أكد الدكتور عماد أبو غازى، وزير الثقافة الأسبق، أن رئيس الجمهورية القادم لابد أن يكون رئيسا مدنيا، فضلا عن تبنيه لأفكار الثورة وأحلامها، ويكون أيضا فى سن مناسب، وألا يكون منتميا للنظام القديم.
وقال أبو غازى، إن الرئيس الجديد لابد له أن يحترم قيم وحقوق الإنسان، وأن يحاسب أى أحد ينتهك تلك الحقوق، وأن يتابع أيضا هذه القضية بحماس، منوها إلى ضرورة أن يحقق الرئيس الجديد الكرامة للإنسان المصرى.
وأضاف أن الرئيس القادم للبلاد عليه أن يتبنى سياسة جديدة متوازنة بين أفراد المجتمع، وأن يقرر حدا أدنى وحدا أقصى للأجور، وأن يحتمل كذلك فكرة التعدد والاختلاف داخل المجتمع وأن يعتبر الاختلاف عنصر قوة وليس ضعفا.
وقال إنه يرى أن وزارة الثقافة ليست للمثقفين وإنما لجميع أفراد الشعب، موضحا أن الوزارة لها 3 مهام رئيسية من وجهة نظره، هى: توفير الخدمة الثقافية للمواطنين من حيث إتاحة الإمكانات لممارسة الأنشطة الثقافية المختلفة ، ثانيا الحفاظ على التراث الثقافى القديم والحديث، ثالثا تدعيم الصناعات الثقافية وحمايتها من السطو والقرصنة.
وأشار إلى أن هناك قضايا ثقافية مهمة فى انتظار الرئيس القادم، أهمها على الإطلاق قضايا الحريات وحقوق الإنسان، مطالبا الشعب المصرى بأن يعطوا أصواتهم لمن يدافع عن مصالحهم.
وتابع قائلا: "جربنا النظام القديم ومن عملوا معهم، كذلك فإن أداء قوى الإسلام السياسى يهدد الحريات العامة والشخصية بالخطر، فضلا عن أن تاريخهم الطويل من العنف لم يتم الاعتذار عنه إلى الآن.
وأكد الكاتب والروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد، أن ثورة 25 يناير المجيدة صنعها الشباب منذ بدايتها، ثم انضم لهم الشعب المصرى ليسقط نظام حرص طوال 30 عاما على إهانة الشعب، ودعا الشعب المصرى إلى الالتفاف حول المرشح الذى يمثل جيل الثورة من الشباب وحمايتها مما وصفها بالتيارات التى قفزت على الثورة من أجل جنى مكاسب شخصية فقط.
وقال عبد المجيد، إن هناك شكوكا فى بعض المرشحين المنتمين إلى أحزاب أو جماعات بأنهم سيعودون فى إدارة البلاد إلى قواعدهم السياسية.
وأضاف: أنه ينصح الناخبين باختيار من يمثلهم بالفعل ويدرك بحق مشاكلهم، فهو قادم من منطقة محايدة وسيعمل من أجل الجميع.
وقال الناقد الدكتور صلاح السروى، أستاذ الأدب العربى الحديث والمقارن، إنه يريد من رئيس الجمهورية المنتخب صيانة وحصانة كاملة لحرية التفكير والتعبير والإبداع.
وأضاف: نريد وعيا بقيمة الإبداع المصرى وتقديرا للفكر المصرى باعتباره قوة مصر الناعمة ونريد دعم الإنتاج الثقافى.
وأوضح أن على الرئيس تدعيم الدور الثقافى لمصر فى محيطها العربى والأفريقى والعالمى، وينبغى أن يؤمن إيمانا حقيقيا بالدور المحورى للفن والأدب والفكر فى بناء حضارة الشعوب وأنه طوق النجاة لنا فى مواجهة موجة العولمة الكاسحة.
