إذا رأيت رجالا يتعهدون بألا يتنافسون على مقاعد مجلس الشعب إلا بما يعادل الثلث، ثم بعد ذلك تجدهم يتنافسون على ثلاث أرباع المقاعد، فماذا نسميهم؟ إذا رأيت رجالا يتعهدون ويقسمون أحيانا أنهم لن يكون لهم منافس على كرسى الرئاسة لأنهم لا يتطلعون إلى هذا المنصب ثم نجدهم يتنافسون باثنين وليس بواحد ويتضامون مع آخرين لذات الهدف، فماذا نسميهم؟ إذا وجدنا رجالا ليسوا بالقليلين يتكلمون ويتبارون فى الكلم الخبيث منه أكثر من الطيب، ثم يتضح لنا أن أغلب ما قيل وأكثر ما سمعنا لا يصيب الحقيقة فى شىء فماذا نسمى هذا الكلام؟ إذا وجدنا رجالا أطلقوا لحيتهم وقصروا جلباهم وأمسكوا بأيدهم سبحا طويلة يكفرون المسلم ويحرمون المعايش، ثم نجد أكثرهم يفترون ويدعون قصصا وهمية ويتهمون الشرفاء بهتانا وزرا، فماذا نسمى هؤلاء؟ إذا وجدنا رجالا يطلقون الصيحات يكفرون عبادا وحدوا الله فماذا نسمى هؤلاء؟
أعتقد أن الجميع بمن فيهم هؤلاء يعلمون صفاتهم وتسميتهم الآن، نعلم ويعلم الأغلب الأعم أننا خدعنا أننا سرنا إلى سراب متوهمين أن فيه الخلاص، أن فيه الصلاح، لم يخطر ببالنا ولم تتوارد على أذهاننا أن أهل الثقة والتقى والفلاح.
يخادعوننا ولكن والله ما يخادعون إلا أنفسهم وما يشعرون، يعتقدون أنهم يرسمون للنهضة الحديثة ولا ندرى أتبنى الأمم ونهضتها على الخدع والأكاذيب؟! أتبنى الأمم على اتباع الشهوات وحب التملك والسلطة؟! أتبنى الأمم على الادعاءات وأقوال حق أريد بها الباطل؟
وطننا عاش كبوات كثيرة وأحزان عديدة وكوارث لا حصر لها، ضاعت فيها أنفس كثيرة، وأزهقت فيها أرواح شباب كانوا يتطلعون إلى حياة كريمة، ولكن نحسبهم أحياء عند ربهم يرزقون.. فليس أقل من أن نكافح ونناضل من أجل أرواح هؤلاء الشهداء ومن أجل تلك الحياة الكريمة التى كانوا يبحثون عنها، ونبحث نحن عنها بعدهم وحقا وقوله كله حق سبحانه وتعالى: "لن يصلح الله ما بقوم حتى يصلحوا ما بأنفسهم".
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة