قال وضاح خنفر، المدير العام السابق لقناة الجزيرة القطرية: إن هذه الأوقات التى تمر بها مصر حاسمة فى انتقالها نحو الديمقراطية. وأضاف فى مقال له بصحيفة "الجارديام" البريطانية: إن انتخاب رئيس إسلامى يضمن انفصالاً عن الماضى، لكن يجب أن تحدد القضايا الاقتصادية وليست الأيديولوجية أجندة الحكم.
وتحدث خنفر فى البداية عن المناظرة الرئاسية الأولى من نوعها فى العالم العربى بين عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى والتى أجريت قبل عشرة أيام، وقال إنها كانت فريدة فى حد ذاتها، لأنه على مدى عقود كانت الجماهير العربية تستمع إلى زعيم واحد ومرشح واحد، لكنهم الآن يشعرون بأن الديمقراطية قد تحققت حقًّا.
وتابع قائلاً إن الناس يشعرون أيضًا بأن رئيسهم القادم أيًّا كان من هو لن يكون هبة من الله أو زعيمًا يجب أن تضحى الجماهير له بالروح والدم، بل يعتقدون أنه بشر عادى مثلهم، يُحقق معه وربما يختار أن يقدم إجابات مباشرة فى بعض الأحيان وأن يكون مراوغًا فى أحيان أخرى. وفى النهاية سيختارونه بإرادتهم الحرة ووفقًا لقناعاتهم الخاصة.
وتحدث خنفر عن أبرز مرشحى الرئاسة فى مصر، وهم عمرو موسى وأبو الفتوح وثالثهما مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسى، وقال إن موسى ربما يحصل على أكبر عدد من الأصوات فى الجولة الأولى لكن من غير المتوقع أن يفوز فى الجولة الثانية. ومن غير المرجح بنسبة كبيرة أن من سيصوتون لمرسى وأبو الفتوح فى الجولة الأولى سيصوتون لموسى فى الثانية، بل سيتوحد الناخبون الإسلاميون خلف مرشح واحد إسلامى سواء كان مرسى أو أبو الفتوح. وبالتالى يبدو أن رئيس مصر القادم سيكون إسلاميًّا وهو ما يضمن انفصالاً عن الماضى. وفضلاً على ذلك سيحمى الانتقال نحو الديمقراطية. لكن لو تم انتخاب موسى، يقول خنفر، فإن القوى الثورية ستعانى من انتكاسة كبيرة وستكون العلاقة بين الرئاسة والبرلمان متوترة. ليس كذلك فقط، بل إن الجيش سيستمر فى الهيمنة بشكل أو بآخر، وهو ما قد يورط مصر فى نزاعات ويبعدها عن التحول نحو الديمقراطية.
وضاح خنفر: انتخاب رئيس إسلامى فى مصر سيضمن انفصالاً عن الماضى
الإثنين، 21 مايو 2012 01:07 م