أيام قليلة تفصل شعب عانى منذ مئات السنين من القهر والذل والإذلال عن يوم مشهود أيام قليلة تختزل فيها معاناة سنوات طويلة ليس لها عدد كان شعبا مفعولا به ولم يكن فاعلا، استمرأ حكامه امتطاء ظهره والتعامل معه على أنه مطية.. شعب لم يقصر يوما فى الزود عن أرضه.. رماله وطينة لا يوجد شبر منهما لم يرتوى بدمائه التى لم تشفع له عند حكامه لأن يمكنوه من حقوقه البسيطة التى طالما حلم بها.. حلم الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.
هذا الحلم البسيط يتلاعب به الكثيرون لايريدون أن يتركوا هذا الشعب المنكوب فى حاله ليكون له حرية الاختيار، سلط عليه الإعلام من هنا وهناك يتلاعب بفكره وأفكاره.. هناك من يروج للبعض على حساب البعض.. يخوفون البعض من البعض الآخر.. يلونون الكلمات والمواقف.. يلبسون الحق بالباطل والباطل بالحق.. يستغلون الهفوات والسقطات للبعض للترويج للبعض الآخر الذى لم نره يوما معارضا ولا متخذا موقفا ولا مناصرا للبسطاء والمساكين.
أين كان بعض من يروجون لهم من عهد ضاعت فيه حقوق المواطن من تعليم وصحة والحصول على مسكن فعاش الملايين فى المقابر وفى العشوائيات وفى أحضان الجبال ليقضوا فى أنهيارها و يقضى البعض غرقا وبردا وهم يفرون من ظلمها وقحطها وبخلها.. أين كانوا من عبارات غارقة ويد ممسكة تتركهم كالهوام المرة تلو الأخرى ولاحسيب ولا رقيب .. أين كانوا من قطارات محترقة ومن مياه ملوثة ومما لا يتسع له صفحات.
أين كانوا من قوانين لا تطبق إلا على البسطاء والمساكين أما ما عاداهم فالقانون نمر من ورق لايهش ولاينش.. بلعوا ألسنتهم وسكتوا واستمتعوا بتواجدهم الدائم وبمنح وعطايا كبير المغارة.. لم نرهم يوما مع فقراء ومساكين هذا الشعب يشعرون بآلامه ويمدون أيديهم له بالعون والعطف والتعاطف.. وضعوا أنفسهم فى بروج عالية فرأوا العامة أقزاما لا حقوق لها إلا مايلقوه لهم من فتات يعتقدون أنه يسد رمقهم.. انتشرت الرشوة والفساد وقلة الذمة والضمير التى أصبح سبيل ضعفاء النفوس لسد حاجة ذويهم.. ضاعت المثل والقدوة والمواطن البسيط يرى علية القوم لا يتوانون عن قنص الفرص وإستحلال المال العام جهارا نهارا فعملوا بالمثل القائل إذا كان رب البيت بالدف ضاربا.
لقد بلغنا سن الفطام ولن نخدع بعد اليوم.. لن نرى إخوانا لنا رأيناهم بيننا فى المحن وفى الكوارث أياديهم ممدوده.. عانوا ماعانوا.. فمنهم من حاربوه فى معاشه ومنهم من اضطهدوه ومنهم من أعتقلوه
وسجنوه.. لن نراهم أعداءا لأن البعض يخاف من نجاحهم ومن أن تجىء لهم الفرصة لإثبات وجودهم.
لأيهم من نختار ومن أى تيار المهم هو ألا يلعب بأفكارنا ويتلاعب بأقدارنا بالادعاء على الشرفاء بالباطل.. لنختار من نشعر أنه مننا نستطيع أن نجلس معه ولا يتعالى علينا أكل من طعامنا وعايش محننا وشعر بشعورنا رأيناه بيننا.. يعرف الغنى والفقير يعرف صاحب الجاه وصاحب الحاجة.. عرفنا وعرفناه فى كل الأوقات شخص لم يعرفنا فقط إلا وهو يقول لنفسه لو كان لك عندهم شيئا قل لهم يا سيدى.
ليكف الإعلام فى الأيام القادمة على الزن على الأذان والترويج للبعض.. والتخويف من البعض.. ارحموا شعبنا المنكوب الذى تحول على أيديكم من شعب إلى شعبولا.. الطريق أمامه غير واضح يعانى من الحيرة والريبة.. ارحمونا يرحمكم من فى السماء.
شعبان عبد الرحيم
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدي يوسف
مفعول به مسحول علي ظهره ...
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد محمود المالح
مشرق
المستقبل مشرق رغم الصعوبات
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد السيد (مدرس الرياضيات)
حد ياريت يفهمنى
عدد الردود 0
بواسطة:
فؤاد نوار
هناك علاقة
عدد الردود 0
بواسطة:
فارس
اطمئن يا دكتور طارق .. فشعب مصري واعٍ .. ولا تنطلي عليه ألاعيب النخبة
عدد الردود 0
بواسطة:
سلامة
إلى رقم 3 ، يا عم روح كمل نوم دنت وراك دروس خصوصية ياما
عدد الردود 0
بواسطة:
roma roma
ويساعدك الحظ ياللى تحسن التجعير...!!!!!!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
د هاني ابوالفتوح
ارحموا الشعب ولا الشعب المرحوم
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
ارحموا أنفسكم أيها الشعب ليكون الأمان لكم
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير احمد مشيمش
لاتقلق يادكتور ... شعبولا المصرى أصبح اكثر وعيا وفطنه ... ولن يلدغ ثانية