، متعهدا بأن يتم تمثيل المرأة فى كافة المؤسسات السياسية بالإضافة إلى تحسين الخدمات الاجتماعية التى تقدمها الدولة للنساء الأكثر معاناة فى المجتمع المصرى، إذا ما فاز بمقعد الرئيس.
فى حين أن محمد مرسى – مرشح جماعة الأخوان المسلمين – تركز خطابه على تقديم الدعم الاقتصادى للمرأة من خلال تشجيعها على تبنى بعض الأنشطة الاقتصادية، بالإضافة إلى العمل على تغيير ثقافة المجتمع المصرى حول الدور الذى ينبغى أن تلعبه المرأة فى المجتمع كعضو فاعل بداخله.
وأعربت الناشطة إنجى بلاطه عن عدم تخوفها من وصول رئيس إسلامى لمقعد الرئيس فى مصر، مؤكدة أن المرأة قد عانت من التمييز السافر وكذلك العنف خلال عهد الرئيس السابق والذى كان مناوئا لتيار الإسلام السياسى. وأضافت بلاطة أن الوضع الاجتماعى للمرأة لن يتدهور كثيرا فى حالة وصول أحد الإسلاميين للحكم.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة