أكدت عواطف عبد الدايم الطشانى، وكيلة وزارة الثقافة والإعلام والمجتمع المدنى، أنه لا توجد أى قيود داخل ليبيا على أداء الإعلام على عكس فترة حكم العقيد الراحل معمر القذافى الذى كان يقيد عمل الإعلام، مشيرة إلى أن كل القوانين التى كانت تقيد حرية العمل الإعلامى هى شبه معطلة الآن، أو معطلة بالكامل.
وأشارت عواطف الطشانى لـ"اليوم السابع" إلى أن الإعلام الليبى بعد الثورة شهد نقلة نوعية تعتبر امتدادا لدور الإعلام فى الثورة، معتبرة أنه كان له دور بارز وفعال فى إنجاح ثورة الشعب الليبى ونضاله، وإلى نص الحوار:
- كيف تصفى وضع الإعلام الليبى بعد ثورة 17 فبراير وخروجه من مرحلة الانغلاق إلى الانفتاح؟
الإعلام الليبى بعد الثورة شهد نقلة نوعية، حيث كان من المعروف أن الإعلام قبل الثورة منغلق وصاحب الرأى الواحد والتوجه الوحيد، وهو توجه ورأى النظام، لكن فى هذه الفترة ومع بداية الثورة كان الإعلام مصاحبا لها، بمعنى أنه كانت لدينا جبهة إعلامية مصاحبة للجبهة الميدانية، وإلى حد نجح الليبيون فى هذا الأمر بالرغم من أنهم ليسوا أصحاب ريادة فى المجال الإعلامى، لكن الثورة الليبية فجرت طاقات شبابية إعلامية حقيقية، وكان للإعلام دور بارز وفعال فى أنجاح ثورة الشعب الليبى ونضاله.
أنا شخصيا أستطيع أن أعطى للإعلام الليبى نسبة 50% من وسائل دعم الثورة، لأن وجود الإعلام كان له دور كبير فى نجاحها، وحاليا بعد نجاح الثورة هناك انفتاح إعلامى كبير فى ليبيا، فعلى سبيل المثال كانت هناك صحف حكومية فقط فى عهد النظام السابق، لكن الآن هناك صحف خاصة والعديد من القنوات الفضائية المستقلة بالإضافة إلى القنوات المملوكة للدولة، ونحن نسعى من جانبنا كوزارة جديدة وكجهة تنظيمية فى مراحلنا الأولى فبالتأكيد الفكر الإعلامى سيكون منفتحا.
- فى رأيك كيف يمكن الانتقال من الإعلام الليبى العائلى إلى إعلام دولة؟
بالطبع كان الإعلام الليبى إعلاما عائليا بمعنى الكلمة، فكان من المستحيل جدا أن يتردد فى الإعلام اسم أى شخصية سواء كانت سياسية أو رياضية أو فنية، وكان محظورا على مقدمى البرامج والإعلاميين أن يصفوا أيا من هذه الأسماء، لأن الاسم الوحيد لديهم هو اسم العائلة والنظام والعقيد، فنظرة الشعب الليبى حاليا للإعلام منفتحة.
وكان محظورا على وسائل الإعلام نقل كل الأحداث التى كانت تحدث فى ليبيا، لدرجة أننا كنا مغيبين ولم نكن نعرف ماذا يحدث من تطورات فى ليبيا، وكان محرما على الإعلام نقل أى تظاهرات أو فعاليات سواء فنية أو سياسية سوى تلك التى تخدم فكر النظام السابق، لكن الآن مع الحراك السياسى الذى تشهده ليبيا ومتابعة وسائل الإعلام لهذا الحراك أصبح المواطن الليبى على اطلاع بكل ما يحدث فى الدولة.
- هل هناك توجه لدى الحكومة الليبية الجديدة لإصدار قوانين لتعديل الوضع الحالى للإعلام القائم على الاشتراكية وملكية الدولة فقط؟
نحن الآن فى فترة انتقالية فمسالة إصدار قوانين جديدة محل جدل، لكن فى المقابل كل القوانين التى كانت تقيد حرية العمل الإعلامى هى شبه معطلة الآن، أو معطلة بالكامل، والإعلام الليبى مرئى أو مقروء أو مسموع يمارس دوره كمستقل، ونحن كحكومة نتعامل معه ونقدر خصوصيته ولو أنه يتناول فى بعض الأمور أمورا قد لا نرضى عنها، لكن فى المقابل نحترم حرية الإعلام، ونراها ظاهرة صحية ولقد كان من أهم مطالب الثورة هى التعديدية فى الآراء.
- هل هناك أى قيود على العمل الإعلامى فى ليبيا؟
لا توجد أى قيود فقوانين الإعلام بصفة عامة معطلة كما قلت، ومن السهل جدا إشهار صحيفة أو قناة فضائية دون أى تدخل من الحكومة الانتقالية، وهناك على سبيل المثال تزايد مستمر للقنوات الفضائية الليبية الخاصة.
هل لديكم تخوفات من ضخ أموال أجنبية فى الإعلام؟
أكيد، وهذا أمر طبيعى، فنحن دولة لها سيادة، ومسألة ضخ التمويل قد يخدم أى سياسة خارجية مضادة للسيادة الوطنية.
- هل رصدتم أى ضخ لمثل هذه الأموال؟
حتى الآن لا.. وبصفة عامة فإن الإعلام الليبى على وعى وإدراك بخطورة هذا التمويل إن وجد، لأنه كان يعانى من استعمار لأربعة عقود ويقدر خطورة التعامل مع الأجندة الأجنبية.
كيف تقيمين ما حدث فى إقليم برقة بإعلان الفيدرالية؟
ما حدث فى برقة أمر لا يرتقى لمستوى التقسيم، فليبيا بالكامل يربطها نسيج اجتماعى واحد لذلك من المستحيل تقسيمها، فهناك علاقات مصاهرة تربط كل الليبيين من الشرق والغرب ومن الشمال للجنوب، ولذلك من المستحيل جدا تقسيم ليبيا.
ما حدث فى برقة هو عبارة عن موقف لمجموعة من الأشخاص لا يتجاوز عددهم الآلاف، ومن المستحيل أن يكون موقفا هؤلاء يمثل موقف أهالينا فى الشرق الليبيى، فالليبيون عندما انتفضوا ضد القذافى فى كافة أرجاء لبيبيا كان شعارهم واحد وأن ليبيا واحدة ولا تقسيم لليبيا، فهذه الثورة هى ثورة شعب بالكامل.
ونحن كليبيين لم نلتفت لهذا الأمر ولا يمثل أى هواجس لدينا، خاصة أن الرد جاء سريعا من خلال مؤتمر وطنى عقد فى مدينة مصراتة التى حالت دون تقسيم ليبيا، وكانت رمزل للوحدة الوطنية، فصمود مصراتة هو الذى كسر ظهر القذافى، لذلك جاء المؤتمر بعد 24 ساعة من إعلان الفيدرالية فى إقليم برقة هو أكبر رد بأن ليبيا واحدة.
- فكرة التقسيم تسيطر حالياً على الإعلام الغربى والعربى.. كيف تتعاملون مع هذا التوجه؟
الغرب ليس من مصلحته تقسيم ليبيا، لأنه إذا كان له مصالح اقتصادية فى ليبيا مثل عقود وشركات، فمن مصلحته أن يتعامل مع وحدة واحدة، ولا يتعامل مع جزء دون الآخر.
- لكن هناك تسريبات إعلامية عن التقسيم شبيه بسايكسبيو الجديدة؟
لا صحة إطلاقا لهذا الأمر، وللأسف الشديد الإعلام الليبى حاليا متواضع جدا ولم تتوافر له كل الإمكانيات ليرتقى للمستوى المطلوب الذى تتطلبه المرحلة الحالية، وهو ما جعل من هذه الشائعات والتسريبات تتردد من حين لآخر.
- ما فرص التعاون الإعلامى بين مصر وليبيا؟
سيكون هناك تعامل متبادل بين مصر الجديدة وليبيا الجديدة على جميع المجالات، فالمصريون أساتذة فى جامعاتنا وأطباء فى مستشفياتنا، وبالتأكيد سنستفيد منهم فى الجانب الإعلامى بالتأكيد سيكون لمصر دور تنمية الإمكانيات والقدرات الإعلامية فى ليبيا.
وكيلة وزارة الإعلام الليبية: قوانين تقييد الإعلام فى ليبيا معطلة
الإثنين، 21 مايو 2012 03:46 م