اليوم السابع فى قرية الرئيس المخلوع.. يريدون رئيساً "باراً" بأهله وشعبه.. وأصواتهم حائرة بين الفلول والإسلاميين.. تجربة الإخوان بالبرلمان ترفع أسهم شفيق وموسى وحمدين ضد مرسى وأبو الفتوح

السبت، 19 مايو 2012 12:54 م
اليوم السابع فى قرية الرئيس المخلوع.. يريدون رئيساً "باراً" بأهله وشعبه.. وأصواتهم حائرة بين الفلول والإسلاميين.. تجربة الإخوان بالبرلمان ترفع أسهم شفيق وموسى وحمدين ضد مرسى وأبو الفتوح الرئيس السابق حسنى مبارك
كتب إبراهيم بدوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم ما أبدته قرية كفر المصيلحة مسقط رأس الرئيس المخلوع حسنى مبارك بمحافظة المنوفية من تأييد للإسلاميين فى انتخابات البرلمان السابقة، تنتقل اليوم بهذا التأييد إلى مرشحين محسوبين على النظام السابق فى أول انتخابات رئاسية تشهدها بدون مبارك.

ومن أمام نادى كفر المصيلحة (حسنى مبارك سابقا) حيث تم تغيير اللافتة وتغطية اسم مبارك بعلم مصر، قال إبراهيم الجندى – صاحب محل دواجن "جربنا الإخوان فى البرلمان ولم يفعلوا شيئا ولا نريد أن نصبح فى دولة المرشد أو نتحول إلى باكستان أو أفغانستان".




ورغم التنظيم والحشد الجيد الذى تتمتع به التيارات الإسلامية أيام الانتخابات يقول ماهر عبد العظيم –39 سنة - عامل بمدرسة مصر الحرة (الزعيم حسنى مبارك سابقا) أن "فوز الإخوان فى مجلس الشعب كان مجرد تجربة ونريد رئيسا يخدم دولة وليس جماعة".




ويبدو التغيير واضحا فى توجهات بعض أبناء القرية التى تحظى بتواجد إخوانى كبير وتضم 7550 صوتا انتخابيا وتجرى بها الانتخابات الرئاسية فى لجنتين رئيسيتين بمدرسة عبد العزيز باشا فهمى أول وزير للعدل والأب الروحى لأبناء القرية ولجنة أخرى بمدرسة سعيد عطا الله حيث فاز مرشحو حزبى الحرية والعدالة والنور فى الانتخابات التشريعية الماضية.

ويقول سعيد عبد العزيز –بالمعاش - عن توقعاته لانتخابات الرئاسة "85 % هنا مع (.....)، ولا يصح الحصول على كرسى الرئاسة بشوية زيت وسكر" فى إشارة منه إلى معرض للسلع الغذائية مخفضة الأسعار برعاية الإخوان بجوار مسجد الشناوى بالقرية مضيفا "نريد رئيسا قويا وليس جاحدا لأهله مثلما كان مبارك".

وأثناء حديثنا، مرت إحدى سيارات الدعاية الانتخابية للمرشح عمرو موسى بميكروفونات تصيح بعبارات تصف موسى بأنه "فرصة مصر الذهبية" و"الرجل الذى تخشاه إسرائيل" بعدها يعلو صخب الميكرفون بالأغنية الشهيرة لشعبان عبد الرحيم التى كانت أحد أسباب زيادة شعبية موسى حين كان وزيرا للخارجية فى عهد مبارك وكانت أيضا أحد أسباب إقصائه إلى جامعة الدول العربية أمينا عاما لها.




توجهنا فى طريقنا إلى مسجد الشناوى ومعرض السلع "الإخوانية" وفى الطريق التقينا شابا يدعى أحمد محمود عمر 21 سنة بكلية الآداب قسم تاريخ قال "إن الحكومة لم تعط الإخوان أى فرصة للعمل ولا نريد أى فلول لأن النظام القديم لسه جواهم" مضيفا نريد رئيسا يخاف على مصلحة البلد ويكون عنده ضمير ويقضى على الرشاوى والمحسوبيات".




وعلى الجانب الأيمن من الشارع لمحنا رجلا مسنا يجلس أمام محل اكتست واجهته ببوسترات للمرشح المحسوب على النظام السابق أحمد شفيق وقال اسمى محمد عطية مروان 72 سنه بالمعاش وأضاف مشيرا إلى البوستر "سوف أنتخبه، لأنه عارف وخبرة وأى حد يقول عليه أى كلام مجرد بدعة وشغل انتخابات. وتابع: "نفسى تغيير فى كل حاجة وتحسين فى المعيشة".




وجذب عبد الجواد القاضى – 50 سنة طرف الحديث قائلا "مرشحو التيار الإسلامى نجحوا فى البرلمان بستار الدين ولن يتكرر ذلك بعد زيادة وعى الناس. وأضاف "مبارك كان لا يراعى شعبه ولو فعل الرئيس القادم مثله "هنركب التحرير من تانى".

وانعكست حالة التيه والحيرة التى تسيطر على معظم الناخبين تجاه مرشحى الرئاسة فى انقسام واضح بين آراء الطبقة المثقفة بقرية الرئيس المخلوع، فبينما يقف أحمد عبد ربه 33 سنة مدرس ضد كلمة فلول قائلا إن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح نفسه من فلول الإخوان وإن الإخوان أنفسهم كان لهم صفقات مع النظام السابق، يؤكد رائف حجازى 32 سنة – مهندس- أنه يريد رئيسا طاهر اليد، ومحايدا مع الجميع واستحالة أن يعطى صوته لأى مرشح له علاقة بالنظام القديم.

ويقول الدكتور حسين داوود بكلية التربية الرياضية جامعة المنوفية "نريد رئيسا "أدارجى" حتى لو كان أحسن الوحشين ولابد أن يكون متوافقا مع المجلس العسكرى منعا لأى انقلاب ولا يصح أن يتحدث البعض عن كفاح مسلح فى حالة فوز مرشح آخر وإلا سندخل فى دوامة".

وقبل مغادرتنا له قال الدكتور داوود "بالمناسبة هذه قرية عبد العزيز باشا فهمى وليس مبارك... مبارك تبرأنا منه"، انطلقنا بشارع أنور السادات الشارع العمومى بالحى المؤدى إلى مسجد الشناوى وفى الطريق دار حديث سريع مع اثنين من الشباب وائل منصور 29 سنة دبلوم تجارة وعلاء إبراهيم 22 سنه الأول قال إنه يؤيد عمرو موسى لخبرته وعلاقاته الدولية والثانى قال شفيق لأنه كان وزيرا ناجحا للطيران مضيفا "ليس كل الفلول سيئين واستحالة بعد الثورة أن يجرؤ أحد على استخدام نفس أساليب النظام القديم".

وداخل مسجد الشناوى التقينا محمد حسن عثمان -61 سنة- يتقاضى معاش 550 جنيها بعد 41 سنة خدمة بالشئون الإدارية بديوان محافظة المنوفية وقال ابنى من أوائل كلية العلوم دفعة 97 ولم يجد أى وظيفة فى الحكومة وأضاف جربنا الإخوان فى البرلمان وافتكرنا إنهم هيصلحوا البلد ولم نر منهم نتيجة".




وأكد عثمان وقوع مشادة كلامية مع خطيب الجمعة لإطالته فى الخطبة وحديثه عن الشرع والدين والسياسة بشكل اتضح منه دعمه المرشحين ذوى المرجعية الإسلامية مما أثار غضب بعض المصلين منه عقب انتهاء الصلاة.

وبجوار المسجد التقينا حسين مطاوع مرسى 58 سنة مكوجى وكان يشاهد المصارعة الحرة فى محله المتواضع وبابتسامه بسيطة قال عن الرئيس المنتظر "نريده رجلا يتقى ربنا فى الناس الغلابة" وأعرب عن دعمه مرشحا محسوبا على النظام القديم أيضا لافتا إلى أن شعبية الإخوان تراجعت كثيرا واتهمهم بالكذب باسم شرع الله واتباع "نظام الضحك على الدقون" مشيرا بإصبعه إلى معرض السلع الغذائية المدعمة وكان مغلقا.

رصدنا لافتة لمرشح الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسى أمام أحد المنازل الفاخرة تعلن عن استعداد الحزب لمساعدة الناخبين فى معرفة الرقم واللجنة الانتخابية "مجانا" وتبين أنها أمام المقر الرئيسى لحملة مرسى بالقرية وهو مقر مؤجر.

وداخل المقر وأمام جهاز كمبيوتر بجواره كشف تعلوه عبارة "حزب الحرية والعدالة حزب لكل المصريين" متضمنا أسماء الناخبين بالقرية، جلس فيصل هيكل 27 سنة - محاسب -يستقبل الأهالى لإرشادهم إلى اللجان الانتخابية وإعطائهم بطاقات تحمل اسم مرشح الحرية والعدالة وقال "الإقبال كبير جدا ونحن نساعد الأهالى مجانا ولا ننفرد بوجود اسم المرشح على البطاقة الإرشادية فالكل يفعل ذلك"، وأوضح ردا على اتهام البعض للإخوان بالكذب وعدم الإنجاز فى البرلمان قائلا إن مجلس الشعب سلطة تشريعية فقط واستطاع خلال 100 يوم إصدار تشريعات كثيرة وهامة منها الحد الأدنى للأجور والتأمين الشامل وغيرها إلا أن الحكومة لا تتوافق مع البرلمان ورصيد الإخوان من السلطة التنفيذية فى المحافظات أو المحليات صفر ولذلك لا نستطيع تنفيذ كل ما نريد للناس.

وعن وجود شعبية بالقرية لرموز محسوبة على النظام السابق قال فيصل "ليس غريبا أن يكون فى المنوفية أكثرية تساند الفلول ولكن الشعب أصبح لديه وعى سياسى ليفرق بين الحق والباطل".

وعن معرض السلع الغذائية وتزامنه مع الانتخابات أوضح "تمت إقامة المعرض ثلاث مرات منذ انتخابات البرلمان ولا يمكن جعله معرضا دائما لسببين لأن ميزانيته محدودة من تبرعات واشتراكات أعضاء الحزب وحرصا على مصدر رزق التجار من أصحاب المحلات الأخرى".

وحول استغلال الدين للتأثير على الناخبين بالانتخابات قال فيصل بعد جدل قصير إن الحزب واضح فى شكل الدولة التى يريدها وهى دولة مدنية بمرجعية إسلامية.

أنهيت حديثى مع فيصل قبل أن يهدينى نسخة من مشروع النهضة والبرنامج الانتخابى للمرشح محمد مرسى مع 30 سؤالا وإجابتها لما يدور من اتهامات وجدل حول حزب الحرية والعدالة فى الفترة الماضية منذ اندلاع الثورة وحتى اللحظة الحالية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة