لافتات دعائية فى الشوارع وإعلانات تليفزيونية، وحملات توعية للجماهير، بالإضافة إلى الدعاية المباشرة والوسائط الإلكترونية من فيس بوك إلى تويتر ويوتيوب وغيرها، هى الوسائل التى استخدمتها الحملات الدعائية للمرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية بالتزامن مع انطلاق الموعد الرسمى لبدء الدعاية الانتخابية، واختلفت هنا طريقة كل مرشح وفقا لقدرته المالية من ناحية والشرائح المستهدفة من الجماهير من ناحية ثانية.
رغم ارتفاع تكلفة الخدمات الإعلانية فإن مصدرا بواحدة من كبرى شركات الدعاية والإعلان أكد أن إمكانية وضع تخفيضات للحملات وارد، مع التأكيد أن مبلغ العشرة ملايين جنيه المخصص للدعاية وفقا للقانون مبلغ قليل جدا مقارنة بأسعار المساحات الإعلانية فى الوسائل المختلفة، فيما ينتظر عدد من المرشحين أموال التبرعات بالحساب البنكى المخصص لهم، باعتبارها واحدة من المصادر الأساسية لدخل المرشحين فيما سيكتفى مرشحون آخرون بالمتطوعين، والنشطاء، والعمل الميدانى المكثف.
الفريق أحمد شفيق المرشح لرئاسة الجمهورية استعان بواحدة من كبرى الشركات الإعلانية وهى شركة «طارق نور» للإعلان، ويقول عمرو على المنسق الإعلامى للجنة التنسيقية العامة لـ«شفيق» إن الحملة أقامت عطاء لاختيار إحدى الشركات الإعلانية للترويج لها وعلى أساسها تم اختيار الشركة المذكورة، ويقوم عملها مبدئيا على تنفيذ حملة الرئيس، والتى تبلغ تكلفتها 3 ملايين جنيه.
وتابع: هذا العطاء لا يتعارض مع التزامنا بالميزانية التى حددتها اللجنة العليا للانتخابات والتى لا تزيد على 10 ملايين جنيه، مشيرا إلى أنهم يعتمدون فى التمويل على تبرعات المؤيدين للفريق والذين يقدمون تبرعات لإنشاء المقرات ويقومون بالحملات الشعبية فى الشارع للتعريف بالفريق، وعن الوسائل الجديدة التى سعت الحملة لاستخدامها للتمييز عن غيرها قال: نقيم دورات تدريبية للشباب حول تجربة خوض الانتخابات الرئاسية، وكيفية عرض أفكار الفريق وتوصيلها للشارع، بالإضافة إلى دورات متخصصة للحشد والتأييد لمدربين ومتطوعين على كيفية الإقناع ومراقبة الانتخابات.
وتعتمد حملة شفيق بصورة كبيرة على صفحات فيس بوك وتويتر، بالإضافة إلى الجولات الشعبية للمرشح فى عدد من المحافظات والظهور فى البرامج التليفزيونية الذى يتم بالتنسيق مع المسؤولين بالشركة الإعلانية، فى حين لم تستخدم الحملة الإعلانات التليفزيونية حتى الآن، ويبرر الدكتور محمد قطرى المنسق العام للحملة هذا قائلا: لم نستطع حتى الآن تسديد مبلغ الثلاثة ملايين جنيه الخاصة بحملة «الرئيس»، كما أن التبرعات بحساب الفريق بالبنك لم تقترب من هذا المبلغ حتى الآن، مؤكدا أنه لم يتبق سوى 10 أيام على تسديد المبلغ، ولا يوجد مصدر دخل آخر للحملة يجعلها تستطيع إقامة إعلانات فى التليفزيون أو الصحف.
عمرو موسى المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية يستخدم صفحات الفيس بوك وتويتر والفيديوهات على موقع اليوتيوب، وإعلانات التليفزيون واللافتات الإعلانية الخارجية أو ما يطلق عليه «أوت دور» للترويج لحملته الانتخابية فى كل محافظات مصر بالتعاون مع شركات للشاشات الثابتة والمتحركة الـ«توب سكرين» والتى عقدت اتفاقا مع الحملة لنشر فيديوهات بشاشات تشرح ملخص البرنامج الإعلانى لموسى.
وأكد مصدر بواحدة من كبرى شركات الدعاية والإعلان أن تكلفة الإعلانات الخارجية فى القاهرة وحدها تصل لحوالى 3 ملايين جنيه، مؤكدا أن شركات الإعلان ستعمل على تقديم إعلانات للمرشحين بأسعار مخفضة عن إعلانات السلع، وهذا لأن المرشحين محددون بميزانية معينة من اللجنة العليا للانتخابات.
وتابع: فالشركة هنا عند دعمها لأحد المرشحين لن تبحث عن العائد المادى، ولكنها تبحث فقط عن المصالح المتبادلة مع المرشح، ودرجة قربها منه.
