على رمضان يكتب: رقعة شطرنج

الإثنين، 14 مايو 2012 08:14 ص
على رمضان يكتب: رقعة شطرنج رقعة شطرنج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان من أسباب قيام الثورة فى يناير القضاء على أحادية الرأى والذى يعتقد صاحبه المتشبث به أنه وحده الذى يملك الصواب والتوجيه، وكان من ظواهره فى العهد البائد تضارب المصالح فى المؤسسات الحكومية واختفاء التناسق بينها فى أمور وسياسات الدولة فتحل النزاعات والتراشقات بينها حتى ينعم الله عليها برئيس الدولة، فيتدخل بينها ليضع القرار النهائى ويرضخ الطرفان المتنازعان للقرار الرئاسى الحكيم ويصدر القرار وفى بدايته دائما الجملة التى تكررت كثيرا: حسب توجيهات سيادة الرئيس تقرر كذا وكذا..

ولو كان الاختلاف فى الرأى يحقق للمجتمع فائدة ما لهان الأمر ولكن كان أغلب هذا التشبث بالرأى لا يراعى فيه مصلحة الوطن والمجتمع وإنما تحقيق ال"أنا" وإثباتها أمام الجمهور.

فهل تحقق الهدف المنشود والذى هو من أهداف ثورة يناير التى راحت فداءا لها أرواح شباب هم قرة عين أهاليهم وقرة عين مصر؟

الواضح جليا أمامنا أن لا شىء قد تحقق من هذا الهدف بل على العكس من ذلك فقد تفاقمت وتزايدت وكبرت ال"الأنا" لدى المسئولين عن مصير البلد وانتشر الداء فى السلطات الثلاث الحاكمة التى راحت تتناحر فيما بينها أيهما يثبت للجمهور أنه الأقوى والأكثر حكمة وسدادا فى الأمر دون مراعاة لوطن يهوى وسمعة اقتصادية تتدهور وتنهار وكأن الأمر لا يعنيهم بل وكأنهم يسكنون بلدا آخر.

الصراع بين البرلمان والحكومة ومثيله بين البرلمان والعليا للرئاسة مثالان واضحان لاستمرار الـ"أنا" بعد الثورة ومحاولة إثباتها بشتى السبل ومحاولات جميع الأطراف لإقناع الجمهور بقوته وبسداد رأيه دون تقدير لرأى الآخر ويدل تدخل المجلس العسكرى المتكرر لحل الأمور حلا وسطا بتغيير ثلاثة وزراء فقط لأرضاء الطرفين فى نزاع البرلمان – الحكومة ولأجراء الانتخابات الرئاسية مهما كانت الظروف لأرضاء الطرفين فى نزاع البرلمان – العليل للانتخابات على أننا عدنا ننتظر توجيهات سيادة الرئيس!

لابد أن تعلم السلطات الثلاث أن العلاقات بينهم يحكمها قانون الدولة ودستورها ولن تسمح الثورة بوضع مصالح البلاد والعباد فوق رقعة شطرنج يحاول كل طرف أن يفاجئ الآخر بـ كش ملك، وعلى الرئيس القادم أن يضع فى برنامجه أسلوبا جديدا لفض هذه النزاعات الشخصية دون توجيهات السيد الرئيس.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة