من نختار رئيسا؟!

أكتب لكم هذه السطور وما زال اجتماع الهيئة العليا لحزب غد الثورة يناقش من سنختاره لنؤيده فى الانتخابات الرئاسية، أم سيكون لنا قرار آخر بعدم تأييد أى مرشح.

سألنى بعض زملائى بالغد، أثناء انعقاد اجتماع الهيئة العليا للحزب، أمس، سؤالا محرجا هو: من تنتخب رئيسا لو لم يؤيد حزب غد الثورة مرشحا بعينه.

لم أجد أن إجابتى عن هذا السؤال يمكن أن تندرج تحت لافتة الشأن الحزبى، بقدر كونها مقاييس معيارية للخيارات المطروحة علينا بطول وعرض الوطن لاختيار كل من يمثلنا، أويحكمنا.

إجابتى كانت أننى سأختار من يحفظ مكانة هذا الوطن، ويضيف إليه بالوجود فى صدارته.. ولا ينخفض بهذا الموقع.

سأعطى صوتى اليوم لمن يجمع ولا يفرق، لمن يكرس الحب والوفاء، لمن يؤمن بالعطاء لمصر أولا وأخيرا..

أعطى صوتى لمن يؤمن بأن الموقع ليس حكرا على من فيه، بل هو ملك لأجيال قادمة بوصفه حضنا واسعا لكل من يملك الإضافة لهذا الوطن..

اختيارى سيكون منحازا لشرف الكلمة، وثبات الموقف، ووضوح الرؤية.. فلن أعطى صوتى لكاذب، يكذب أكثر مما يصدق، أو يكذب كما يتنفس أو يصدق كذبه ويطلب من الآخرين أن يصدقوه..

لن أعطى صوتى لمن يقتنص كل فرصة لنفسه أولا!! ولا يفكر أن يترك الفرصة لغيره!! لمن يسأل ضميره أخيرا..

سأعطى صوتى - فقط - لمن يعلى شأن هذا الصوت إذا حالفه الحظ ونجح، ومن يعلو بهذا الصوت فوق الصغائر والصغار، إذا لم يوفق.. فيكمل مسيرة العمل من أى وكل موقع يشغله ليؤكد أنه كان يستحق صوتى!!.

سأختار من بين 13 مرشحا كل مرشح يعرف أن معركته الأولى هى معركة مصر من أجل التغيير والحرية والعدل والكرامة الإنسانية، ولن أختار من يتوهم أن معركته هى شخصية!! موجها أسلحته لصدور إخوانه وظهورهم!!.

صوتى سأعطيه لمن ارتفع صوته دائما من أجل مصر وحريتها وحقوقها وكرامتها، لا من أجل شهوة الصوت العالى، أو فن المزايدة على الآخرين.

سأعطى صوتى لمن يعمل بكلتا يديه من أجل وطنه لا من يعمل بيد ويهدم ما يفعله الآخرون باليد الأخرى.

صوتى لن أحجبه عن شخص يخطئ.. ويعترف بالخطأ، ويصوبه!! فأنا لا أخشى على وطن أو شخص يراجع نفسه، ولا يتردد فى الكشف عن أخطائه وعيوبه ليصححها، فيطهر روحه، ويجدد خلاياه أولا بأول.

وحدهم العقلاء والراشدون.. هم الذين يدركون الشعرة الفاصلة بين الحماس لتدارك بعض ما فات من أخطاء وبين هدم كل شىء بالأكاذيب والشائعات والاختلاقات!!.

وحدهم العقلاء والراشدون.. هم الذين يعرفون الفارق بين التحالفات الحزبية والسياسية والتشكيلات العصابية!!.

وحدهم العقلاء والراشدون.. هم الذين يتسامحون من أجل وحدة الصف، ولا يشقون الصفوف من أجل تحالفات ومناورات وتوازنات صغيرة تخصم من اليوم وتهين الغد!!.
سأعطى صوتى لكل مرشح يتميز بالعطاء والتواصل مع الناس والشارع ولا يتميز بالتقاطع مع إخوانه وزملائه!!.

سأعطى صوتى لكل من يؤدى وجوده للتنوع - وليس الخلاف والشقاق - لكل من يؤدى وجوده للعطاء والثراء والعمل من أجل غد أفضل لوطن أرحب وأكثر حرية وعدالة وقبولا بالآخر.