خالد صلاح
خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": ساندرا نشأت.. شجاعة السباحة ضد التيار
الخميس، 17 مايو 2012 07:57 ص
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما إن تجلس على مقعدك فى السينما لتشاهد فيلم « المصلحة»، حتى يطل عليك المشهد الافتتاحى لمجموعة من لواءات الشرطة، وضباط الأمن المركزى، ورجال مكافحة المخدرات يصلون الظهر جماعة على أرض مطار عسكرى، استعدادا لحملة أمنية على أباطرة المخدرات، الصراع بين الخير ممثلا فى الشرطة حيث يعمل «أحمد السقا» وشقيقه «أحمد السعدنى» ضباطاً فى الداخلية، والشر حيث يحكم « أحمد عز» امبراطورية لزراعة البانجو وتهريب الحشيش اللبنانى إلى البلاد، وفى تفاصيل الدراما يسقط السعدنى شهيدا، ليبدأ السقا رحلة الانتقام من قتلة أخيه، ومن هؤلاء الذين يبيعون السم بين شباب البلاد.
هذا الفيلم، بهذه الوقائع، قد ينزل بردا وسلاما على ضباط الداخلية، ورجال مكافحة المخدرات، وقيادات المباحث التى تعمل على استعادة الأمن، وعلى مقاومة الانهيار المعنوى الذى لاحق رجال الشرطة بسبب جرائم ما قبل الثورة، لكن الفيلم قد يدخل بمؤلفه البارع وائل عبدالله، وبمخرجته المبدعة ساندرا نشأت فى دوامات من الجدل السياسى، وأعاصير من المزايدات الحزبية والتنظيمية للفريق الذى لا يرى هذه الصورة الملائكية فى رجل الشرطة، والتيارات التى تبتغى عقاب كل رجل أمن بالزى الرسمى على جرائم ارتكبها حفنة من القيادات بالوزارة، تلاقى الآن مصيرا مجهولا داخل السجون، وأحكاما بالسجن فى قضايا جنائية ومالية.
من جانبى.. أتوقع هذا الجدل، وقد لاحظته بالفعل فى اللحظة التى خرجت فيها من بوابة السينما فى صحبة عدد من الصحفيين الذين لم تعجبهم الصورة النضالية التى ظهر عليها أحمد السقا، هذا الضابط الذى نسى أمه وزوجته وحياته الخاصة من أجل الانتقام من تجار المخدرات، ومقاومة العصابات المنظمة فى سيناء، هؤلاء الصحفيون الأفاضل لم يعجبهم أيضا مشهد الصلاة على أرض المطار، وكأن الشرطة تؤمن بدين غير هذا الذى يؤمن به سائر المصريين، وكأن الصلاة هى فضيلة لا يعرفها رجال الأمن، ولا ترد على خاطر رجال الشرطة.
الجدل وقع إذن منذ اللحظة التى انتهى فيها العرض الخاص للفيلم، وأتصور أن الجدل قد يمتد لاحقا بعد بداية العرض الرسمى فى ظل مناخ سياسى عام، لا يفتح القلب لبداية مرحلة من التسامح، ولا يفتح الأفق لإعادة البناء وفق أسس جديدة.
أظننى هنا أنحاز لشجاعة ساندرا، ووائل عبدالله، فلا أخفى إعجابى بشجاعتهما معاً، إذ إنهما لم يغيرا حرفا واحدا من السيناريو بعد الثورة لمغازلة جانب من المشاعر الغاضبة التى تريد الانتقام من الشرطة ليلا ونهارا، كلاهما، المخرجة والمؤلف، انحاز للنص الذى التزم به قبل الثورة، ولم يلونا رؤيتهما الفنية ليدخلا إلى ساحة المزايدات على الكثير من الشرفاء من رجال الشرطة، ولم يفرطا فى الرسالة الأهم، وهى حكم دولة القانون، إذ إن مصير هذا «الشرطى الطيب» كان السجن فى نهاية الفيلم، بعد أن ارتكب خطأ الانتقام من مقتل أخيه بعيدا عن حكم القانون.
فالفيلم ليس عملا جيدا ورائعا فحسب، ولكنه عمل شجاع، وعمل وطنى مهم، لأنه حرص على التمييز بين الجهد الوطنى الذى تبذله إدارات متعددة فى جهاز الأمن مثل المباحث الجنائية، ورجال مكافحة المخدرات، بل والأكمنة الدورية على الطرق السريعة، وبين المجموعات الفاسدة التى أطاحت بالبلد بكامله، وليس بسمعة وزارة الداخلية وحدها.
تحيتى لمخرجة شجاعة، ومؤلف مبدع، وتحيتى أيضا لفريق عمل من كبار النجوم، قال كلمته بوضوح، ودافع عن قيمة يؤمن بها فى وقت نحتاج فيه إلى كلمة حق، لا ترتعش أمام مزايدات لا تحقق المصلحة الوطنية.
وليهنأ رجال الشرطة الشرفاء بفيلم يصلح كثيرا مما أفسده قادة الماضى.
ولتسعد عائلات رجال الشرطة بهذا العمل الفنى، هذه العائلات التى تعيش فزعا دائما، مرة على أبنائها الذين يؤدون الواجب فى حماية أمن مصر، ومرة أخرى من الصورة المقيتة التى صارت تلاحق الجميع بخطايا لم يكن كل هؤلاء الرجال طرفا فيها.
أنا أؤيد هذه الرسالة التى يحملها فيلم «المصلحة».
المصلحة.. هى مصلحة مصر فى النهاية.
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عابر سبيل .. Aaber Sabil
وانا اعيييييييييييييط
عدد الردود 0
بواسطة:
معتز
هقول لحضرتك على حاجة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
تمام
عدد الردود 0
بواسطة:
مارى نصيف
برافو
عدد الردود 0
بواسطة:
Usama Al Nakeeb
حفظك الله يامصر
عدد الردود 0
بواسطة:
هاني محمد
تحياتي لرجال الشرطه والجيش
عدد الردود 0
بواسطة:
شريف وجدى
تحية كبيرة للمؤلف الصادق الامين المحب لمصر خالد صلاح
عدد الردود 0
بواسطة:
محي
الكلام ده لا يعجب الاخوان اللي عاوزينها والعه لحد ما ياكلوها والعه
والعه
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
من الافضل ان يقوم شرفاء كل جهاز بتطهير جهازهم من الفاسدين - هذا هو البناء الحقيقى
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سليم
مقامرة أتمنى أن تكون محسوبة جيدا