مروة خليل محمد تكتب: ومن المناظرات ما قتل

الخميس، 17 مايو 2012 08:23 ص
مروة خليل محمد تكتب: ومن المناظرات ما قتل مناظرة أبو الفتوح وموسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأول مرة فى تاريخ مصر يلتف الشعب المصرى بمختلف أعماره واهتماماته حول شاشات التلفاز، ليس لمشاهدة مباراة كرة قدم تجمع المنتخب الوطنى مع منافس أخر فى تصفيات نهائية أو مباراة ختامية وإنما لمتابعة مباراة من نوع أخر تجمع طرفين كليهما يقدم نفسه للشعب ليختاره رئيسا.

نعم المناظرة تاريخية وغير مسبوقة لكنها برأيى جاءت على غير ما أُريد لها أن تكون، فلم يستطع الاثنان عرض برامج انتخابية واضحة ومناقشتها، لتمكين الناخب من اختيار الأفضل من حيث البرنامج وإمكانية التنفيذ، بل وجدنا أن المرشحين ظهرا بصورة شخصية بدت أوقع للمتابعين، وبالتالى فما كان خافيا أو بالأحرى ما أراد المرشحان إخفائه ظهر أمام الناس أو على الأقل استطاع المتابع أن يقرأ من المناظرة بعضا من نقاط الضعف فى الشخصية لدى كلا المرشحين، وهنا أبدأ بالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، باعتباره الطرف المنحاز للثورة والمشارك فيها فعليا على أرض الميدان وباعتقادى أن الدكتور عبد المنعم لم يظهر لنا بما يعبر عنه أو ما يرمز إليه، فقوة الثورة وحماس من قام بها وضراوة معاركها لم تنعكس على أداء السيد أبو الفتوح، وهذا ما أعطى الفرصة للسيد عمرو موسى لكى يظهر بمظهر الواثق من أدواته، وهو ما بدا واضحا فى طريقة وقوفه والمحاصر للسيد أبو الفتوح بتوجيه استفسارات وتساؤلات له بدت وكأن ملاكما يوجه ضربات متتالية لخصمه المستسلم تماما تمهيدا للضربة القاضية، إضافة إلى أن هذه التساؤلات كانت تفوح منها رائحة التهكم فى إلقائها وهذا ما كانت تنم عنه الحركة الجسدية للسيد عمرو موسى ونظرته للسيد أبو الفتوح عند توجيه السؤال له، وهو ما أتضح جليا عندما بدا الدكتور أبو الفتوح مستسلما، لاتهام السيد عمرو موسى، الذى أشار فيه إلى أن السيد أبو الفتوح كان من الداعمين للتصويت بنعم للتعديلات الدستورية وهو ما اعتبره السيد موسى "انقضاضا" على مبادئ الثورة مصدقا أنه كان ثائرا حقا محافظا على مبادئ الثورة لمجرد تصويته بلا للتعديلات وكأن ذلك وحده كفيل أن يجُب سنوات قضاها السيد عمرو موسى وزيرا للخارجية فى نظام مبارك وهو مشهد انقلبت فيه الحقائق بصورة تدعو للاندهاش والاستغراب حقا، أتصور أن السيد عبد المنعم أبو الفتوح، لم يعط هذه المناظرة الاهتمام الكافى فى التحضير لها مستهينا بخصمه لمجرد أنه كان منتميا للنظام السابق وهذا ما اعتمد على إظهاره فقط خلال اللقاء دون تفنيد حقيقى لمواقف السيد عمرو موسى التى عبرت وعكست سياسات مبارك فى الشأن الخارجى، وهنا أجد أن السيد عبد المنعم أبو الفتوح قد كرر نفس التجربة ذاتها فى مناظرته مع السادات فهو لم يفند أخطاء سياسات السادات، ولكنه اكتفى بالاعتراض فقط على منع الشيخ الجليل الإمام الغزالى من الخطابة، مكتفيا بنقد السياسة الإعلامية لدولة السادات وهنا يبدو لى كناخب أن السيد أبو الفتوح لديه قصورا واضحا فى تعاطيه مع الشئون السياسية ورؤيته الشخصية و قراءته لها.

أما السيد عمرو موسى، فعلى العكس عبر تماما وبصدق عما كان ممثلا له طوال فترة عمله فى الحقبة المباركية فقد ظهر متعاليا، متهكما على من يختلف معه، متجاهلا الحديث عن الثورة وشهدائها الذين أتاحوا له الفرصة أن يطرح نفسه مرشحا للرئاسة، محتكرا للمعرفة والخبرة دون منافسيه، ومتحدثا عن إنجازاته "الغير مسبوقة" فى الخارجية المصرية وكأنه يتهم الشعب المصرى أنه إذا لم يكن شاعرا من قبل بهذه الإنجازات فهذه هى مشكلة الشعب المصرى، وبدا السيد عمرو موسى، متناقضا عندما تحدث عن أن كل الأمور ستكون مطروحة على الشعب وبشفافية مطلقة فى حين أنه لم يعرض على الشعب نفسه ذمته المالية متعللا بأن كل ما يفيد ذلك أمام اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، ومن هنا يمكن أن نقول إن من سيدعم السيد عمرو موسى عليه أن يتوجه للجنة الانتخابات الرئاسية كى يستقى منها المعلومات الأساسية عن مرشحه "بمنتهى الشفافية"، أرى أيضا أن السيد عمرو موسى لم يكن فى قمة تركيزه، حيث أنه وبكل ثقة قدم إلينا معلومة جديدة لم نكن نعلمها من قبل وهى أن إيران دولة عربية ولا أدرى كيف لم ينتبه السيد عمرو موسى لهذه المعلومة الجديدة أهو حكم السن أم أن ذلك من فرط الثقة بالنفس، فالرجل يرى فى نفسه أن كل ما يقوله ويصرح به هو مسلمات بديهية.

الخلاصة أن هذه المناظرة لم تكسب أيا من طرفيها تفوقا على حساب الآخر وأزعم أنها قد تجعل الكثيرين يعيدون النظر فى دعمهم لكلا المرشحين.






مشاركة




التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد فايز

مروة خليل من على كوبرى قصر النيل

مروة خليل من على كوبرى قصر النيل

عدد الردود 0

بواسطة:

shmndora

شكرا

عدد الردود 0

بواسطة:

zizogoodspeed

اكثر من رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن عربي

أبو الفتوح هو الفائز بالضربة القاضية على موسى

عدد الردود 0

بواسطة:

حسين رأفت

أبو الفتوح

هو أنتي بتتكلمي عن مناظره ثانيه ولا إيه

عدد الردود 0

بواسطة:

نديم

احسنتي القول

عدد الردود 0

بواسطة:

تامر

لبس النظارة بالمقلوب

عدد الردود 0

بواسطة:

انسان

محمد أبوسويلم لا يصلح لرئاسة مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

واحدة من الناس

انا مشفتش المناظرة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة