أفتت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بأنه لا يجوز إعطاء الصوت الانتخابى لمن لا ينوى تطبيق الشريعة الإسلامية فى انتخابات الرئاسة المرتقبة، جاء ذلك إجابة على سؤال "هل يجوز انتخاب رئيس للجمهورية لا يتبنى تطبيق الشريعة، وهل يجب انتخاب رئيس بعينه من الموجودين حاليًا، وما حكم الانفراد بآراء شخصية فى نوازل الشأن العام؟
وقالت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التى يرأسها الدكتور على أحمد السالوس فى جوابها: "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فإن من أعظم مظاهر ذلك الدين ومزاياه مناسبته لطبيعة الإنسان، وتكليفه بما فى مقدوره وما تلاءم مع فطرته، ولما كان الإنسان اجتماعيًّا بطبعه، لا ينفك عن علاقات مع من حوله، جاءت الشريعة ملائمة لذلك وموافقة له، وكان على رأس ذلك أمر الولايات العامة، إذ هى ضرورة فى تكوين المجتمع والقيام بوظائفه وتحصيل مصالحه".
وتابعت الهيئة التى أعلنت دعمها للدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين فى انتخابات الرئاسة "قد تبين ذلك واضحًا من فعل الصحابة رضى الله عنهم عند موت النبى عليه السلام، فإنهم سارعوا إلى سقيفة بنى ساعدة - والنبى عليه السلام لم يدفن بعد - لعقد الولاية العامة وبيعة إمام للمسلمين. فالولاية العامة واجبة للقيام بشرع الله والتحاكم إليه، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "يجب أن يُعلم أن ولاية الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين ولا الدنيا إلا بها، فالواجب اتخاذ الإمارة دينًا وقربة يتقرب بها إلى الله"، وعلى هذا فإن التوسل إلى عقد تلك الولاية واجب على المكلفين، إذ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، إلا ما كان وسيلة محرمة".
وأضافت: "ونظام الانتخابات الرئاسية وسيلة معاصرة لعقد تلك الولاية، ولذا ينبغى على المسلمين أن يتوسلوا بها إلى تطبيق الشرع وتعبيد الناس لله، ولا يكون هذا إلا بترشيح أهل الدين ما أمكنهم، ولا يجوز والحال هكذا أن يعطوا أصواتهم لمن لا ينوى تطبيق الشريعة، بل وجب أن ينتخبوا من يحمل همَّ ذلك ويسعى إليه".
واستدلت الهيئة بقول الله: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2]، ومن أعظم البر تحكيم الشريعة، كما أن من أعظم الإثم العدوان عليها وتنحيتها، يقول الله تعالى: {أَفَحُكْمَ الجَاهِلَيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]، وقال سبحانه: {إِنِ الْحُكْمُ إلَّا للهِ أَمَرَ ألَّا تَعْبُدُوا إلَّا إيَّاهُ} [يوسف: 40].
وأوضحت أنه إذا تعدَّدَ المترشِّحون الساعون لتحكيم الشريعة، وجب على المسلمين النظر فى أصلحهم ما استطاعوا، وتبقى مسألة اجتهادية، بحسب نظر كل مجتهد فيهم، وإنما يقوم النظر على قاعدة السياسة الشرعية من ترجيح المصالح ودفع المفاسد بانتخاب معيَّن من المترشحين، يقول ابن تيمية رحمه الله: (اجتماع القوة والأمانة فى الناس قليل، ولهذا كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول: "اللهم أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة"، فالواجب فى كل ولاية الأصلح بحسبها، فإذا تعيَّن رجلان أحدهما أعظم أمانة والآخر أعظم قوة، قُدِّم أنفعهما لتلك الولاية وأقلهما ضررًا فيها.
