دعاء عادل حسين تكتب: كرامة أخويا منى

الأربعاء، 16 مايو 2012 09:31 ص
دعاء عادل حسين تكتب: كرامة أخويا منى الأسرى الفلسطينيين - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بكيت عيناى فرحا لما أذاعوا الخبر.. ووجدتنى أُرددها: كرامة أخويا منى.. بمساندة مصرية نالوا مطالبهم التى اعتصموا لأجلها طوال كل هذه الأيام.. نصر جديد أضيف لسجل الفخر الفلسطينى.

عهدنا الجوع داءا عقابا مارسته نظم الحكم الظالمة ضد شعوبها العربية زمنا طويلا.. ولكن بثوراتنا التى خرجت مُنذ عام مضى بأيدى الشباب العربى الواعى، ونادت بحق أصحابها فى الكرامة والحرية والعيش والعدالة، هم الآن أيضا من جعلوا الجوع سلاحا لايُهزم.

لما بدأ الأسرى الفلسطنيون المُحتجزون إضرابهم.. تخيلت القيادة الإسرائيلية بأنها أيام وسيكون مصيرهم الاستسلام أو الموت جوعا!.. لكن ربك قدير.. انتشر الخبر على الموقع الإلكترونى الفيس بوك وتويتر.. فى ساعات بات الجميع يعرف قضيتهم.. مُتضامن معهم.. يُوجه لإسرائيل رسالة مباشرة وبلغتهم.. "مُتضامن مع الأسرى الأحرار".. ارتعدت الأجهزة الإسرائيلية خوفا من كل تلك المساندة الإلكترونية التى أعلنها المجتمع العربى الافتراضى لأجلهم. فما إلا سويعات وزُف إلينا خبر الانتصار.. اسُتجيب لمطالبهم.. وبوساطة مصرية.

ربما هم يروه نصرا بخسا قليلا.. لكنه بأعيننا العربية عظيما كبيرا بل وسيلة لحث الخطى على المسير لتحرير الأقصى - ذاك الحلم الموعود - أشعل داخلنا أملا أننا لازلنا صامدين قادرين.

ذكرنى ما حدث بأحد مشاهد ثورتنا "ثورة 25 يناير" المحفور بقلبى.. لما صلينا الفجر جماعه بالميدان.. لما التف حولنا إخواننا المسيحيين لحمايتنا أثناء الصلاة.. صارت بأجسادنا قشعريرة ليست من فعل برودة الجو أو اختلاط الهواء حولنا بألوان معركة الميدان.. بل اطمئنانا بأننا واحد بأننا آمنون.. لما ركعنا صفا واحدا، كان هناك من يقف بجوار كل منا يحمى عرضه.. حياته.. وكرامته.. كلما كادت مخالب الظنون تُقنعنى بأن ثورتنا كادت تضيع.. أُعيد بداخلى تلك الصورة أُحيوها بكل روعة فيها.. وربى لازالت تلك الروح فينا.

والدليل ما حدث بالأمس لما اتخذنا موقفا واحدا لأجل أخواننا من الأسرى الفلسطنيين فى حقهم للحصول على مطالبهم ونيل كرامتهم.. ربما لو كانوا استسلموا لليأس ما طالوها أبدا.. لكن إيمانهم بما يريدون أوقف ذاك الطاغوت الصهيونى أمامهم صلعوقا صغيرا ينفذ لهم ما أرادوا.. نعم بقوة إيمانهم لكرامتهم وكرامة كل عربى أعادوا ذاك الإحساس داخلك بأن غدا سيأتى عما قريب بكل خير.

أسألكم ألم تكن أحد مطالب ثورتنا ثورة يناير هى كرامتنا أيضا! والتى لمّا أعدناها أعدناها بوحدتنا مسلميين مسيحيين كلنا مصرى، كلنا واحد لايُفرقنا دين، فمصر ليست حكرا على تيار إسلامى بعينه، ولا هذه أيضا وسيلة لقيام بعض المُرشحين للرئاسة بأستخدامها ككارت ضغط علينا.. أو حتى وسيلة لكسب شعبية أكبر!

أُذكركم ونفسى أيضا.. اختيارنا الأول لمصر.. ولمن قد رشح نفسه لأجل مصر.. وسلاح الفتنة الرخيص، هذا أبدا لن يفلح.. فأنا وأنت وهم ونحن أخوة دمنا واحد.. كرامتنا واحدة.. وزارع الفتنة بيننا هو - فقط – الخاسر.

فكما لم يعد الجوع كافر.. بأيدينا صار لكرامتنا ثائر.. كذلك ستكون وحدتنا قرار.. بأيدينا لوطننا وطن الأحرار.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة