عندما قرر الشباب فى يوليو 2009 أن يدفعوا بحمدين صباحى مرشحا رئاسيا شعبيا فى مواجهة ابن الرئيس المخلوع لإتمام مؤامرة التوريث فى الانتخابات التى كانت ستجرى بعد عامين من اتخاذ هذا القرار، فقد كان اختيار هذا الشباب رؤية ثاقبة ونافذة لمرشح لواحد مننا بحق وهو الشعار الذى رفعه الشباب عند اختيارهم لحمدين صباحى، وكان الشباب قد تجاوزنا فى أن يتحقق هذا الحلم لواحد من بيننا يتمتع بالعديد من الصفات الحميدة تبدأ بالوجه البشوش والقلب الشاعر الحالم والثائر للحق والمناصر للفقراء والمواجه للظلم والبطش والقاهر لليأس والحالم بالثورة وتحقيق العدالة الاجتماعية والمناصر للعروبة والمدافع عن الحرية والمتمسك بدينه الصحيح مع إيمانه الصادق بمدنية الدولة، فقد عرفته منذ أن واجه بشجاعة فائقة الرئيس السادات عقب انتفاضة يناير 1977 وهو يواجهه بفكـره ومبادئه التى لم ولن يحيد عنها يوما، ثم عرفته كمحام له رأيته وهو يواجه أفظع لحظات القهر وكيف يكون فى قمة صموده وصلابته والابتسامة الدائمة التى لا تفارق وجهه تشعر من يقف مدافعا عنه بالقوة، ومازلت أذكره وهو خارج من تعذيب لتوه جرى عليه بسجن طرة محلوق الرأس بعد أن تلقى الصنوف من ألوان التعذيب وكدت أجن من هذا المشهد، لكن ابتسامته التى تكشف عن رضاه الكامن فى نفسه لما يلقاه لأنه قد اختار الطريق الذى يعرف أنه يدفع ثمن اختياره له وألقاه أيضا المرة تلو المرة وهو يواجه هذا البطش والتعذيب والسجن، لكن المشهد الذى لم يفارقنى لحظة والذى وقع عام 1996 ولم أحدثه فيه حتى هذه اللحظة إذا كان هذا المشهد له أثر عميق فى نفسه اتجاهه جعلنى أكبر فيه إنسانيته العالية وإنكاره لذاته وتواضعه الجم، هذه اللقطة الإنسانية كانت تتعلق بزميل عزيز على قلبى وقلبه كان قد مرض مرضا شديدا، وكنا نذهب إليه بالإسكندرية مرة كـل أسبوع لنقضى بجواره كـل يوم خميس فى أحد المستشفيات حيث يرقد بها، وفى إحدى هذه المرات وصلت متأخرا عن الموعد فدخلت الحجرة التى ينزل بها هذا الزميل العزيز فإذ بى أفاجأ بحمدين صباحى وقد افترش الأرض وأمسك قدم هذا الزميل الذى كان يصرخ ويتألم من شدة الألم الموجع يدلك له قدميه كى يصل ويتدفق الدم إليها، فوقفت عاجزا أن أفعل مثله مندهشا من قدراته فى أن يأتى بأفعال تعبر عن مشاعره فلم أتمالك نفسى إلا بعض دموع أردت أن أحبسها حتى لا يلاحظ هذا الصديق أننى أشفق عليه، لكنه التقط هذا الإحساس الذى جال بخاطرى قائلا هذا هو الفارق بينك وبين حمدين، فهو قادر على أن يترجم مشاعره بأفعال لكنك تكتم مشاعرك داخلك وتحبسها، وبعدها بأيام قليلة رحل إلى رحمة الله هذا الصديق، لكن بقى هذا المشهد فى ذاكرتى لا يبارحها لحظة أبدا وكلما رأيت حمدين أتذكر ما حدث نحو هذا الصديق.
لقد أكبرت فيه مشاعره النبيلة وأحاسسيه الراقية وأدركت إدراكا تاما أنه الوحيد القادر على أن يحقق حلمنا جميعا الذى عشنا سنوات طويلة نحلم به وندرك أنه بعيد المنال وصعب التحقق، لأن الطرق كانت غير ممهدة والأسباب غير قائمة حتى قدم الشهداء أرواحهم وأصيب الآلاف منهم كى نستطيع أن نحقق هذا الحلم وأن يكون واحد مننا بحق يملك القدرة على هذا فباسم مئات الشهداء وآلاف المصابين وملايين الحالمين أناشد أحبابا لى وأصدقاء مقربين منى أعلم أن لى مكانة لديهم ومنزلة تسمح لى تارة بحكم الصداقة وتارة أخرى بحكم كونى محاميا للأول والثانى منهم وهم الأصدقاء الأعزاء والأساتذة أبوالعزالحريرى والمستشار هشام البسطويسى والزميل العزيز خالد على أهيب بهم أن يتكرموا ويتقدموا بالتنازل عن الترشيح حتى لا تتفتت أصوات الكتلة الثورية والكتلة المدنية بين فصيل يجمعهم شرف النضال وشرف الثورية صونا لدماء الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين أن تضيع ثورتهم هباء ويسطو على الرئاسة من هم أعداء الثورة أو على الأقل من غير المؤمنين بحق بمدنية الدولة فى إطار مستهدف لقيام دولة دينية أو دولة خلافة، لا سيما بعد مؤشرات التسويق للمصريين فى الخارج.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود سعيد
د عبد المنعم أبو الفتوح ....والاستاذ حمدين صباحى الوحيدين التى تتصف دعايتهم الانتخابية بال
أؤيد د ابو الفتوح واحترم بشدة الاستاذ حمدين صباحى
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد الغر
من النهارده يا مصر صوتك معدتشى حزين جينا ومعانا رمز الوطن حمدين
عدد الردود 0
بواسطة:
Moh Italia
لا للفلول ولا للناصريين
عدد الردود 0
بواسطة:
nano
ورد الجناين
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عسران المحامى
دوس على كل الصعب وسير يا حمد ين ,''وطير يانسر مصر الجميل
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد الاسكندرانى
حمدين صباحى واحد مننا
حمدين صباحى واحد مننا
عدد الردود 0
بواسطة:
me
حمدين صباحي واحد منكم
عدد الردود 0
بواسطة:
وهبه
واحد مننا
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد حميده
مصرى زينا
عدد الردود 0
بواسطة:
bassam
مع إحترامي للأستاذ حمدين صباحي
لكني سوف أنتخب الدكتور محمد مرسي ان شاء الله