وأكدت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح أنه يجوز تولية غير الأهل للضرورة إذا كان أصلح الموجود، فيجب مع ذلك السعى فى إصلاح الأحوال حتى يكمل فى الناس ما لا بد لهم منه من أمور الولايات والإمارات"، وعلى هذا فإن لحوق الإثم بترشيح معين واقع إذا كان لا يتبنى تحكيم الشريعة، مع وجود من يتبنَّى ذلك، وأيضا بترشيح من لا يظنه أهلاً أو أصلح مع وجود الأهل والأصلح إلا لعارض شرعى معتبر كنزوله على شورى جماعة أو هيئة أو غير ذلك من الأسباب المعتبرة فى السياسة الشرعية، وذلك بحسب اعتقاد كل مجتهد ونظره، فلا يُثرَّب على مخالف فضلا عن تأثيمه.
وحذرت الهيئة عامة المكلفين من الاستقلال بالنظر فى مثل هذا الشأن فضلًا عن الاستبداد بالرأى فيه، فإن الولايات شأن عام لا ينظر فيه إلا أهل الحل والعقد، كما قال الله تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِى الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُم} [النساء:83]، فعامة المكلَّفين تبع لكبرائهم وعلمائهم فى مثل هذا، فإن اتفقوا وجب عليهم اتباعهم، وإن اختلفوا تخيَّروا من ترشيحهم بحسب الإمكان، فى غير تثريب ولا اتهام.
موضوعات متعلقة:
◄السعودية تحسم المؤشرات الأولية لتصويت المصريين فى الخارج وتمنح مرسى المركز الأول بأكثر من 106 آلاف صوت.. وأبو الفتوح الثانى بـ81 ألفا.. وصباحى ثالثا بـ 45 ألفا.. وموسى وشفيق الأقل فى التصويت
◄ محمد مرسى يتقدم مرشحى الرئاسة بالرياض بنسبة 49% من إجمالى الأصوات
◄ شفيق: من يتحدثون عن التزوير يحاولون تزييف إرادة الناس
◄ صباحى: تزوير الانتخابات سيشعل مصر وأنا أول من سينزل للتحرير
◄ البلتاجى بقنا: كتائب التضليل الإعلامى ما زالت نشطة لإعادة نظام مبارك
◄ مؤتمر لمرشحى الرئاسة للتعليق على الإعلان الدستورى المكمل
◄ اليوم.. لجنة انتخابات الخارج تجتمع بمرشحى الرئاسة لإعلانهم بالنتائج
◄ مصدر عسكرى ينفى إجراء اتصالات بمرشحى الرئاسة لمنع ظهورهم فضائيا
◄ موسى: نجاح شفيق إعادة إنتاج للنظام القديم وانتشار للفوضى
◄ مرسى: الشعب سيدوس الفاسدين بالأقدام كما داس كبيرهم
◄ صفوت حجازى يوصى بصيام الاثنين والدعاء لمحمد مرسى
◄ موسى لـ أديب: تصريح نادر بكار فرصة لأن يحلق ذقنه بعد فوزى بالرئاسة
"الهيئة الشرعية": لا يجوز التصويت لمن لا ينوى تطبيق الشريعة
الثلاثاء، 22 مايو 2012 12:01 م
الدكتور على أحمد السالوس رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حامد شرف الدين
مرحبا بمحاكم التفتيش
عدد الردود 0
بواسطة:
medhat ali
الدكتور محمد مرسي
عدد الردود 0
بواسطة:
Mhmd Roma
كان فين الكلام دة ايام مبارك ؟
...........
عدد الردود 0
بواسطة:
mahmoud said
والله عيب!! منهم لله قسمونا وفصلونا علي كيفهم
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
ان شاء الله د. مرسى سيفوز من الجوله الاولى
ولا عزاء للفلول
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
خليك في حالك
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
خليك في حالك
عدد الردود 0
بواسطة:
حزين على مصر
حزين على مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
اللجنة الالكترونية للاخوان
نعم للفريق شفيق
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
اعطى لمن يستحق