مثقفون: الإسلام يدعم أسس المواطنة ولا يؤيد الدولة الدينية

الإثنين، 21 مايو 2012 02:24 م
مثقفون: الإسلام يدعم أسس المواطنة ولا يؤيد الدولة الدينية الدكتور أحمد زايد
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد المشاركون فى ندوة هيئة الكتاب أن السلطة فى الإسلام سلطة مدنية فى الأساس، وأن الإسلام ضد الدولة الدينية ولا يدعمها، وأن الفكر الإسلامى يعبر عن حرية التفكير والرأى، وقالوا إن الإسلام يحمى حقوق الإنسان بصفة عامة، وإن أسس فكرة المواطنة لا يتنافى مع الإسلام، جاء ذلك خلال الندوة التى نظمتها هيئة الكتاب برئاسة الدكتور أحمد مجاهد، لمناقشة كتاب تاريخ الإمام محمد عبده الصادر عن هيئة الكتاب فى سلسلة تراث النهضة، وشارك فيها الدكتور مصطفى لبيب والدكتور أحمد زكريا الشلق والدكتور عبد العاطى محمد.

وقال الدكتور أحمد زايد مدير الندوة إننا فى أشد الحاجة الآن لاستدعاء التراث لتحقيق نهضة جديدة، وإن النهضة دائما تعنى القيام والانطلاق، وإذا استقى المجتمع شيئاً من الماضى يستقى ما يبعث على النهضة، ويستوحى روح العقل والبصيرة، وينظم الحياة وفقا لمبادئ العدل والمساواة، وينظم الحياة فى أفق قانونية، ليصبح للقانون السيادة حين نختلف، وإن المشكلة فى النهضة المصرية هى الانقطاع، وإنها لم تسر فى خط مستقيم وتعثرت كثيرا.

وقال مصطفى لبيب إن الإمام محمد عبده هو مجدد الفكر الإسلامى دون منازع ورائد الفكر المصرى، وهو الذى أبذر فكرة الفكر الفلسفى فى مصر، وإن الفكر الإسلامى يعبر عن حرية التفكير والرأى، وهذا ما يجعل المسلم مسلماً، وإن الدين يكتمل بالعقل، والقرآن يحقق مصالح كل الناس على اختلاف دين، وقال إن تفسير الإمام محمد عبده للقرآن الكريم يعد من أهم التفاسير القرآنية، كما عنى محمد عبده بقضيتين خطيرتين، الأولى هى علاقة الدين بالعلم، ومازالت هذه المشكلة تلح علينا ولم نحسمها، وقد حسمها محمد عبده، وقرر أنه لا خصومة بالمرة بين الدين والعلم، وأن العلم تمام للإيمان الدينى، والقضية الثانية هى الدين والمواطنة، وقال الإمام محمد عبده إن الإسلام يحمى حقوق الإنسان بصفة عامة وأسس فكرة المواطنة، وإن العمل على تزكية هذه الفكرة لا يتنافى مع الإسلام.

وقال عبد العاطى إن محمد عبده كان معنيا بمشروع النهضة عموما، وكان هناك جموداً فى الفكر الإسلامى، وقد عمل الإمام على تخليص الفكر الإسلامى من هذا الجمود من خلال مدرسته العقلانية المستنيرة، وفتح الفكر المصرى على الليبرالية الغربية دون أى حرج.

وأوضح أن من يتأمل هذا الفكر العريض عند محمد عبده يجد الكثير مما يمكن الاستفادة منه فى الوقت المعاصر، حيث كان اهتمامه الأول بالتعليم ووجد محمد عبده نفسه منغمسا فى السياسة، وقدم للمصريين فكرا عريضا جدا عن قوانين المدنية الحديثة، وكيف أن القانون هو المقابل العكسى للقوة، وهو الذى يهذب البشرية، تحدث الإمام محمد عبده أيضا عن المواطنة والصالح العام، وتحفيز المصريين على الارتقاء بمصر فى شتى المجالات والتضحية فى العمل العام، وقال الإمام إن الإسلام ضد الدولة الدينية ولا يدعمها، والسلطة فى الإسلام سلطة مدنية فى الأساس وليست قائمة على الدين على الإطلاق، ولا يوجد مجال لطرح الإسلام السياسى، فالليبرالية المصرية تدين لمحمد عبده فض الاشتباك فى هذا الصدد، كما أعطى حرية إرادة مطلقة فى التفكير وليس العقلانية فحسب، وكان له مشروع فى تجديد الفكر الإسلامى، وكان محمد عبده يميل إلى تنشئة البشر وإعدادهم وتهذيبهم بالعلم والأخلاق، ولم ينحز للمنهج الثورى فى التغيير ولكنه من أنصار الإصلاح.

وأشار أحمد زكريا الشلق، رئيس تحرير سلسلة تراث النهضة، إلى أنه حينما كلفه "مجاهد" بعمل سلسلة عن تراث النهضة خاصة بالكتب التى أثرت فى نهضة مصر، فكان أول ما خطر على ذهنه هو الإمام محمد عبده، وسوف نقدم فى السلسلة رواد النهضة، وكيف كان هناك فكر ليبرالى واشتراكى، ولم يكن هناك تيار يهاجم تيارا آخر، وتعايشت جميع التيارات فى تيار عام تصب جميعها فى النهضة المصرية وفكر الحداثة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة