الباعة الجائلون يسيطرون على جميع مداخل مخارج التحرير.. البلطجية يعملون ليلا وينالوا قسطا من الراحة نهارا.. الأجهزة الأمنية تعمل فى الخفاء وتلقى القبض على أعداد منهم فور خروجهم من الميدان

الخميس، 17 مايو 2012 03:15 م
 الباعة الجائلون يسيطرون على جميع مداخل مخارج التحرير.. البلطجية يعملون ليلا وينالوا قسطا من الراحة نهارا.. الأجهزة الأمنية تعمل فى الخفاء وتلقى القبض على أعداد منهم فور خروجهم من الميدان صورة أرشيفية
كتب محمود عبد الغنى وهانى الحوتى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"عشوائية مفرطة" هذا أنسب وصف لما يشهده ميدان التحرير خلال هذه الأيام بعد فض القوى الثورية لاعتصامها بالميدان، والذى يتحول دائما عقب مغادرة المتظاهرين والمعتصمين إلى ما يشبه بالأسواق نهارا ومنطقة محظورة ليلا، وذلك بعد سيطرة الباعة الجائلين على جميع مداخل ومخارج الميدان، بالإضافة إلى تواجد البلطجية بمنتصف الميدان وأمام مجمع التحرير والذين يعملون ليلا وينالوا قسطا من الراحة فى ساعات النهار.

ويشهد الميدان فى ساعات الظهيرة حالة من الشلل المرورى بجميع أركانه، نظرا لغياب رجال المرور والذين لم ينزلوا الميدان منذ عدة أشهر واكتفوا بالعمل بشوارع وسط البلد، بالإضافة إلى ميدان "سيمون بولفار" القريب من الميدان، حيث لوحظ وجود حملة من رجال المرور يقومون بتسجيل المخالفات للسيارات التى تقف فى الصفوف الثانية، وبالاقتراب منهم وسؤالهم عن السر فى عدم قيامهم بمهام عملهم بميدان التحرير الذى يبعد عنهم قرابة 300 متر، قال أحد الضباط والذى يحمل رتبة رائد "نحن هنا مكلفون بالعمل بميدان سيمون بولفار والعمل بميدان التحرير يحتاج لقرار سياسى وليس بأيدنا".

أما عن مجمع التحرير فتحولت ساحة المجمع إلى ما يشبه بسوق خضراوات وأوانى منزلية، هذا بالإضافة إلى عدد كبير من بائعى المشروبات والمياة المعدنية، مستغلين الأعداد الكبيرة من المواطنين المتوافدين يوميا إلى المجمع لقضاء حوائجهم، بالإضافة إلى العاملين أيضا بالمجمع، والتى ربطتهم صداقات بالباعة، حيث ينادى عليهم الباعة بأسمائهم عند خروجهم فى طريقهم إلى منازلهم لشراء احتياجاتهم.

وفى المساء وخصوصا بعد الساعة العاشرة مساء، تبدأ أعمال البلطجة التى يمارسها عدد كبير من البلطجية الذين اتخذوا من الميدان مقرا لهم، والذين يعملون فى مجموعات حيث ينتشروا فى مناطق عدة بالميدان، منها المنطقة المحيطة بتمثال عمر مكرم، وأمام مجمع التحرير، وبجور منفذ المترو القريب من الجامعة الأمريكية.

يحمل كل بلطجى أداته التى يستعملها فى تهديد الضحية الذى غالبا يكون غريبا عن المكان، لأن كل أبناء وسط البلد والمناطق المحيطة مثل منطقة عابدين يعلمون جيدا خطورة المرور فى هذا التوقيت، وتتراوح الأداة التى يستخدمه البلطجية من "مطواة" أو "سكين" أو سيف كبير والذى يطلقون علية "سنجة".

الضحية هو الذى يحدد عدد البلطجية الذين سيهجمون عليه، حيث يقوم فى البداية عند مهاجمة الضحية فرد أو اثنين من البلطجية بتثبيته مطالبينة بإعطائهم كل ما يملكه من نقود وهاتف محمول، مهددينه بسلاحهم الأبيض، فى حالة استجابة الضحية لهم يمر الأمر بسلام ويتركوا البلطجية الضحية بعد حصولهم على ما يحمله، أما فى حالة رافض الضحية أعطاهم ما يريدون يفاجأ بمحاصرته بما يقرب من ثمانية من البلطجية يلقنوه درسا لا ينساه ويحصلون منه على ما يريدون ويتركونه غارقا فى دمائه.

ورغم غياب رجال الأمن تماما عن الميدان إلا أنه لم يخل الميدان من رجالهم والذين ينقلون لهم دائما كل ما يحدث، حيث تقوم إحدى الجهات الأمنية بتوزيع رجالها صباحا ومساء فى زى مدنى ليستطلعوا ما يحدث، ويقوم هؤلاء الأفراد بتحديد أعداد من البلطجية ليتم ألقاء القبض عليهم فور خروجهم من الميدان، أو أثناء تواجدهم بمفردهم فى أنحاء الميدان.

هذا الأمر أحدث نوع من عدم الثقة بين البلطجية، حيث دائما ما ينشب شجار كبير بعد إلقاء الجهات الأمنية القبض على أحدهم، نظرا لاتهام كل طرف الآخر بأنه هو الذى أوشى بزميلهم، ولا يعلمون أن هناك أفراد من الأمن هم الذين يبلغون عنهم بعد تصويرهم بأجهزة المحمول وجمع دلائل ضدهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة