نشرت مجلة الإيكونوميست البريطانية فى عددها الأخير تقريرا مطولا عن الانتخابات المصرية تحت عنوان "جمهورية مصر الثانية"، قالت فيه إن الرئيس الجديد أيا كان من هو سيواجه تحديات سياسية واقتصادية كثيرة للغاية.
واستهلت الصحيفة تقريرها بالحديث عن المناظرة التى أجريت الأسبوع الأمضى بين عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح، وقالت إنه على الرغم من أنها كانت "عوجاء"، فكان كل منهما يحاول التقليل من مزايا الآخر أكثر من اهتمامه بإبراز مزاياه الخاصة، إلا أن هذا الماراثون الذى استمر خمس ساعات كان تاريخيا. فلأول مرة يشاهد جمهور عربى تنافسا حيا على المنصب الأعلى على وجه الأرض.
ورأت الصحيفة أن المرشحين المتنافسين لا يمثلان فقط آراء معارضة، ولكنهما يعكسان خط الصدع الأكثر أهمية فى السياسة الإقليمية، والدراما التلفزيونية التى أجريت فى العاشر من مايو جعلت الناخبين فى مصر أمام خيار: هل يريدون جمهورية توجه التعاليم الإسلامية الخالدة، أم واحدة تحدد قواعدها المطالب المتغيرة للشعب.
وقالت الصحيفة إن المتحاورين فى تلك المناظرة ليسا بأبرز ممثلى السياسات المصرية التى تعانى من الاستقطاب فتحدثت عن مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسى الذى يفتقر إلى الكاريزما، والذى هو مضطر لتحمل النكات التى تلقى عنه باعتباره "المرشح الاستبن"، والأسوأ بالنسبه له إن جماعة الإخوان المسلمين قد تراجع تأييدها بعد فوزها بحوالى 40 من المقاعد البرلمانية.
من ناحية أخرى، توقعت الإيكونوميست أن يتعامل الناخبون مع الانتخابات الرئاسية بشكل مختلف تماما عن السباق البرلمانية. فالكثير من ثلثى الناخبين اختاروا الإسلاميين فى ديسمبر لم يفعلوا ذلك لأسباب دينية أو عقائدية، ولكن لأن الإخوان والسلفيين كانوا الأكثر تظيما وغير ملوثين بفساد الماضى وواجهوا معسكرا علمانيا ضعيفا ومنقسما، خاصة فى المناطق الريفية. ورغم أن الإخوان لا يزال لديهم القدرة على حشد مزيد من الناخين، إلا أن التفضيلات فى الانتخابات الرئاسية ربما يحكمها ما هو أكثر من كثير من المخاوف والتطلعات مثل الوجبات المجانية والانتقال بالحافلات إلى مراكز الاقتراع أو الوعود بخدمات محلية أفضل.
فعلى سبيل المثال من الملفت أن أبو الفتو ح رغم أن أداءه فى المناظرة كان أفضل من موسى، إلا أن أرقام تأييده تراجعت، وربما يعكس هذا فعالية الانتقادات اللاذعة من موسى له.
الإيكونوميست: الناخبون سيتعاملون مع الرئاسة بطريقة مختلفة عن البرلمان
السبت، 19 مايو 2012 10:01 ص