فى ذكرى نكبة 48..

الأجداد قاوموا الأسر بالشعر والروايات والأبناء بالإضراب عن الطعام

الثلاثاء، 15 مايو 2012 10:11 م
الأجداد قاوموا الأسر بالشعر والروايات والأبناء بالإضراب عن الطعام صورة أرشيفية
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فيما ينشغل العالم بالتحول الديمقراطى للشعوب العربية والانتخابات الرئاسية وتصويت المصريين بالخارج فى أول انتخابات رئاسية بعد ثورة يناير، يئن الأسرى الفلسطينيون داخل السجون صامدين فى قرارهم بالإضراب عن الطعام.. هم الأحفاد للأجداد الذين سبقوهم فى مسيرة الجهاد من أجل تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلى، فى مثل هذا اليوم المشئوم 15 مايو 1948 أحكمت إسرائيل قبضتها على الأراضى الفلسطينية، وأعلنت أنها دولة لإسرائيل، على إثر ذلك قامت العصابات الصهيونية بارتكاب المذابح الجماعية بحق الفلسطينيين، ورافقها حملة اعتقالات عشوائية، بغرض تفريغ الأرض من سكانها.

كل هذا كان تربة خصبة للمقاومة بالكلمة، فظهر ما عرف بأدب المقاومة، ومن أبرز من كتبوا فى هذا الشأن الشاعر الفلسطينى الكبر محمود درويش، حيث نالوا منه وقامت قوات الاحتلال باعتقاله، حيث سجن محمود درويش أثناء إقامته فى حيفا، وكتب وهو فى السجن قصائد عن تجربته، أبرزها قصيدته التى وجهها إلى أمه، فذاعت وانتشرت. ولم تختلف رؤى درويش وتطلعاته، وهو تحت الاحتلال إلى الخلاص، آملاً أن يساعد العرب فى الخارج عرب فلسطين تحت الحكم الإسرائيلى.

وكتب الشيخ سعيد الكرمى قصائد داخل السجون العثمانية فى أواخر العهد العثمانى، كما كتب إبراهيم طوقان قصيدته الشهيرة عام 1930 تخليدا للشهداء عطا الزير، محمد جمجوم، وفؤاد حجازى، وكتب الشاعر الشعبى عوض النابلسى بنعل حذائه على جدران زنزانته ليلة إعدامه فى العام 1937 قصيدته الشهيرة" ظنيت النا ملوك تمشى وراها رجال" وكتب الدكتور أسعد عبد الرحمن فى بداية سبعينات القرن الماضى (يوميات سجين) كما صدرت مجموعة قصص(ساعات ما قبل الفجر) للأديب محمد خليل عليان فى بداية ثمانينات القرن الماضي، و"أيام مشينة خلف القضبان" لمحمد احمد أبو لبن، و"ترانيم من خلف القضبان" لعبد الفتاح حمايل، و"رسائل لم تصل بعد و سجينة" للكاتب الراحل عزت الغزاوى، و"قبل الأرض واستراح" لسامى الكيلانى، و"نداء من وراء القضبان، وعناق الأصابع" لعادل وزوز، وروايتا(ستائر العتمة ومدفن الأحياء) و(حكاية العمّ عز الدين) لوليد الهودلي، و(تحت السماء الثامنة) لنمر شعبان ومحمود الصفدى، و"أحلام بالحرية" لعائشة عودة.

وفى السنوات القليلة الماضية صدر كتابان لراسم عبيدات عن ذكرياته فى الأسر، وفى العام 2005 صدر للنائب حسام خضر كتاب "الاعتقال والمعتقلون بين الإعتراف والصمود" وفى عام 2007 صدرت رواية "قيثارة الرمل" لنافذ الرفاعي، ورواية "المسكوبية" لأسامة العيسة، وفى عام 2011 صدر"الأبواب المنسية" للمتوكل طه، ورواية "سجن السجن" لعصمت منصور، كما صدر أكثر من كتاب لحسن عبد الله عن السجون ايضا، ومجموعة روايات لفاضل يونس، وأعمال أخرى لفلسطينيين ذاقوا مرارة السجن، ومؤخرا أهدى الدكتور المتوكل طه مجموعة من القصص القصيرة التى كتبها للأسير خضر عدنان كان من بينها قصة بعنوان "طوبى" التى حاول فيها أن يواسى أمه التى احترق قلبها على ابنها ولكنها صامدة، فيما جاءت القصة الثانية بعنوان "انتحار".

وصدر حديثاَ ديوان جديد ضمن سلسلة 'أدب السجون' التى تهتم بإبداعات الأسرى وإنتاجهم الثقافى بمختلف أنواعه، و ديوان شعرى للشاعر الغزى محمود الغرباوى بعنوان 'رفيق السالمى يسقى غابة البرتقال'، وهى المجموعة الشعرية الثانية للشاعر بعد مجموعته الأولى 'الفجر والقضبان' وهذه المجموعة تواكب مجريات الأحداث والعديد من المناسبات الوطنية على مدار اثنى عشر عاما قضاها الشاعر فى المعتقل، كما خصص فى ديوانه قصائد للعديد من الشهداء، حيث أفرد لهم قصائد حملت أسماءهم.
وصدر حديثا أيضا عن محمود عيسى الأسير الفلسطينى فى سجون الاحتلال الإسرائيلى رواية "حكاية صابر" وذلك بالتزامن مع خوض الأسرى الفلسطينيين إضرابًا مفتوحًا عن الطعام لنيل حقوقهم المشروعة.

ويتطرق الأسير المقدسى المعتقل فى سجون الاحتلال منذ العام 1993 فى روايته إلى قضايا الشعب الفلسطينى وعذاب الأسرى فى سجون الاحتلال من خلال بطل الرواية "صابر".

التجارب السالف ذكرها فى تعد الأكثر تعبيرا ووصفا عما حدث فى السجون الإسرائيلية، فمن عبروا عنها تعرضوا لتجارب حقيقة داخل المعتقلات والسجون، واستكمالا لأدب التجربة الاعتقالية الذى جسد معاناة الكتاب الذين تعرضوا للاعتقال كان نتاج ذلك أسماء عديدة كتبت الشعر والنثر وأصحابها يقبعون خلف الزنازين، منهم الشاعر أحمد فؤاد نجم (فى ديوان الفاجومي) والروائى صنع الله إبراهيم فى رواية (تلك الرائحة) والكاتب شريف حتاتة (سيرة العين الزجاجية) وعبد الرحمن منيف (رواية شرق المتوسط) وعبد اللطيف اللعبى (رواية/ مجنون الأمل) فاضل الغزاوى (رواية/ القلعة الخامسة)، الطاهر بن جلون (رواية/ تلك العتمة الباهرة) وغيرهم. أما على المستوى العالمى فنجد أدباء وشعراء مناضلين أمثال: لوركا ونيرودا وناظم حكمت ويوليوس فوتشيكو قد كتبوا إبداعاتهم وهم فى سجون العبودية والقهر.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

adam

كلام فاضى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة