عبدالعزيز مجاور يكتب: الرئيس القادم لمصر

الخميس، 17 مايو 2012 11:13 ص
عبدالعزيز مجاور يكتب: الرئيس القادم لمصر مليونية التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يدور فى رأسى هذه الأيام أمل وتساؤل، أما الأمل فهو رؤية مصر مستقرة آمنة جاذبة للاستثمار، وأما التساؤل فيتعلق بذلك، وهو: هل نتوقع استقرارًا بعد الانتهاء من انتخابات الرئاسة وتنصيب رئيس يعبر عن تطلعات الشعب؟

ومن وجهة نظر الكاتب فالمستقبل سيكون مظلمًا إذا افترضنا استمرارًا لحالة التخبط التى نعيش فيها هذه الأيام، والسبب الرئيسى فى هذه الأزمة والتخبط الذى نحياه ينحصر فى مشكلة كبيرة مفادها عدم انسجام السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، فنرى السلطة التشريعية تقر قانونًا فيرفضة أو يتلكأ فى التصديق عليه القائم بأعمال الرئيس المتمثل فى المجلس العسكرى أو لا تقوم الوزارة بتنفيذه، ونرى السلطة التنفيذية تقدم ميزانية لتسيير أعمالها وفق خطتها فترفضها السلطة التشريعية.

ونحن فى مصر لسنا بدعًا من الدول فى هذا الأمر، ففى حالة عدم امتلاك الرئيس الأمريكى المنتمى للحزب الديمقراطى لأغلبية فى الكونجرس ومجلس الشيوخ فإنه يفشل فى تنفيذ برامجه حيث يتم تعطيلها من قبل السلطة التشريعية المنتمية للحزب الجمهورى، وفى إحدى الدول الخليجية على سبيل المثال كل يوم نستيقظ على حل البرلمان وإعادة تشكيل الوزارة حتى أننى أصبحت لا أحصى عدد تلك الحالات فى العام الواحد، فثمَّ عدم استقرار بسبب اختلاف هاتين السلطتين وفى كل عام يتم حل مجلس النواب عدة مرات وإسقاط الحكومة مرات مماثلة.

ومصر تحتاج فى الفترة القادمة لحالة من الاستقرار الذى يؤدى لجذب الاستثمارات الهاربة، وتشجيع رأس المال الخليجى للاستثمار فى مصر بدلاً من استثماره فى أمريكا وجزر الهاواى.

نحن نحتاج رئيسًا لا يتصادم مع مجلس الشعب ويهدد بحله، ونحتاج رئيسًا يملك برنامجًا يساعده المجلس فى تطبيقه وليس تعويقه، أما من يتلاعبون بعقول الشعب بترويج عبارة (التكويش) فنقول لهم إن نموذج عدم التكويش رأيناه طوال الشهور الماضية، وما مشكلة الجنزورى وحكومته منا ببعيد.

ومن يروجون هذه العبارات هم أول الناس معرفة بأنه فى حال وجود رئيس ليس لحزبه أغلبية فى مجلس الشعب معناه التصادم وعدم الاستقرار وهو ما يبحثون عنه لتصدق معادلة مبارك الشهيرة (أنا أو الفوضى).

لهذا السبب الرئيس وبسبب وجود برنامج واضح مدحه المعارضون قبل المؤيدين لدى حزب الحرية والعدالة ومرشحه الدكتور محمد مرسى، ولمصلحة مصر واستقرارها فإنى أدعو الباحثين عن خير مصر واستقرارها لاختيار هذا البرنامج وهذا المرشح.

ولتستقر مصر مدة أربع سنوات بعيدًا عن سحب الثقة وحجبها من الوزارة وحل المجلس المنتخب والدخول فى دوامة لا تنتهى، ثم بعد هذه السنوات الأربع يكون للشعب وقفة تقويم لرئيسه ومجلسه، وعندها أيضًا سأدعو شعب مصر لاختيار رئيسه من الحزب الذى يشكل نوابه غالبية مجلس الشعب لتنعم مصر بالاستقرار بعيدًا عن السحب والحجب والحل، فهذا هو الرئيس الذى تحتاجه مصر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة