أكد عمرو موسى مرشح رئاسة الجمهورية على أن الشعب لا يريد الرئيس الذى يأتى كى يتعلم أولا متطلبات هذا المنصب، ثم يكمل باقى مدته، وإنما هناك حاجة إلى رجل دولة معروف جيدا لدى الشعب ويحظى بتأييده، موضحا أنه ليس بالضرورة أن تكون الأغلبية 99% وإنما هى كل ما يفوق الـ50%، وأن الأغلبية المطلقة التى كان يتمتع بها النظام السابق وحزبه (بالتزوير) انتهت تماما.
وقال موسى خلال مؤتمر جماهيرى عقد مساء أمس السبت، بكوم حمادة بالبحيرة، "إن الفقر ولقمة العيش هما المشكلة الأولى فى مصر، ويتوازى معها كرامة المواطن، ولابد أن نتقدم، ولابد أيضاً أن نستعيد القوة والعزة والكرامة المصرية، والعيش يعنى التقدم الاقتصادى، والكرامة تعنى البناء الاجتماعى وعودة مكانة مصر ورفعتها، والتحدى لنا جميعا ونحن له، وعندما أقول إحنا أد التحدى أقصدنا جميعا كمصريين، وأراهن على المواطن المصرى الذى يعرف أوضاع البلد، ويريد رجل دولة يقود البلاد فى وقت عصيب.
وأضاف موسى، "أن العيب الأكبر للنظام السابق هو غرور القوة، وهذا يعطى ثقة زائدة فى النفس والنظام السياسى، ويؤدى لعدم اكتراث، والشعب لم يعد مستعدا لتقبل أى شىء بسهولة، وقد رأينا هذا عند اختيار اللجنة التأسيسية حين رفضها الناس، ولذلك أرى أن أبدأ بالتفاهم مع الأغلبية لأنه لا يصح أن نتجه لصدام أو نتمتع باختلافاتنا وننسى إعادة بناء مصر".
وأوضح موسى خلال مؤتمر آخر اختتم به جولته الانتخابية مساء أمس بالبحيرة، أنه عندما ترى الأغلبية أن الرئيس يعمل من أجل توافق وعمل ستكون أول المرحبين، وعندما ينتخب الرئيس فهو حائز لثقة الشعب وهنا يأتى دور الكفاءة، والحق فى التعبير وحرية التعبير لابد أن يحترم، بعد انتخاب الرئيس المفروض أن يحدث هدوء، ولو حدثت مظاهرات فهذا يندرج تحت بند حرية التعبير، وإذا تظاهروا ضد إرادة الشعب فلابد أن يوفدوا أشخاصا للحوار مع الرئيس للتعبير عن مخاوفهم واعتباراتهم.
وشدد موسى قائلا "أحذر الشعب من الذين يجمعون بطاقات الرقم القومى فى الأرياف والقرى والعشوائيات، وهذا للتجهيز لعملية تزوير معينه مربوطة بالعملية الانتخابية".
وأضاف موسى خلال أيام، "يتوجه شعب مصر العظيم لصناديق الاقتراع ليس لاختيار شخص يثق فى وطنيته وإخلاصه وخبرته وقدرته على قيادة دولة بحجم مصر فحسب، ولكن لتقرير مصير أمتنا واختيار طريقنا للديمقراطية والرخاء والكرامة والحرية واليوم، أصبحت الاختيارات واضحة، فإما أن نضع مصر على أول الطريق نحو تحقيق أهداف الثورة، وتحويل الثورة إلى دولة بديمقراطية حقيقية، واقتصاد قوى ومنافس، ومكانة لنا فى العالم نستحقها ومؤهلين لها، أو ندخل - لا قدر الله - فى دوامة قد لا نخرج منها لسنوات أو عقود قادمة، نتيجة مفاهيم وأساليب تقيد الانطلاقة المصرية وتدخلنا فى دوامة من النزاعات الداخلية، بل والإقليمية".
وتابع موسى، "نعم، نستطيع أن نجتاز الأزمة الحالية للوصول إلى مصر جديدة، مصر مزدهرة، مصر آمنة، مصر نشطة ومتحركة ومبادرة، مع رئيس لديه الرؤية والبرنامج للتحرك بمصر إلى الأمام... رئيس لديه القدرة والإرادة لإنجاز هذه المهمة".
وأعرب موسى عن ثقته فى أن الرئيس القادم سيكون رئيسا مدنيا، وحينما يتم تسليم السلطة إليه، فسيكون هو الرئيس الحاكم، وسيكون هو المسئول عن جميع شئون الحكم وإدارة البلاد، مشددا على أن طبيعة النظام الحاكم لن تكون ديكتاتورية كما كانت من قبل.
وتعهد موسى بتحقيق أمن المواطن واستعادة شعوره بالطمأنينة، بإنهاء حالة الفوضى الأمنية وإعادة الانضباط، فى ظل معادلة جديدة من سيادة القانون وتفعيله، وصون كرامة المواطن واحترام حقوقه وحرياته، والبدء الفورى فى إعادة هيكلة وزارة الداخلية والارتقاء بمهنية جهاز الشرطة وكفاءته.
وأكد موسى، على أن مشكلة الأمن مشكلة أساسية يرتبط بها الاقتصاد، وهى فى الأساس مشكلة ثقافة وسياسة، لأن الأمن هو فكر النظام، ولابد أن يكون الأمن هو أمن المواطن والبلاد وليس أمن النظام، فالشرطة مهمتها حماية وتأمين الشعب وليس قهره لحساب النظام، ولابد أن لا يسمح الأمن بفرصة لانتشار البلطجة، وستعود الشرطة من خلال إعادة تأهيل أقسام الشرطة المحروقة والمهدمة.
وتحدث موسى فى المؤتمر عن واجبات الرئيس القادم واحتياجات الشعب المصرى فى المرحلة المقبلة ، قائلا ''إن النظام السابق ترك البلاد فى وضع لا تحسد عليه، وأن الإحصائيات والمؤشرات عن معدلات الفقر والجهل والبطالة مقلقة للغاية، ولذلك فإن الشعب المصرى فى حاجة إلى من يرى فيه الجدية، وأن يكون معروفا وله تجارب سابقة، وأن يكون لديه قدرة على مخاطبة الشعب والشعوب الأخرى فى المنطقة وفى العالم بأكمله، ويستطيع أن يقود المسيرة نحو المستقبل''.
وقال موسى، " يجب ألا نخدع بنداءات لا تستهدف الوطن والبناء"، مطالباً الجميع أن يقفوا صفاً واحداً لبناء وطنهم، كما أعاد الآخرون بناء أوطانهم وألا يخافوا أحداً ولا يقبلوا الإرهاب أو الترهيب.
وتعهد موسى بأنه فى حال فوزه بمقعد الرئيس، سيبذل قصارى جهده بدعم من أغلبية الشعب المصرى، بما فى ذلك حقوق الفلاح والعمال المرأة وتحديث مصر وإعادة بنائها وإعادة العلاقات مع سائر دول العالم، مشيرا إلى أن مصر لديها فرصة سانحة لتحقيق ذلك الآن أفضل من ذى قبل.
عمرو موسى: أحذر الشعب من الذين يجمعون بطاقات الرقم القومى فى القرى والعشوائيات.. النظام السابق ترك البلاد فى وضع لا تحسد عليه.. والشعب يحتاج لرجل دولة معروف
الأحد، 20 مايو 2012 01:33 م