قالت صحيفة "ميامى هيرالد" الأمريكية، إن حادث إطلاق النار فى الشيخ زويد بسيناء الأسبوع الماضى، رغم عدم سقوط ضحايا فيه، إلا أن حدوثه قبل أسبوع واحد فقط من الانتخابات الرئاسية يذكر بمدى الصعوبة التى يواجهها المسئولون فى تأمين 75 مركز اقتراع فى شمال سيناء، لاسيما فى مواجهة عنف الإسلاميين الذين لم يعد هناك ما يردعهم إلى حد كبير بعد سقوط مبارك، الذى أنهى الأساليب القاسية التى كان يستخدمها الأمن معهم.
ونقلت الصحيفة عن الشيخ عزام سينجر، الإسلامى المحافظ الراغب فى استخدام السلاح ضد ما يعتبره تأثير غير الإسلاميين، قوله إنه يعارض الانتخابات الرئاسية، مثلما كان معارضا من قبل للانتخابات البرلمانية، وأضاف أن هؤلاء الناس يريدون تطبيق قوانينهم الخاصة بدلا من تطبيق شرع الله، وهذا كفر، على حد قوله.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشيخ عزام، كما يناديه السكان المحليون، وأتباعه من "الجهاديين"، استخدموا الأسلحة لإنهاء مسيرة للمرشح الرئاسى حمدين صباحى قبل أن تبدأ، وقال عزام عن حمدين، "إنه اشتراكى ناصرى ولا نريده أن يروج أفكاره (الكافرة) هنا"، وهو ما دفع المرشح إلى نقل مسيرته إلى مدينة العريش.
ويقول عزام، الذى اعتقل العديد من المرات فى ظل حكم مبارك، إنه يمثل تطلعات السكان المحليين، ويضيف، "إننا أناس عاديون نريد التطبيق الكامل للشريعة فى كل مناحى الحياة"، ولن يقبل مجتمعنا أبداً رئيسا يوقع اتفاقيات مع العدو الإسرائيلى، ولن نرضى إلا برئيس إسلامى يخشى الله.
من ناحية أخرى، رصدت الصحيفة الإجراءات الأمنية المشددة أمام مديرية الأمن فى العريش، وقالت إنه برغم الحذر الشديد الواضح، إلا أن اللواء صلاح المصرى، مدير الأمن، نفى أن تكون سيناء تواجه أى تهديد أمنى أخطر من أى منطقة أخرى فى مصر، وقال إن أكثر ما يخشاه يومى الأربعاء والخميس المقبلين ليس العنف ولكن احتمال تواجد حشود كبيرة، ففى بعض مراكز الاقتراع يوجد حوالى 10 آلاف من الناخبين المسجلة أسماؤهم.
ورغم ذلك، إلا أن اللواء المصرى يتحدث عن بعض السمات التى تجعل سيناء عرضة لانفجارات عنيفة، منها أنفاق التهريب بين رفح وغزة، الحدود الحساسة مع إسرائيل، والتضاريس الجبلية التى تصعب من العمليات الأمنية والصلة بين بعض العناصر فى سيناء وحركات المقاومة الفلسطينية.
وتشير الصحيفة إلى توعد الأمن لعزام وأتباعه إذا ما قرروا تعطيل الانتخابات، وقال إن العنف سيواجه بإجراءات قوية، من جانبه قال عزام إنه لا ينوى تعطيل الانتخابات، لكنه ليس الوحيد فى سيناء الذى يعادى التأثيرات الخارجية.
ونقلت عن شخص آخر يدعى عياد الميناى، المحكوم عليه غيابيا بـ 125 سنة، على خلفية قائمة طويلة من الاتهامات تشمل تهريب الأسلحة والاعتداء على قوات الأمن، قوله إنه لا يهتم بالقانون ولا الدستور ولا الانتخابات ولا الرئيس، وقال لدينا نظام قبلى وما لم يحترم هذا النظام، فإن الحكومة لن تستطيع أبدا السيطرة على شبه الجزيرة.
صحيفة: بعض أعضاء قبائل سيناء لا يزالون يرفضون الانتخابات الرئاسية
الإثنين، 21 مايو 2012 12:39 م