حذر الدكتور حسين العطفى وزير الموارد المائية والرى السابق من خطورة الوضع المائى فى مصر، مؤكداً أنه "حرج"، لوقوعها فى حزام المناطق الجافة، وكذلك لأن كمية الأمطار التى تسقط على الساحل الشمالى بسيطة، وبذلك فإن 95 % من المياه تأتى من خارج أراضينا.
وأضاف العطفى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، خلال مشاركته فى فاعليات الأسبوع الأفريقى للمياه والمنعقد فى القاهرة، أن المصادر المائية فى مصر مجموعها 55 مليار متر مكعب، وهى حصة مصر من مياه النيل، وحوالى مليار متر من السيول والأمطار، بالإضافة إلى 2 مليار من المياه الجوفيه، وهى المخزون الاستراتيجى من المياه، وبذلك يكون الاجمالى 59 مليار اجمالى، وهى لا تتناسب مع الاحتياجات المائية للزراعة والشرب والصناعة والتى تبلغ حوالى 77 مليار، مما يعنى أنه يوجد عجز 18 مليارا، وهى فجوة مائية يتم التغلب عليها بإعادة استخدام مياه الصرف الزراعى والصرف الصحى المعالج والمياه الجوفيه.
كما أشار إلى أنه يوجد فجوة غذائية فى مصر 50% من الغذاء بقيمة 25 مليار جنيه سنويا، لسد احتياجاتها وتتراح هذه الكمية مائياً من 17 إلى 18 مليار متر من المياه، وأضاف أن ربع حصة مصر من مياه النيل يزرع بها الأرز وقصب السكر بما يعادل 25 مليون متر.
وطالب بضرورة التنسيق والتعاون بين مختلف الدول العربية من أجل تحقيق إدارة فعالة للموارد المائية وتبادل الخبرات المتعلقة للإدارة المستدامة للمياه، وتفعيل منظومة الأمن المائى العربى بالأساليب والطرق المتطورة، لترشيد استهلاك المياه والحفاظ على الموارد المائية، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من التجارب العالمية فى مجال التشريعات والاستراتيجيات الهادفة إلى استثمار مصادر المياه لخدمة قضايا الأمن المائى العربى، وتفعيل الأساليب والخيارات المتاحة لتقليل الفجوة بين امتدادات المياه والطلب عليها، وذلك بمشاركة منظمات المجتمع المدنى والجماعات ومراكز البحث العلمى والهيئات الإقليمية والدولية لتحسين إدارة الطلب على المياه، وإعادة استخدام مياه الصرف وفقا لتكنولوجيا المعالجة الطبيعية.
وأضاف، أن الرى لها استراتيجية قائمة لا تتغير بتغير الوزراء وتسير على نهج علمى بمحاور أساسية لتعظيم وترشيد استخدامات المياه، وعلى تطوير مشاريع الرى وبحوث المحاصيل للتوسع فى إعادة الاستخدام، مشيراً إلى أن التحلية خيار استراتيجى، ولتطوير موارد مصر المائية مع دول حوض التنمية أهمية قصوى مثل المشروعات المشتركة لاستخدام الفواقد فى جنوب السودان بقناة جونجلى وبحر الغزال، بما يوفر 18 مليار متر مكعب يمكن اضافتها لكل من مصر والسودان .
كما طالب أيضا بضرورة نشر الوعى بأهمية المياه والحفاظ عليها من التلوث، مؤكداً أن المواطن مازال يعيش فى ثقافة الوفرة، حيث إننا نحتاج توعية وتدخل الوزارات المعنية، مثل الصحة التعليم والازهر والكنيسة، مطالباً بضرورة تبنى الإعلام لحملة قومية لرفع الوعى.
واختتم العطفى حديثه بالتأكيد على ضرورة تأهيل شبكات الرى والصرف التى مضى عليه أكثر من 150 عاما، إضافة إلى الاهتمام بالعنصر البشرى، وتأهيل الكوادر الشبابية، حتى تقوى على تولى المسئولية وملء العجز، وكذلك تعديل التشريعات، حيث نحتاج إلى إصدار تشريع لتنظيم استخدامات المياه الجوفية حرصاً عليها من الاستنزاف والاستخدام الجائر، وكذلك الاهتمام بالبحوث للحصول على تراكيب محصولية لا تستخدم مياه كثيرة، والبحوث الخاصة بالتغيرات المناخية والإقليبية معها، والبحوث الخاصة بالطاقات الجديدة المتجددة الشمسية والنووية واستخدامتها فى ادارة الموارد المائية.
وزير الرى السابق يحذر من خطورة الوضع المائى بمصر.. ويؤكد: نستورد 50% من غذائنا بـ 25 مليار جنيه بما يعادل 18 مليار متر ماء..وشبكات الرى مر عليها 150 عاما.. وربع حصة المياه يزرع بها الأرز وقصب السكر
الأربعاء، 16 مايو 2012 02:17 م