من جانبه قال ياسر على المنسق الإعلامى لحملة الدكتور محمد مرسى الانتخابية إن الحملة ستعتمد بصورة أساسية على الاتصال المباشر مع الجماهير، باستخدام عدد من المتطوعين يتحدثون مع الجماهير عن المرشح ويحاولون إقناعهم ببرنامجه الانتخابى، وأكد منسق الحملة فاعلية تلك الوسيلة التى قاموا باستخدامها قبل ذلك فى انتخابات مجلس الشعب، وحصلوا من خلالها على نتائج عالية.
كما تعتمد الحملة على وكالة إعلانية تدعى «hic» وظيفتها إقامة الإعلانات الخارجية فى القاهرة والمحافظات المختلفة، بالإضافة إلى الإعلانات التليفزيونية وصفحات الإنترنت، وأكد أن تمويل الحملة يعتمد على التبرعات.
وفى سياق متصل، أكدت منى عزت المنسق الإعلامى بحملة المرشح الرئاسى أبوالعز الحريرى أن العمل فى الحملة يقوم على الجهود الشعبية، وأضافت: هى حملة شعبية بالأساس ترفض التمويل من أى جهة قد تؤثر عليها وتجعلها تعمل لصالحها، ولكنها فى نفس الوقت لها حساب جارٍ فى البنك من يرغب فى التبرع به فليتبرع وتعتمد الحملة أيضا على وسائل الاتصال المباشر لضعف مواردها المالية، لتعريف الجماهير بكل شىء عن المرشح وتاريخه، بالإضافة إلى العمل على توعية الأفراد بضرورة المشاركة فى الانتخابات من خلال الجولات الميدانية فى كل ربوع مصر وتعتمد على أعضاء الحزب فى القرى والنجوع، والقيادات الشعبية المؤيدة. فيما أوضح عادل واسيلى المنسق الإعلامى لحملة خالد على أن الحملة تعتمد على مواقع فيس بوك وتويتر وعلى مجموعة من المتطوعين من الشباب، بعيدا عن الشركات الإعلانية التى لا تستطيع الحملة تسديد نفقاتها.
محمد سليم العوا، يعتمد على شركة إعلانية لتقديم الإعلانات فى التليفزيون والإعلانات الخارجية فى الشارع أو كما يطلق عليها «الأوت دور»، ويقول مدحت حسن مدير مكتب الإعلام بالحملة أن عملهم فى الأساس يقوم على عقد اللقاءات الجماهيرية للإقناع بالمرشح، بالإضافة إلى استخدام جميع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية البوسترات الخاصة بالمرشح واللافتات الخارجية.
وعن التكلفة المادية للحملة قال حسن إن الحملة تعتمد فى الإعلانات التليفزيونية الخاصة بالمرشح على اتفاق مبرم بينهم وبين القنوات لبث الإعلانات الخاصة بالمرشح مقابل ظهوره بعدد من البرامج التليفزيونية بالقناة، مشيرا إلى أن هذا النظام متبع مع باقى المرشحين وليس العوا فقط.
فى نفس الوقت، اعتمد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح على شركة إعلانية للقيام بإعلاناته التليفزيونية، وهى شركة «هاند ميد» ورفض براء أشرف رئيس مجلس إدارة الشركة الإفصاح عن التكلفة المالية للإعلان، موضحا أن عمل الشركات الإعلانية فى مجال الحملات الدعائية لمرشحى الرئاسة لم ينضج بعد، ومازال يشوب الأمر عدم وضوح خاصة أنها التجربة الأولى التى تمر بها الشركات فى إجراء هذا النوع من الإعلانات.
كما لم يكتمل بعد الشكل الذى يسمح للجميع بالتحدث عن عملهم بشفافية كاملة، وابتعد أبوالفتوح فى نفس الوقت عن لافتات «الأوت دور» وركز على الملصقات الدعائية.
من جانبهم نفى مسؤولو حملة المرشح للرئاسة حمدين صباحى إمكانية استعانة الحملة بشركات دعاية وإعلان فى الوقت الحالى، لعدم توفر الإمكانات المادية اللازمة، مع الالتزام التام بمبلغ العشرة ملايين جنيه المخصص للدعاية وفقا للقانون، موضحين أن القيمة الإجمالية لمصروفات الحملة لن تصل إلى مبلغ الملايين العشرة.
وتعتمد حملة حمدين صباحى بشكل أساسى على الشباب المتطوعين، والجهد الميدانى الخاص بتحركات المرشح للرئاسة نفسه بين مختلف القرى والمحافظات للوصل القاعدة العريضة من الجماهير، ونشاط الجروب الخاص بدعم صباحى على فيس بوك، ويوتيوب، وأعلن مسؤولو الحملة أنهم ينون إعلان أوجه الصرف على الرأى العام بمنتهى الشفافية.
شركات الدعاية والإعلان اللاعب الجديد فى السباق الرئاسى.. المرشحون يرفضون الإفصاح عن حقيقة التكلفة المادية لحملاتهم الإعلانية خوفاً من تجاوز حاجز الـ10 ملايين جنيه
الأربعاء، 16 مايو 2012 12:22 م
المرشحين على الرئاسة