مخطئ من يظن أن حالة التأليه التى يحاول أنصار الإخوان المسلمين إسباغها على مرشحهم للانتخابات الرئاسية الدكتور محمد مرسى هى نوع من الدعاية الانتخابية الوقتية التى ستنتهى فور فوزه برئاسة مصر، فكل الأوصاف التى أطلقها داعمو ترشيح مرسى عليه تكشف إلى أى مدى ذهب تفكير وعقيدة وإيمان هؤلاء، فهم غير كاذبين عندما قالوا إن مرشحهم مدعوم من الله، ولم يكونوا منافقين عندما أكد أحدهم أن من لم يصوت لمرسى فهو آثم قلبه، فهذه هى عقيدتهم، وهذا هو منهجهم، إنهم يتصورون أنفسهم خلفاء الله فى الأرض، ومرشحهم أو رئيسهم المستقبلى هو خليفة الله فى الأرض، فلا خروج عليه ولا معارضة لحكمه أو قراراته، وكيف لنا أن نخرج على شخص دعمه الله ليكون رئيسا على مصر؟..
إنها حقيقة الإخوان التى حاولوا إخفاءها طيلة السنوات الماضية، فهم يريدونها دينية تخدم أفكارهم وأيديولوجيتهم، وعندما أيقنوا أن الوصول لهدفهم لن يكون إلا بصناديق الانتخابات مع استغلال العاطفة الدينية لدى المصريين تخلوا عن جزء من عقيدتهم، وانخرطوا لبعض الوقت فى العمل الحزبى وأسسوا حزب الحرية والعدالة ليكون الخطوة الأولى لارتقاء سلم الديمقراطية الذى سيصل بهم إلى قصور الرئاسة، وبعد ذلك سيكسرون هذا السلم حتى لا يكون وسيلة لصعود آخرين.. هم لا يريدون إلا أنفسهم فقط.. هم فقط الأمناء على الإسلام.. هم فقط الذين يستطيعون الدفاع عن راية الإسلام.
الإخوان ليسوا كاذبين فى آرائهم.. لكن نحن لا نتعلم أبدا من دروس الماضى، نحكّم عاطفتنا فقط ولا نحكم المنطق والعقل.. بل التاريخ أيضا.. التاريخ الذى يقول لنا إن الإخوان لا يبحثون إلا عن مصلحتهم حتى إن كانت على حساب مصلحة الوطن، فمصلحتهم قبل يوم من ثورة 25 يناير كانت مع نظام مبارك، لذلك رفضوا أن تمتد المظاهرات لتطال مبارك، وهذا كلام لم آت به من تلقاء نفسى، وإنما أكده الدكتور عبد الحليم قنديل الذى قال: قبل الثورة بساعات، وتحديدا فى مساء يوم الأحد 23 يناير 2011، اعترض الدكتور محمد البلتاجى على عبارة يطلب نصها «الإنهاء السلمى لحكم مبارك وعائلته»، وقال البلتاجى وقتها بالنص: «إن الإخوان لن يوافقوا أبدا على المشاركة فى توقيع على بيان يرد فيه ذكر اسم مبارك، أو الدعوة لخلعه، وأضاف: نريد الاقتصار فقط على المطالبة بحل مجلسى الشعب والشورى فى مظاهرات 25 يناير».
هؤلاء هم الإخوان.. لا ينظرون إلا لأنفسهم ومنهجهم وأيديولوجيتهم.. فهل نتعظ؟!!