واستطرد الدكتور صلاح السروى قائلا: نريد منه الانتصار للحق فى الاختلاف والتجاوز، وبالطبع لا يمكننى أن أتصور أن رئيسا ينتمى للاتجاهات الظلامية يمكنه أن ينهض بالثقافة المصرية، لأن هذا الاتجاه هو بتكوينه وبنائه وممارساته معاد للثقافة والفكر والإبداع، ولذلك أعتبر أن نجاح أى من عناصر هذا الاتجاه نكسة حقيقية للثقافة المصرية ولحضارة مصر ولكيانها وهويتها.
ورأى أن فوز أى مرشح ينتمى للنظام السابق سيعيد نفس الأوضاع التى كانت قائمة قبل الثورة وسنعود للقهر بعد الآمال الكبار التى فجرتها ثورة الخامس والعشرين من يناير بكل تأكيد ومعركة الرئاسة هى معركة كل الثوار والوطنيين المصريين.. فلابد من تولى واحد من أبناء الثورة الحقيقيين للرئاسة، وإلا فقل على الثورة السلام وكذلك على دماء الشهداء التى ستضيع هدرا.
رأى الشاعر سامح محجوب، أن المشهد السياسى والاقتصادى والاجتماعى الآن هو محصلة غياب المثقفين عن صدارة المشهد. وأضاف "لا أريد أن يتكرر هذا بعد ثورة 25 يناير ويترك المثقفون طليعة المشهد للانتهازيين الآكلين على موائد كل العصور، ولذلك لابد من تدشين نخبة جديدة لم تتلوث بعد بتوازنات النظم الشمولية التى تستغل الدين والثقافة لتنميط الشعوب وخلق التيار الواحد والرأى الواحد".
وأكد صاحب ديوان "الحفر بيد واحدة" أننا كنا ومازلنا قادرين على قيادة المنطقة ثقافيا، لا لأننا نمتلك البنية المؤهلة لذلك، لكن لأننا نمتلك المنتج، كما أننا نمتلك صاحب المنتج الذى تم تهميشه وإبعاده، فوقع تحت خيارات الهجرة والموت فى الظل.
وقال إن على الرئيس المنتخب أن يدرك أن الثقافة ضرورة حياة وليست فعلا مجانيا، كما لابد أن يدرك المثقف أن وجوده لا قيمة له بدون أن يزعج رأيه وصوته من يجلس على كرسى السلطة.
قالت الروائية والناقدة هويدا صالح، إنها قلقة من وصول واحد من المرشحين الإسلاميين أو ما يسمى بتيارات الإسلام السياسى، الذى يهدد هوية الدولة المدنية المصرية بالدعوة إلى تطبيق أحكام الشريعة.
وأضافت صاحبة رواية "عمرة الدار": أن مصر فعليا دولة مسلمة، وتطبق فيها أحكام لا تتناقض مع الشريعة الإسلامية، ولأن مصر تحتاج للتعدد والتنوع ولا يصح حصرها فى فكر ضيق.
وتقول هويدا صالح: " نحتاج رئيسا من خارج دائرة الإسلام السياسى، يحقق التوازن مع البرلمان ويتبنى المدنية، ولا يعيد إنتاج الفساد والاستبداد، ويفصل بين السلطات والإجراءات الديمقراطية ويحقق العدالة الاجتماعية".
قال الشاعر والروائى ياسر شعبان، إن المثقفين يريدون الرئيس القادم لمصر رئيسا مدنيا منحازا للدولة المدنية ومقوماتها من مؤسسات ومواطنة وتعددية وحرية تعبير.
وأضاف صاحب رواية "أبناء الخطأ الرومانسى": "أريد رئيسا يدرك أنه جاء بعد ثورة شعبية عظيمة وأن عشرات من مواطنى مصر ضحوا بأرواحهم فى هذه الثورة وأن الملايين من الشعب المصرى لن يقبلوا أن تهدر دماء هؤلاء الشهداء بالالتفاف على مطالب هذه الثورة".
واستطرد قائلا: "أريد رئيسا ثوريا فى فكره وأفعاله ومواقفه وليس فى خطابه فقط.. ينطلق من أن الثورة هى البداية وليست النهاية، وأنها مستمرة من أجل تغيير الكثير من الأفكار والممارسات التى رسختها سنوات الحكم الشمولى من فساد فكرى وأخلاقى واستقطابات لا نهائية جعلت المجتمع الآن فى حالة دائمة من الانقسام والمواجهة".
وتابع : لن أقبل كمواطن مصرى باستبدال الوجوه والأسماء والإبقاء على الأفكار والممارسات كما هى.
ورأى ياسر شعبان، أن الرئيس القادم ليس بالزعيم المخلص المنتظر، بل هو شخص سينتخبه المصريون وفقا لمقومات وبرامج ليشارك باقى السلطات والقوى الوطنية الآن فى وضع خارطة طريق لمرحلة انتقالية يوضع خلالها دستور للبلاد يحمى ويدعم مطالب ثورة 25 يناير، دون أن يغيب عنه وعن باقى السلطات والقوى الوطنية أن كامل السلطة والشرعية للشعب المصرى ولصناديق الانتخاب.
وقال: "أريد رئيسا يعرف أن من انتخبوه ليحقق مطالبهم ويلبى طموحاتهم، لن يتنازلوا عن حقهم فى عدم انتخابهم والتوجه لغيره، ولن يرضوا بغير تداول السلطة بديلا مهما كانت الشعارات".
وأوضح أنه يرى الثقافة لا تنفصل عن هذا المشهد، فمتى توفر مناخ الدولة المدنية التى تحترم المؤسسات وتطبق صحيح القانون على الجميع، وتحمى التعددية وحرية التعبير... فماذا يريد أى مثقف أكثر من هذا؟
قال الناقد الدكتور يسرى عبد الله إن مصر الآن وبعد ثورة عظيمة صنعتها وسالت خلالها دماء الشهداء تحتاج إلى رئيس يعبر عن ثورتها ويؤمن بقيم الحرية والعدالة الاجتماعية وكرامة الإنسان فى أن يكون مسكونا بوطنه وناسه، ومن ثم فالرئيس القادم يجب أن يكون ابنا للثورة وأحد صناعها وليس منتميا لنظام مبارك بأى حال من الأحوال.
وأضاف: " يجب على الرئيس القادم أن يعبر عن حالة التلاحم الوطنى التى شهدها ميدان التحرير والميادين المصرية جميعها، بين فئات المصريين على تنويعاتها واختلافاتها.. ويجب أن يعبر عن قيم الحرية والتسامح والاستنارة والتقدم وأن يعيد الاعتبار إلى الدولة المصرية وإلى الدور المصرى الذى قزمه نظام مبارك وزبانيته وأن ينحاز إلى البسطاء والمهمشين وأن يضع العدالة الاجتماعية فى صدر أولوياته".
واستطرد قائلا :"أما على المسار الثقافى فيجب على الرئيس الجديد أن يتعامل مع الثقافة بوصفها إحدى الأدوات المركزية للقوة الناعمة المصرية، وأن تكون الثقافة متنا وليس هامشا يتقافز عليه البهلوانات كما حدث فى الفترة الماضية، كل ما نريده هو أن يأتى رئيس يقيم قطيعة مع نظام مبارك بأشخاصه وأدواته، وأن يعبر عن رؤية جديدة للعالم يملؤها العدل والكرامة والحرية".
المثقفون يحلمون برئيس.. عماد أبو غازى: يكون مدنيا إبراهيم عبد المجيد: يمثل الثورة.. صلاح السروى: نتوقع منه دعمنا.. سامح محجوب: يدرك قيمة الثقافة.. هويدا صالح: يحقق العدالة
الأربعاء، 16 مايو 2012 11:00 ص