لا شك أن التحديات التى تواجه الثورة المصرية تجعلنا خائفين عليها وتدفعنا للبحث والتفكير فيما نستطيع تقديمه من أجل هذه الثورة السلمية التى أبهرت العالم، فقد اعتمدت الثورة منذ بدايتها على الاحتجاج السلمى واستخدمت وسائل التغيير السلمية واعتبرها الثوار عصب هذه الثورة ولكن وبعد ما يقرب من 15 شهرا على قيامها تمكن من وثقنا فيهم ودفعناهم إلى السلطة من إجهاضها والحد من الزخم الثورى ونسف الحراك الثورى من داخله فلا يصح والحالة هكذا الاعتماد على نفس التكتيك دون تطويره أو تغييره. لأنه عندما يصبح من السهل جداً على النظام المستبد التنبؤ بخطط الثورة يتحول المتظاهرون لحصاد سهل لآلة القمع الفكرى والتشويه الإعلامى.
إن عدم التجديد والابتكار فى هذه اللحظة مع ظهور الحاجة الشديدة له قد يضعف أو يحد من قاعدة المشاركة الشعبية، وهناك أساليب اخترعتها شعوب ثائرة فكانت شاهدا على الإبداع اللامحدود الكامن فى طرق المقاومة المدنية والتى تترك النظام المستبد خائر القوى. فإذا كان النظام يرهب الجماهير بالاعتقال فيمكن أن تسعى الجماهير للاعتقال طوعا بدلا من الهرب منه فتهجم على مركبات الاعتقال فتحتلها وتتجمع الحشود الكبيرة على أبواب السجون تريد دخولها لأنها هى أيضا تطالب بجريمة الحرية فيتحول الاعتقال من أداة للقمع إلى أداة للمقاومة!
بالتجديد والابتكار تمكنت شعوب عديدة ثارت على أنظمة مستبدة فسلط عليها قمع شديد من تطوير مقاومتها المدنية والصبر على تضحياتها النبيلة حتى نجحت فى قطع الدعم عن النظام المستبد وتفكيك القوى الموالية له ليسقط فى النهاية كورقة خريف ذابلة. وفى حالتنا المصرية مارس النظام أساليب عده نجح من خلالها فى تجميد أى نشاط ثورى والفصل بين أى عمل ثورى وبين المشاركة الشعبية وكانت ممارساته تتمثل فى الآتى:
1- تشويه أى عمل ثورى وربطه بالانفلات الأمنى.
2- التشويه الأخلاقى للثوار أنفسهم ووصفهم بالبلطجة والتهور وعدم إعلاء مصلحة البلاد العليا وأنهم ممولون وأصحاب أجندات.
فأصبح من الواجب علينا كثوار ووطنيين خائفين على هذه الثورة وفى هذه اللحظة الحرجة ابتكار أفعال ثورية تنموية نهضوية، هذه الأفعال كفيلة بتغيير أدوات المعركة وعودة الزخم الثورى إلى الشارع واكتساب الثوار المصداقية والقبول لدى القاعدة الشعبية العريضة وهو ما يهدد إمبراطورية الاستبداد ويكفل إسقاط هذا النظام واقتلاعه من جذوره، وإن كنا نريد النجاح لهذه الثورة فإنى أرى الخلاص فى أن نقوم بإيجاد رابط بين أى أفعال ثورية وأفعال نهضوية تنموية، نعم أعتقد أنها فكرة من الجنون والخيالية بمكان ولكن إن كنا نريد النجاح فها هو طريق الخلاص ولدى فكرة فى هذا الإطار :-
ألا يوجد من بين الثوار من هم خريجو كليات الآداب والتربية ومدرسو اللغات ؟ لماذا لا يكون اعتصامنا السلمى يشمل حلقات تعليمية لن تكلفنا أى شىء يذكر؟ ويتم الدعوة لهذه الحلقات التعليمية التى يقوم بالتدريس فيها أساتذة اللغات المتطوعين لطلبة الثانوية العامة أثناء مسيرات تتحرك فى العديد من الشوارع والحارات. هذا الفعل إذا تم بالصورة المناسبة كفيل بتغيير نظرة المجتمع إلى الثوار وإكساب الاعتصام حالة من النشاط الدائم حيث إن هذا الفعل سيرفع عن كاهل الآباء معاناة الدروس الخصوصية مما يدفعهم للتعاطف مع الثوار والمشاركة معهم والإيمان بمدى طهارة القضية وسمو الأهداف ونبل المقاصد، فعل كهذا سيجعل الآباء الذين كانوا يمنعون أبناءهم من المشاركة فى أى أفعال ثورية سلمية يجعلهم يشاركون فيها بأنفسهم.
أخيراً: يجب أن ينزل الثوار إلى الناس ويحترموا عقولهم ومعاناتهم إن كانوا يريدون لهذه الثورة الاستمرار.
ميدان التحرير
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
نور الدين مديري ابو المجد
لك الله يا مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
نور الدين مديري ابو المجد
لك الله يا مصر 2