عمر الأيوبى يكتب : "غيبوبة" البنانى وضياع المنتخبات

لا أجد تفسيرا للتجاهل الشديد من الدكتور عماد البنانى، رئيس المجلس القومى للرياضة، لحالة الفوضى التى يعيشها اتحاد الكرة من عشوائية فى القرارات واضطرابات فى استعدادات المنتخبات الوطنية وتجميد الأنشطة ووقف الحال الكروى بشكل عام.

بعد قرار الدكتور كمال الجنزورى، رئيس الوزراء بإقالة مجلس إدارة الجبلاية برئاسة سمير زاهر، عقب مذبحة بورسعيد، ظل البنانى صامتا سكنا وكأن الأمر لا يعنيه وترك أكبر وأهم اتحادات الرياضة المصرية بدون مجلس يستطيع القيادة ولو بشكل مؤقت، وكانت أمامه حلولا كثيرة أسهلها تعيين لجنة لمدة 3 أو 6 شهور تمهد لإجراء انتخابات لاختيار مجلس إدارة منتخب.

البنانى تعامل مع الأمر على طريقة عبده "روتين" وأتجه للوائح "العقيمة" بتولى المدير التنفيذى أنور صالح، مقاليد الحكم رغم أنه رجل لا يجيد هذه اللعبة ومؤهلاته أنه شاطر فى الحسابات، فدفعت الكرة المصرية الثمن لهذا الجمود من البنانى وأصبحت المنتخبات تواجه المجهول والفوضى، فالمنتخب الأول يسبح ضد التيار معسكراته عشوائية ومبارياته الودية هزيلة وببلاش، والمنتخب الأوليمبى نسى جهازه الفنى ولاعبيه حلم الاوليمبياد ودخل دائرة الشبهات بإهدار المال العام والفائح الجنسية، وحتى منتخب الشباب يواجه النسيان وكل هذا والدكتور بنانى لا يدرى ولا يرى ولا يتكلم وكأن الأمر لا يعنيه.

وإذا كان رئيس المجلس القومى للرياضة يعتقد خطأ أن هناك احتمالات أخرى، فنقول له الكرة هى عصب الرياضة ومصدر التمويل فى الأندية الكبيرة للصرف على الألعاب الأخرى وتوقف النشاط يهدد مصير العديد من الألعاب بأندية الأهلى والزمالك الإسماعيلى والاتحاد السكندرى.

مستر بنانى، فى كل بلدان العالم الكرة هى العمود الفقرى للرياضة وليس المهرجانات والبروتوكولات والاحتفالات، فلابد من انتفاضة سريعة وتحرك عاجل، لإنقاذ الموقف فى هذه الفترة الانتقالية التى تعيشها مصر، فالمنتخب الأول يحمل أحلام المصريين بالوصول لكأس العالم 2014 وأمم أفريقيا 2013، والفريق الأوليمبى أمامه تحدى الاوليمبياد فى لندن وتجميد النشاط الكروى "كارثة" وخراب بيوت للأندية والرياضيين، والحل النموذجى هو تعيين مجلس إدارة مؤقت من رموز الكرة المصرية لمدة 3 شهور له كافة الصلاحيات حتى موعد إجراء الانتخابات.