فلاتر المياه سلاح ذو حدين.. تنقى من الشوائب وتسبب هشاشة العظام.. أسواق التوفيقية والعتبة الأكثر بيعاً لها.. والتجار: مواصفات الأجهزة تكتب على الأغلفة وإن كانت غير مطابقة كيف سمحوا باستيرادها

أن تستخدم فلتر مياه لحمايتك من التلوث وتنقية الشوائب التى قد تصيبك بالأضرار هذا أمر طبيعى، ولكن أن تتحول هذه الأداة إلى وسيلة ربما تتسبب فى إصابتك بالأمراض فهذا هو الأمر غير المتوقع، والذى أثار قلق الكثيرين بعد ما أعلنه الدكتور يسرى حسين، وكيل وزارة الصحة لشئون البيئة، أمس الثلاثاء، بأن فلاتر المياه الموجودة فى الأسواق غير مطابقة للمواصفات، وتتسبب فى الإصابة ببعض الأمراض، "اليوم السابع" تجول فى عدد من الأسواق التى تبيع هذه النوعية من الفلاتر للتعرف على الرقابة الموجودة عليها من ناحية، ودرجة الإقبال على الشراء، بالإضافة إلى درجة الضرر التى قد تصيب المستهلكين جراء استخدامها لفترات طويلة، أو عدم الاهتمام بتغييرها من فترة لأخرى.

واجهات زجاجية يعرض بها فلاتر تنقية مياه، وقطع غيارها تنتشر فى محال شارع الجمهورية بالعتبة، الأسعار المدونة عليها تعلن أنها تخاطب فئات ترضى بأجهزة رخيصة الثمن، وتطلب منها إجراءات حماية عالية.

محمود، شاب فى العشرينيات من عمره، يعمل فى محل لبيع أجهزة التبريد والفلاتر، يقول: إن الإقبال يزيد على "الفلاتر الإيطالية"؛ لأن قطع غيارها متوفرة، وكفاءتها فى التنقية، ويعدد الأنواع التى يعرضها بأنها إيطالية وتايوانية، ولكن زبائنه يفضلون الإيطالى أكثر، لذلك بدأ فى التركيز عليها. فى محال شارع الجمهورية توجد ثلاثة أنواع فلاتر مستوردة من إيطاليا وأمريكا وتايوان، ونوع واحد مصرى لا يقبل على شرائه الكثيرون.

وتبدأ أسعار الفلاتر من 65 و75 جنيهاً للفلتر ذى مرحلة التنقية الواحدة، ولكن عيبه الفنى أنه يحتاج إلى تغيير شمعة التنقية كل 3 أشهر على الأكثر، لأنها مسئولة عن فصل الشوائب عن المياه.

وتبدأ أسعار فلاتر المراحل الثنائية والثلاثية من 140 جنيهاً، وحتى 260 جنيهاً للأنواع التايوانية والإيطالية الأمريكية.

فى حين تبدأ أسعار مراحل التنقية من خمس مراحل إلى سبع مراحل من 350 جنيها إلى 1600 جنيها، لكنها لا تباع بكثرة فى منطقة العتبة، وتباع فى الشركات الكبيرة- حسب قول بائع فضل عدم ذكر اسمه.

شعبان السيد، بائع آخر فى محل تخصص فى بيع الفلاتر وماكينات رفع المياه، قال: إن الأنواع المستوردة تباع من خلال شركات استيراد، ولا يعرف مراحل دخولها إلى مصر، وكل دوره أنه يشترى من الشركة المستوردة ويبيعها للمستهلك، مشيراً إلى انه لا يسأل عن المواصفات القياسية للفلاتر، لأنها مدونة على علب التغليف، ولا يعرف إن كانت مطابقة للمواصفات المصرية أم لا، ويقول "إن كانت غير مطابقة، لماذا سمحوا بمرورها من الجمارك من البداية"، مضيفا أنه يتعامل مع شركة استيراد واحدة لأنواع الفلاتر الإيطالية، ولكن توجد شركات أخرى لا يعرف عددها بالضبط.

الدكتور خالد أبو زيد، الأمين العام للشراكة المائية المصرية، قال "إن فلاتر المياه تكون ضارة عندما تزيل الأملاح التى يحتاجها الجسم بالأساس من المياه، وتتسبب إزالتها فى إصابتها بعدد من الأمراض، مثل هشاشة العظام وأمراض القلب، مطالبا بتنظيف الفلاتر بصفة دورية، حتى لا تصبح بيئة مناسبة للبكتيريا، ويؤدى تراكمها إلى الإصابة بالأمراض مع الوقت.

ونصح الأمين العام للشراكة المائية باستخدام الفلاتر التى لا تزيل الأملاح بصورة كاملة والتى يحتاجها الجسم، وإذا تم إزالتها ستؤثر سلباً، وربما تؤدى للإصابة ببعض الأمراض ضارباً مثالاً على هذا بأملاح الفلوريد، والتى يقوم عدد من الفلاتر بإزالتها، بما يؤدى إلى الإصابة بأمراض هشاشة العظام وأمراض الأسنان.

وأوضح أبو زيد أن البكتيريا المتراكمة فى الفلاتر تؤدى إلى الإصابة بأمراض الجهاز الهضمى، وطالب بأن تخضع الشركات التى تبيع الفلاتر للرقابة، فليس معنى إزالة الشوائب من الفلاتر أنها مفيدة وصحية، ولكن يجب أن يتم تنظيفها من فترة إلى أخرى.

فى نفس الاتجاه قال الدكتور مغاورى دياب، الأستاذ بالجمعية العربية للمياه للصحية، أن للفلاتر أنواع متعددة فى الأسواق تصل إلى أكثر من 5000 نوع، بعضها أصلية وأخرى مقلدة، موضحاً أنه توجد حرب بين شركات إنتاج الفلاتر وشركات بيع المياه المعبأة، فكل منهم يطعن فى صحة الآخر، ويتهمه بأنه يقدم مياهاً غير صالحة.

وطالب بأن تطبق المواصفات الدولية المعتمدة على الشركات التى تستورد الفلاتر، ويمنع دخول أى أنواع غير مطابقة للمواصفات، من خلال هيئة تقوم بهذا، ووضع وسائل رقابية من خلال وزارة الصحة، للتأكد من صحتها، مؤكدا على ضرورة أن تنجح الفلاتر فى تقديم مياه متزنة الأملاح التى يحتاجها الجسم تماماً دون أن ينقص أو يزيد منها.