ارتخاء أو ارتجاع الصمام الميترالى أحد أمراض صمامات القلب، وهو مرض شائع بين النساء أكثر من الرجال، كما يمكن أن يكون هذا العيب موجوداً منذ الولادة؛ ويوضح دكتور أحمد السواح استشارى أمراض القلب بالمعهد القومى للقلب قائلا، إن هذا المرض يحدث بسبب طول وليونة الصمام الميترالى، يتحرك إلى داخل الأذين الأيسر أثناء انقباض البطين الأيسر، وقد يكون الارتخاء شديدا مما يؤدى إلى ابتعاد الصمامات عن بعضها البعض بدلا عن كونها محكمة الإغلاق وهذا ما يسمى بالارتجاع.
ويتكون الصمام الميترالى من وريقتين أمامية وخلفية؛ متصلتين بحلقة الصمام من جهة، ومن جهة أخرى بأوتار تنتهى بعضلات حلميه تمنع انزلاق الوريقات أثناء انقباض القلب، مع العلم بأن الوريقة الأمامية أكبر من الوريقة الخلفى، وتنشأ هذه الحالة نتيجة عدم قدرة الصمام الميترالى على الانغلاق الكامل فى فترة انقباض البطين الأيسر، مما يترتب عليه تسرب كمية من الدم عائدة من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر، وبالتالى قلة كمية الدم الإجمالية التى يضخها البطين الأيسر إلى الشريان الأورطى ومن ثم إلى الدورة الدموية الكبرى.
ويتم تشخيص الصمام الميترالى المرتخى عن طريق الفحص الإكلينكى، بالإضافة إلى فحص القلب وصماماته بالموجات فوق الصوتية والدوبلر.
والذى يعتبر من أفضل وأهم الفحوص الطبية، فعن طريقه يتم معرفة حالة الصمام الميترالى بدقة، وكمية الارتجاع وحجم غرف القلب ووظائفه وخاصة البطين الأيسر، وهذا يمكن الطبيب المعالج من اختيار الوقت الملائم لأى تدخل لإصلاح الصمام أو تغييره.
القسطرة القلبية وقسطرة الشرايين التاجية: وهذا النوع من الفحص يحتاج إليه المريض الذى تجاوز الأربعين من العمر، وذلك حتى يتم استبعاد أمراض تصلب الشرايين التاجية وتضيقاتها، كذلك إذا كان الارتجاع الميترالى بسبب احتشاء قلبى فإن قسطرة الشرايين التاجية تكون لازمة وذلك لتعيين مناطق الانسداد والتضييق فى هذه الشرايين تمهيدا لإصلاحها.
تعتمد الأعراض المرضية على شدة الارتجاع، كذلك على وجود أمراض قلبية أخرى؛ فإذا كانت كمية الارتجاع بسيطة فالمريض هنا عادة لا يشكو من أعراض واضحة كثيرا، بل إن تشخيص هذه الحالات يكون قد تم بمحض الصدفة عن طريق الكشف الإكلينكى من أجل الحصول على وظيفة، أو لإجراء نوع من العمليات الجراحية.
وأسباب ارتجاع الصمام الميترالى متعددة فمنها ما يتعلق بالصمام نفسه مثل ارتخاء الصمام وتكلس الورقات والحمى الروماتيزمية المزمنة والتهاب الصمام البكتيرى وبعضها يتعلق بتوسع الحلقة مثل حالات فشل القلب وأمراض شرايين القلب.
وترجع خطورة الارتجاع الميترالى :
إنه أكثر أمراض الصمامات انتشارا حيث إنه من الإحصاءات الطبية حوالى 20% ممن هم فوق الخمسين سنة لديهم إحدى درجات ارتجاع الصمام الميترالى وأكثر ما يتحاشاه أطباء القلب فى حالات الارتجاع الميترالى هو ضعف عضلة القلب وتوسعها، والمعضلة أنه إذا لم يتم تداركها مبكرا فقد يكون ذلك الضعف دائما حتى لوتم إصلاح الصمام ولذلك فالاكتشاف المبكر له دور كبير فى علاج مثل هذه الحالات، أما توسع عضلة القلب فهو محاولة لتعويض الدم المرتجع إلى الأذين وفى نفس الوقت لتخفيف الضغط على الأوردة الرئوية، ومن ضمن مضاعفات الارتجاع أيضا هو توسع الأذين الأيسر وبالتالى ازدياد احتمالية الرجفان الأذينى وارتفاع ضغط الدم الرئوى وأخيرا فشل الجانب الأيمن للقلب.
ومن الأسئلة المعتادة هل من الضرورى أخذ المضاد الحيوى قبل عمليات الأسنان فى مرضى الارتجاع الميترالى؟
خلافا لما يعتقده أغلب المرضى (ومازال بعض الأطباء كذلك) أثبتت الأبحاث الحديثة أنه ليس من الضرورى إعطاء المضاد الحيوى قبل عمليات الأسنان فى مرضى الارتجاع الميترالى، ويعتقد كثير من الناس أن ارتخاء الصمام الميترالى هو ارتجاع الصمام الميترالى والحقيقة أنهما مصطلحان مختلفان تماما فارتخاء الصمام هو مجرد تراجع إحدى ورقات الصمام أو كليهما إلى الأذين خلال انقباض عضلة القلب أكثر من 2 ملم وقد يكون مصحوبا بارتجاع فى الصمام وقد لا يكون مصحوبا به، أما ارتجاع الصمام فهو تسرب الدم إلى الأذين خلال انقباض البطين بسبب مشكلة فى الصمام الميترالى على وجه العموم.
وبصفة عامة ارتجاع الصمام الميترالى فى الغالبية العظمى من المرضى مرض بسيط ولا داعى للهلع من تشخيصه وإنما يحتاج إلى متابعة من طبيب القلب لاتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب.
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
الاعراض اية