انقسام مصر إلى ثلاثة عشر جزءًا بعدد مرشحى الرئاسة وعدد المناصرين لكل مرشح لا يعبر بالضرورة عن فهمنا الصحيح لمغزى ومعنى الديمقراطية، إذ إن شرخًا عميقًا يحدث فى تلاحم هذا الشعب الذى اعتاد أن يفرح ويحزن معًا، فسرادقات العزاء والأفراح فى الشارع المصرى هى التعبير الحى لكيان الشعب المصرى، وبقدرة قادر تحولت السرادقات الجامعة إلى سرادقات انتخابية مفرقة، وتحول الرأى والرأى الآخر إلى منافسات لا تتسم أغلبيتها بالفروسية الشريفة، تمامًا كما كنا نشجع أندية الكرة فيذكر جماهير كل ناد الخصم بأبشع ما فيه من صفات، حتى المرشحون أنفسهم انساقوا خلف الرغبة فى كشف المستور عن خصومهم وفى تعريتهم وفضح أسرارهم وأمراضهم و"يوتيوباتهم" لعرض ماضيهم.. فهل هذا العرض غير المناسب احترام لأيديولوجية المرشحين الذين انقسموا إلى إسلاميين أوصاهم الإسلام بالخلق الرفيع وليبراليين حثتهم الليبرالية على حماية واحترام حقوق الأفراد!
وكان الأمل معقودًا على أن يقوم المرشحون بدور الملقن لمعنى احترام الرأى الآخر، ومعنى كلنا مصريون نريد مصلحة الوطن ولو فعلوا ذلك لتسربت تلقائيًّا شحنة التعصب وموجات أحادية الرأى لدى البعض وحلت محلها الرغبة فى معرفة برامج المرشح ومدى تمسكه بمصلحة الفرد والمجتمعن وحينئذ ستكون لدينا جميعًا الفكرة الواضحة الشاملة لمرشحهم الذى اختاروه بعمق تولد عن هدوء وطمأنينة فكرية بعيدًا عن هوى وتشنج أخلاقى لا يمت للعملية الانتخابية الديمقراطية بقريب أو بعيد، فالتريث ينتج عنه دائمًا النتائج الإيجابية، أما التعجل واتخاذ القرار بإثارة الجوارح فلن يصل بنا إلا إلى شعور بالندم، ولنا فى نتائج التعديلات الدستورية أكبر دليل على ذلك، فإن كنا نريد الآن إجراء تعديل على هذه التعديلات فكيف يكون الموقف إذا تعجلنا اختيار رئيس بدون تريث وتفكير عميق ودراسة مستفيضة.. هل ينفع أن نجرى عليه التعديلات بعد انتخابه؟
علم مصر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
فتحى برجوان
مثالية منعدمة
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدى عبد العاطى
سنة اولى
عدد الردود 0
بواسطة:
علياء
حلوة
حلوة يوتيوباتهم دى