د.عبد الجواد حجاب يكتب: مصر تسترد عافيتها

الأربعاء، 16 مايو 2012 11:10 م
د.عبد الجواد حجاب يكتب: مصر تسترد عافيتها انتخابات الرئاسة المصرية فى الدول العربية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا ينكر فضل ثورة يناير المباركة إلا كل جاحد ولا ينسبها لنفسه إلا كل منافق لأنها ثورة شعب بأكمله منحها له الله سبحانه وتعالى للشعب الذى صبر وتحمل طغيان واستبداد فرعون مصر المستبد وزبانيته من الحزب المنحل وأمن النظام المخلوع، مما لاشك فيه أن ثورتنا الشعبية المباركة منحت مصر والمصريين زخما سياسيا كبيرا ورائعا. هذه الأعراس السياسية المتلاحقة زادتنا كشعب أصيل ورائد علما بأمور السياسة وما حولها من علوم أخرى.

هذه الأيام لا يستطيع أى مراقب من الداخل أو الخارج أن ينطق بهتانا ويقول إن الشعب المصرى لا يجدى معه الحرية او الديمقراطية أو يقول مازال الشعب غير ناضج سياسيا. هذا البهتان نطق به الرئيس المخلوع ورجال نظامه الفاسد وتشدقوا بهذا الكلام أمام كاميرات أسيادهم فى الغرب فى أيام الانبطاح والاستبداد والتزوير والفساد الذى أطاح بهم إلى ظلام السجون ورحمة المحاكمات العادلة نعم نفس السجون التى وضعوا فيها معارضيهم بدون محاكمة أو بمحاكمات استثنائية أو عسكرية.

فى البداية دعونا لا نتكلم على أشخاص أو مجموعات أو جمعيات أو أحزاب فكلنا مصريون ووطنيون ولكننا جميعا إلى فناء وتأتى أجيال بعد أجيال لتتكلم عن المبادئ التى لا تموت والتى صنعتها وأرستها ثورة مصر المباركة. مبادئ كثيرة نذكر منها:
أولا: مبدأ سلمية الثورة وعدم لجوء ثوار مصر الشرفاء والعظماء لممارسة أى نوع من العنف حتى عندما اعتدى عليهم الأيادى الخفية وبلطجية النظام المخلوع فكانت ردودهم بهتافات سلمية سلمية.
ثانيا: مبدأ الاصطفاف الوطنى والوحدة الوطنية أو كما أحب ان أسميه الانصهار الوطنى فى بوتقة واحدة فى ميدان التحرير، حيث وقف المصريون كرجل واحد مهما كانت الديانة أو العرق أو اللون أو الثقافة. الجميع نبذوا خلفياتهم وأيدلوجياتهم ورفعوا علما واحدا هو علم مصر وتغنوا فى صوت واحد بحب مصر.
ثالثا: مبدأ آخر انبهر به العالم وهو وقوف الجيش والشعب يدا واحدة فى مواجهة ألاعيب النظام الفاسد ومحاولات الفتنة ووضع اسفينات بين جيش مصر الباسل وشعب مصر العظيم والتى مازالت الفلول الضالة تمارسها إلى اليوم وتحاول أن تصنف شعب مصر إلى مؤيدين ومعارضين للقوات المسلحة ومحاولات البعض التشكيك أو التجريح أو توجيه اتهامات لرجل قواتنا المسلحة الأبطال وقياداتهم الشريفة.
رابعا: مبدأ آخر أبهر العالم عندما خرج الشعب المصرى ليدلى بصوته فى استفتاء مارس والانتخابات البرلمانية ووقف الجميع فى طوابير شبهها بعض المراسلين الأجانب بأنها طويلة كنهر النيل. وانبهر العالم بخروج المرأة المصرية بأعداد رهيبة للمشاركة فى هذه الأعراس الديمقراطية. والحمد لله أرسينا فى مصر ولأول مرة مبدأ حرية الانتخابات ونزاهة الصناديق ووقوف الشرطة والجيش على الحياد وأيضا طهرنا كشوف الناخبين وألغينا البطاقة الانتخابية وأصبح التصويت ببطاقة الرقم القومى مع استعمال الحبر الفوسفورى مع جعل أيام التصويت يومين لإعطاء الفرصة للجميع مع إشراك أبناء مصر فى كل بلدان العالم فى هذه الأعراس الانتخابية. أليست هذه كلها مكاسب بفضل دماء زكية سالت فى ميادين وشوارع مصر أثناء الثورة.

خامسا: هذه الأيام الرائعة التى يتنافس فيها المتنافسون على منصب الرئيس وفشل كل المحاولات لتعطيلها أو الطعن فى صحتها والآن يجلس أبناء الشعب المصرى العظيم ليتابع برامج المرشحين ويحلل ما يقول كل مرشح ويستمع لمناظرات بين المرشحين تتم لأول مرة فى مصر. نعم لأول مرة فى مصر وهى على أعتاب انتخابات حرة ونزيهة وشفافة لاختيار رئيس للبلاد بعد الثورة حدث تاريخى نراه لأول مرة فى التاريخ. الآن ليس مهما من سيختاره الشعب لأن الشعب واع وناضج وسيحسن الاختيار المهم أن تتم هذه الانتخابات فى حرية تامة وشفافية مطلقة وهذا ما وعد به وتعهد أيضا المجلس الأعلى للقوات المسلحة والطبيعى أن يصدق الوعد لأننا لا نعرف عنه إلا الوفاء بعهوده.

فى النهاية من على هذا المنبر الحر أدعو الجميع بلا استثناء إلى الصبر والتفاؤل وأدعو الجميع بالفخر بما منحتنا ثورتنا العظيمة من مبادئ تعلمناها ونعلمها للعالم. منحتنا الثورة المباركة السلمية فى التعبير عن الرأى كحق أصيل والوحدة الوطنية وحرية التعبير عن الإرادة فى صناديق شفافة وحرية اختيار ممثلينا فى البرلمان وحرية اختيار رئيس بلادنا القادم إن شاء الله. كل ذلك كان ببركة وفضل دماء شهداء ثورة يناير المباركة وبمنحة منحها الله لنا بعد طول فترة صبر وانتظار منحة لا تتكرر ولا تحدث إلا نادرا. وأقول إن الطريق مازال طويلا حتى بعد تسليم السلطة للرئيس المنتخب لاستكمال البناء الديمقراطى وإرساء مبادئ دولة القانون والنهوض بقدرات بلادنا الاقتصادية إطلاقا من مبادئ الثورة واستكمالا لأهدافها. كلنا يجب أن يعلم أن المبادئ لا تموت وتنتقل لتعيش فى وجدان أبنائنا جيلا بعد جيل والأشخاص تفنى وتموت وتنسى إلا القليل. الحق والحقيقة هو ما هتف به الشعب منذ زمن بعيد نموت نموت وتحيا مصر. والآن نكررها من القلب نموت نموت وتحيا مصر.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة