هشام الهلالى يكتب: دفاعاً عن أبوالفتوح

الخميس، 17 مايو 2012 04:58 م
هشام الهلالى يكتب: دفاعاً عن أبوالفتوح أبو الفتوح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شىء مؤسف تلك الحملات المسيئة لرجل بقيمة وتاريخ أبو الفتوح تتهمه بالتلون والخطاب المزدوج، ولو تأمل هؤلاء تاريخ ومواقف الرجل السابقة على الثورة لوجدوا أن هذا الاتهام محض افتراء، وأن مواقفه تشهد له باعتداله وتقبله لجميع التيارات السياسية والفكرية طوال تاريخه الطويل فى العمل العام، ودائما ما كان يعتبره الليبراليين واليساريين نموذجاً مختلفاً داخل جماعة الإخوان، وكثيراً ما شهدنا أزمات بسبب مواقف الرجل وتصريحاته التى كانت متقدمة على مواقف الجماعة... فهل نسى هؤلاء كل هذا؟

إن مواقفه السابقة هى الحَكم فى هذه المسألة، وهى التى ينبغى تأملها بعناية، فإذا كانت هذه المواقف تشهد له باعتداله وانفتاحه على الجميع فالرجل إذن صادق فيما يقوله من أن مرشح القوى الوطنية على اختلاف تنوعاتها، وإن كانت تشهد له بتطرفه وعدائه الواضح للمخالفين له فهو أذن متلون ويحق للجميع اتهامه بما شاءوا.

فهل يملك أحد شجاعة مراجعة مواقف أبو الفتوح بأمانة؟ وأنا متأكد أن المراجعة الأمينة لتاريخه ستثبت أن انفتاحه وتقبله للتيارات الأخرى ليس إدعاءاً كاذباً لجلب أصوات انتخابية، ولكنه حقيقة ثابتة لازمته طوال تاريخه الطويل فى العمل العام.

إن أبو الفتوح ابن للمدرسة الوسطية فى الإسلام، تلك المدرسة التى تعلى من قيم الإسلام العظيمة فى الحرية والمساواة ومقاومة الاستبداد والتسامح واحترام المخالف، والتى تفهم الإسلام بشموله ونقاءه وتجدده، والتى ترى فى الإسلام بقيمه ومقاصده ثورة على الاستبداد والفقر والجهل والمرض وإعلاء لشأن الإنسان وحقه فى العيش بحرية وكرامة مهما كان دينه أو عرقه.

إنها مدرسة محمد عبده والأفغانى ورشيد رضا ومصطفى كامل ومحمد الغزالى والقرضاوى وغيرهم كثير، والتى استلهمت مبادئها وقيمها تجربة اردوغان فى تركيا ومهاتير محمد فى ماليزيا.

تلك هى المدرسة التى يؤمن بها أبو الفتوح قولا وعملا، وتأييد السلفيين له هو تغير فى موقف السلفيين بعد خروج أبو إسماعيل وليس فى موقف أبو الفتوح، وتاريخ الرجل الأخلاقى والسياسى يبعده عن شبهة عقد صفقات فى الغرف المغلقة.

إن الأمانة تحتم على الذين يخوضون فى الرجل بالباطل أن يهدءوا قليلا ثم يراجعوا تاريخه وسيجدوه متسقاً مع نفسه وأميناً مع مبادئه وليس متلونا كما يزعمون.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة