«أنتم تظلمون الشعب عندما تتعاملون معه على أنه كتلة واحدة أو قطيع بلا عقل، لماذا يفترض السياسيون والإعلاميون أنهم وحدهم الذين يعرفون، بينما الشعب لا يعلم، مع أنهم جزء من الشعب بكل تناقضاته وأفكاره وآرائه السياسية. لقد أثبت الشعب كثيرا أنه صاحب رؤية تفوق السياسيين أحيانا، ولا تنسوا أن الشعب ليست له أغراض غير الستر والرزق والحرية، بينما السياسيون لكل منهم أغراض فى السلطة أو المكاسب المختلفة».. كانت هذه رسالة تلقيتها من مواطن يسمى نفسه «واحد من الشعب المنسى»، تعليقا على ما يجرى فى السياسة من صراعات دائرة قبل الانتخابات الرئاسية. أما «أبوالسباع» فقد أرسل لى قائلا: «كل واحد مؤيد لمرشح يتحدث عن فوزه لكى يوهم الناس بأن له أغلبية فى الشارع، دون أن يوضح لنا أسباب اختياره لهذا المرشح، وكأننا فى مولد وصاحبه اللى هو الشعب غايب.. الشعب يريد أن يسمع أسباب تأييدكم لهذا أو غيره».
نماذج من التعليقات تأتى فى الوقت الذى تجرى فيه عملية التصويت فى الخارج بطريقة شبه علنية، ويصر كثيرون على إعلان اسم المرشح الذى انتخبوه، وينشرون صورهم وهم يحملون صورة المرشح الذى اختاروه. واللافت للنظر أنه لايوجد اتفاق بين أفراد العائلة الواحدة على مرشح معين، فقد نشرت أسرة لزوج وزوجة صورتها، والزوج يحمل صورة حمدين صباحى، والزوجة تحمل صورة أبوالفتوح، وكل منهما صوّت لمرشح يفضله، وكلاهما كان يبتسم.
نفس القصة نشرها مواطن مغترب على «فيس بوك» مع عائلته، قال إن أباه اختار محمد مرسى، وأمه اختارت أحمد شفيق، وأحد أشقائه وزوجته رشحا حمدين، وشقيقه الآخر صوّت لأبوالفتوح، وعمه صوّت لموسى، وزميله وإخوته الشباب اختاروا خالد على. ولو صح كلام المواطن فإن العائلة توزعت أصواتها بين كل المرشحين.
داخل كثير من الأسر المصرية يختلف الأب مع أبنائه، والأم مع بناتها، والأشقاء فيما بينهم، دون أن يصل الأمر إلى حد الحرب والصراع، وهو مؤشر على أن الناخبين ربما كانوا أكثر وعيا بالديمقراطية من السياسيين المحترفين، حتى لو كانوا يتعرضون كل يوم لقصف إعلامى يشوش أفكارهم، ويلخبط حياتهم، ضمن حرب تشويه ومشتمة تخلو كثيرا من العقل والمنطق.
وطبعا هؤلاء المواطنون الديمقراطيون ليسوا هم كل الصورة، لكنهم يكشفون عن إمكانية اختلاف دون حرب، بل حتى الفقراء أنفسهم ليسوا جميعا أدوات مفعولا بها، وكما كتب لى أحدهم: «أنتم تتعاملون مع الفقراء على أنهم يبيعون أصواتهم، ولاتعرفون أن منهم من يتعففون ويرفضون هذا ويملكون حرية القرار والتصويت، منهم من يتأثر ومنهم من يريد الأفضل، ولا تنسى أن كثيرين من شهداء الثورة والمشاركين فيها كانوا فقراء»، ويضيف: «أحيانا يكون الشعب أكثر ديمقراطية من السياسيين».
هذه بعض آراء الناس فى السياسة والانتخابات، يقولونها ويمارسونها، بطريقة أكثر ديمقراطية من السياسيين وطلاب السلطة، فهل نسمعهم.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
نادر
امل ع الصبح اتفق معك
عدد الردود 0
بواسطة:
ساهر
ياريت يكون كده
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد على
قمة الديكتاتوربه
عدد الردود 0
بواسطة:
medhat mostafa
دوله النظم
عدد الردود 0
بواسطة:
ربيع فلسطين
الديمقراطية وسقوط الدكتاتوريات