إسرائيل تحيى الذكرى الـ 30 لخروجها من سيناء بالحزن والصراخ.. رئيس الكنيست: سنعود إليكِ حتمًا مرة أخرى.. ونائب: علينا أن نتذكر أهمية سيناء.. وتليفزيون إسرائيل: السلام مع مصر كان مكلفًا

أحيت إسرائيل، اليوم الثلاثاء، ذكرى خروجها من سيناء بالبكاء والصراخ، حيث نقلت عدة قنوات فضائية إسرائيلية الفعاليات التى نظمها الكنيست الإسرائيلى فى جلسة خاصة مساء أمس لإحياء ذكرى الخروج من شبه جزيرة سيناء.

وقالت القناة السابعة بالتليفزيون الإسرائيلى إن السلام بين القاهرة وتل أبيب كان مكلفًا للغاية بالنسبة لتل أبيب بسبب تخليها عن سيناء التى طالما حلم اليهود من كل أنحاء العالم بالعيش فيها، على حد قولها.

وعقدت الكنيست مساء أمس احتفالاً بمناسبة مرور 30 عامًا على جلاء قوات الاحتلال الإسرائيلى والجالية الإسرائيلية عن سيناء، بعد ضغوط سياسية عقب التوقيع على اتفاقية السلام بمنتجع "كامب ديفيد" بالولايات المتحدة عام 1979 خوفًا من نشوب أزمة دبلوماسية مع مصر.
وقال رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين خلال الحفل باكيًا: "إن ثمن السلام مع مصر كان باهظًا جدًّا، وإن دولة إسرائيل، دفعت أفضل أراضيها ثمنًا لهذا السلام". زاعمًا أن تلك الاستراتيجية كلفت إسرائيل الخروج من الأرض وترك حقول النفط التى كانت ملكًا للشعب الإسرائيلى، على حد قوله.

وأضاف ريفلين خلال كلمته" "دفعنا ثمنًا أغلى عندما أخلينا المستوطنات وأجلينا مئات الإسرائيليين عن منازلهم وتركنا سيناء مرة أخرى للمصريين.. وللأسف ذاكرة المجتمع الإسرائيلى اليوم، بعد ثلاثين عامًا من الانسحاب من سيناء لن تنساها أبدًا، وإذا نظرنا فى المرآة وإلى الوراء قليلاً سنرى أنه لابد أن نستعيدها مرة أخرى".

وأضاف رئيس الكنيست الذى رفض عدم إلغاء الحفل خوفًا من حدوث أزمة سياسية مع مصر: "التزامنا بمعاهدة السلام مع مصر على نطاق واسع، نحن لا نحتاج إلى ذاكرة الخوف مرة أخرى، ولا يمكننا ولا ينبغى فعل ذلك، فمن جهة احترام السلام فنحن نفعل ذلك، وفى المقابل أيضًا يجب ألاَّ ننسى أننا تركنا أغلى قطعة من أراضى دولتنا من أجل هذا الالتزام الكامل باتفاق السلام".

وأضاف ريفلين أن من مصلحة البلدين الحفاظ على هذا السلام، ولكن إسرائيل يجب ألاَّ تترك الأوضاع تتدهور فى سيناء وتتحول مرة أخرى لمنطقة إرهاب وحرب". مشيرًا إلى التحذيرات والضغوط السياسية التى تعرض لها لإلغاء حفل الكنيست خوفًا من حدوث أزمة سياسية مع مصر قائلاً: فى تحدٍّ للتحذيرات التى مورست ضدى أنا لست خائفًا على هذا الحدث أن يولد أصداء سياسية سلبية، فالكنيست يحمل الحدث الرسمى ويحتفل به، وإنه من الضرورى التمييز بين الذاكرة والتفكك المؤلم، والالتزام الواضح بالسلام".

وأضاف ريفلين: "إخوانى وأخواتى.. ينبغى لإسرائيل إصلاح ظلم النسيان، ونتذكر كم دفعنا من الثمن من أجل هذا السلام، والتزام إسرائيل العميق بالديمقراطية، ومع ذلك، فإن هذا الحدث المؤلم الذى نتذكره يجب أن يبشرنا بشىء من التغيير".

فيما قال عضو الكنيست المتطرف البادئ آرييل أورى خلال الحفل: "أعترف بأن رئيس الكنيست قرر عقد هذا الاحتفال على الرغم من الضغوط الكبيرة لإلغائه، ولكنى أرى أن هذا الحفل مهم للتذكير بأهمية سيناء بالنسبة لإسرائيل والعودة للمشروع الصهيونى هناك".

وأضاف آرييل موجهًا خطابه للإسرائيليين: "أشعر بالحاجة الشخصية، لأطلب منكم الصفح يا شعب إسرائيل، لأنه فى ذات يوم قررت إسرائيل الخروج بقرار مؤسف من سيناء.. لكننى متفائل وأنا أعلم أنها ملك لليهود منذ 2000 عام وهى ملك الشعب الإسرائيلى، وعلينا العودة إليها مرة أخرى.. لقد أخذنا 19 عامًا للعودة إلى القدس وجبل الهيكل ومدينة جوش عتسيون والخليل وشيلوة.. والحمد لله اليوم نحن نعيش على أرض الأجداد، وبالتالى يجب ألاَّ نيأس من حلم العودة لسيناء".

ونقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن أحد المستوطنين الذين عاشوا فى سيناء إبان فترة الاحتلال الإسرائيلى لها قوله: "الحلم لا يزال لدى كل إسرائيلى عاش على هذه الأرض يومًا ما فى العودة إليها".

وكان قد حضر الحفل رئيسة المعارضة السابقة تسيبى ليفنى ومن مجلس الوزراء الوزير هاوزر ألين، وعضو الكنيست أورى أورباخ، وعدد من رؤساء المدن والمستوطنات بالضفة ورئيس المجلس الإقليمى الاستيطانى والعشرات من السكان القدامى بمستوطنات سيناء.

وعقب انتهاء الحفل نظم الكنيست معرضًا حول هذا الموضوع وعرض صورًا لجنود الاحتلال الإسرائيلى خلال وجودهم فى سيناء، كما عقد محاضرة عن "مساهمة الزراعة فى سيناء ومنطقة جوش قطيف".